كاجين أحمد ـ xeber24.net
قال وزير الخارجية التركي، إن التدخل الإسرائيلي في الجنوب السوري، يشكل حالياً أكبر منطقة خطر بالنسبة إلى بلاده، مضيفاً أن المشكلة في الجنوب السوري لا تكمن بحد ذاتها في حجمها، بل في تحوّل إسرائيل إلى طرف متدخل، ما يخلق منطقة خطر.
جاء ذلك في لقاء متلفز على قناة محلية يوم أمس تحدث فيها إلى الوضع السوري، كما تطرق إلى الهجوم الذي تعرض له القوات الأمريكية في البادية السورية ومقتل جنديين هناك على يد أحد عناصر سلطة الأمن العام التابع للسلطة الانتقالية.
ووصف فيدان هذا الهجوم بأنه “عمل استفزازي”، وبدأ بالتبرير لسلطة دمشق الانتقالية قائلاً: أن سلطة دمشق اتخذت العديد من الخطوات في المرحلة التي بدأت في سوريا اعتبارًا من 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 (تاريخ سقوط نظام الأسد) إلا أن ذلك لا يُلاحظ بالشكل الكافي.
وذكر أن مجالات المشكلة كثيرة جدًا وتحتاج إلى معالجة، وأنه من أجل البدء فقط بإصلاح الدمار في البلاد، يجب أولًا إزالة العديد من القيود الدولية المفروضة.
وأوضح فيدان، أنه قبل 3 أيام فقط، تم رفع قانون قيصر في الولايات المتحدة عن سوريا، وهو قانون فرض حظر على الاستثمارات في سوريا خلال فترة حكم الأسد.
ولفت إلى أنه في البداية صدر مرسوم رئاسي أمريكي، ثم تم تحويله لاحقًا إلى قانون في الكونغرس، وكان ذلك أمرًا بالغ الأهمية.
وشدد فيدان، على أهمية العمل المشترك الذي تقوم به دول المنطقة إلى جانب الشركاء الأوروبيين والأمريكيين في سوريا.
وأضاف: “نرى أن الاستثمارات في سوريا قد بدأت تُنفّذ رويدا رويدا. لكن الدمار، كما ذكرت، هائل جدًا. وهناك مسألة عودة اللاجئين”.
وبيّن فيدان، أن العائدين إلى سوريا يحتاجون إلى بنية تحتية تمكّنهم من الاستفادة منها وتأمين حياتهم والخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن الشعب السوري شعب قنوع، فعلى الرغم من هذه الإمكانيات المحدودة، يكفي فقط ألا تتعرض أرواحهم للأذى، وألا يكون هناك فوضى أو حالة من عدم الاستقرار.
وعن الاستثمارات التركية، قال فيدان، إنه عندما تنظرون إلى الخريطة، ترون أن سوريا هي في الواقع امتداد لتركيا من الناحية الجغرافية.
وأوضح أن هناك إمكانات هائلة للغاية من حيث التجارة، والنقل، والربط بين البلدين.
وأعرب عن أمله في أن تتحقق جميع هذه الإمكانات، لكن أولا يجب أن تستقر التوازنات داخل البلاد.
وزعم الوزير التركي، إن بلاده قدمت أكبر قدر من التضحيات والدعم في مسألة جمع الفصائل المسلحة في سوريا تحت قيادة واحدة وربطها بالجيش الوطني.
وأضاف في مزاعمه أن “قيام تركيا بتشجيع القوى المعارضة التي دعمتها باستمرار على الانضمام إلى الجيش الوطني، وتحقيق ذلك بسرعة، أدى إلى جمع مجموعات مسلحة مختلفة كانت تقاوم نظام الأسد، تحت قيادة واحدة. وهذا موضوع بالغ الأهمية لم يحظَ بالتقدير الكافي”.
وفيما يتعلق بربط الفصائل المسلحة بالجيش الوطني، ادعى فيدان: “هذا يعني تغليب المصلحة العامة والخير الأكبر، وتخلي الأفراد عن مجالات نفوذهم ومصالحهم الضيقة”.
وتابع، أن “الرؤية الاستراتيجية التي طرحتها تركيا في هذا السياق، والإطار الذي وضعته، إضافة إلى دورها البنّاء ونصائحها، كلها أمور بالغة الأهمية”.
وتطرق فيدان، إلى الانتقادات التي تظهر أحيانًا في أوروبا والولايات المتحدة بأن “الحكومة الحالية لا تسيطر على كامل الأراضي السورية”.
وفي هذا الصدد، أوضح: “نحن نعتقد أن هذا الأمر قد تحقق إلى حدٍ كبير. يوجد حاليًا مجال إشكالي في المناطق التي يسيطر عليها قسد، ويجب حله في إطار تفاهم 10 مارس/آذار 2025”.
وأضاف: “هناك أيضًا مسألة الجنوب، وهي بالغة الأهمية. ربما يكون هذا حاليًا أكبر منطقة خطر بالنسبة لنا”.
وشدد فيدان، على أن “المشكلة في الجنوب لا تكمن بحد ذاتها في حجمها الكبير، فهذا أيضا أمر يمكن إدارته. لكن تدخل إسرائيل فيه هو ما يخلق منطقة خطر”.
وأوضح أنه “يجب إدارة منطقة الخطر هذه بحذر شديد، لأنها قد تجلب معها مخاطر أكبر. وهذه قضية نتابعها عن كثب جدا”.
ولفت فيدان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه يسعون إلى إعادة تشكيل المنطقة، ويظهر ذلك جليا في الهجمات التي شنتها على لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية وإيران وقطر.
وأكد فيدان أن إسرائيل لديها سياسة بناء تصورها الأمني الخاص على أساس انعدام الأمن لدى الآخرين، وأنه في إطار هذا الأمر، ستواصل إسرائيل التدخل في الدول المجاورة، مضيفا أنه يجب اتخاذ خطوات مع الجهات الفاعلة الدولية في هذا الصدد.
هذا وفي ختام حديثه بهذا الصدد، شدد الوزير التركي على ضرورة ممارسة الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل لردعها في هذا الإطار.




