crossorigin="anonymous"> عفرين تحت الاحتلال (258): مقتل مدني، جفاف نهر عفرين، اعتقالات تعسفية، استمرار التتريك، ضرب مدنيّين وتهديد بالقتل، سرقة مسنة وفرض إتاوات – xeber24.net

عفرين تحت الاحتلال (258): مقتل مدني، جفاف نهر عفرين، اعتقالات تعسفية، استمرار التتريك، ضرب مدنيّين وتهديد بالقتل، سرقة مسنة وفرض إتاوات

مشاركة

سلطات الاحتلال التركي لا تخفي نيتها في تتريك الشمال السوري، بنشر اللغة والثقافة التركية بين كافة شرائح المجتمعات المحلية وبمختلف السبل، وخاصةً بين الأطفال، إذ كشف شرف أتيش رئيس معهد “يونس امره” في كلمته أثناء افتتاح فرع المعهد بمدينة الباب بتاريخ 25/8/2023م، عن “حملة جديدة تستهدف تعليم /300/ ألف طفل في المنطقة اللغة وإدماجهم في الثقافة التركية” وقال “بدأنا حملة تعبئة تركية في جميع أنحاء المنطقة”؛ لا سيّما أنها فتحت ثلاثة فروع جديدة للمعهد (الباب، جرابلس، عفرين) مؤخراً.

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= مقتل مدني:

بعد أن أصيب بعدة شظايا، مساء 22/8/2023م، نتيجة تبادل إطلاق النار بين الجيش التركي وميليشياته من جهة، والجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى، على طرفي خط التماس في جبل ليلون، وسقوط قذيفة وسط منزله في بلدة “غزاوية”- شيروا، وبقائه في العناية المشددة بمشفى ابن سينا في مدينة عفرين عدة أيام، في 28/8/2023م، توفي المواطن “إبراهيم علي علي/برو شيراوي /55/ عاماً” بالأصل من أهالي قرية “كباشين”- شيروا متأثراً بجراحه البليغة.

= جفاف نهر عفرين:

أسوأ حالٍ يمرّ به نهر عفرين وعلى نحوٍ غير مسبوق صيف هذا العام، جفافٌ شبه تام من بعد سدّ “برج عبدالو” التجميعي لغاية قرية “ملا خليلا” على الحدود التركية غرباً بطول حوالي /35/ كم، وما يصل لهذا السدّ من جريان ضعيف يتم توجيهه عبر قناةٍ للري تتحكم بها ميليشيات “فرقة الحمزة” وغيرها في ري الأراضي المستولى عليها وتلك المستأجرة من قبلهم؛ فتسبب ذلك بأضرار كبيرة من حيث تدني الإنتاج وتدهور قسمٍ من حقول الفاكهة، وارتفاع تكاليف الري من الآبار الارتوازية، 90% السطحية منها قد جفّت، فاضطرّ الكثير من الفلاحين لحفر “آبار بحرية” بعمق أكثر من /350/ متراً.

صحيحٌ أن منسوب المياه الجوفية قد انخفض، وهناك انخفاض في كميات الأمطار، ولكن السلطات التركية أيضاً مسؤولة عن سوء الحال، فمن جهة أنشأت أربعة سدود على روافد نهر عفرين داخل أراضيها (سدّ موسابيلي افتتح عام 2018م، سدّ عفرين الأعلى افتتح عام 2021م، سدّ تجميعي على رافدٍ لنهر عفرين، سدّ تجميعي على نهر صابونسي)، فانخفض الوارد المائي من الحوض الساكب في سدّ ميدانكي (سدّ 17 نيسان)؛ ومن جهة أخرى قام المنسق التركي المشرّف على السدّ بفتح تدفق زائد خلال فصول الشتاء الثلاثة بُعيد افتتاح سدّ الريحانية/هاتاي- مصب النهر في تشرين الأول 2020م وسعته التخزينية /900/ مليون متر مكعب، وبحجة زلزال 6 شباط أيضاً، لأجل ملئه.

وفق مصدر خاص، حجم التخزين النظامي لسدّ ميدانكي (190 مليون متر مكعب) يكون عند المنسوب 335م، وحجم التخزين الميت (12.5 مليون متر مكعب) يكون عند المنسوب 298م، بينما المنسوب الحالي هو 322م، والمنسوب الأدنى لعمل السدّ هو 320م.

وهناك هدر كميات كبيرة للمياه بسبب عدم وجود صيانات لشبكات أنابيب وأقنية الري وتجهيزاتها التي تعرضت للسرقات والتخريب، ولا توجد إدارة مختصة للإشراف على مشاريع الري.

كما أنّ محطات الري (كمروك، تل طويل/آستير، جومكه، بابليت) خارج الخدمة، لم يبقَ منها شيئاً سوى أبنية خالية بسبب السرقات، بينما أُعيد تجهيز محطة “برج عبدالو” وتشغيلها على حساب أهالي القرية ومحيطها في أعوام سابقة ولكنها شبه متوقفة هذا العام، ودون أن تبادر سلطات الاحتلال لإعادة تأسيس البنى التحتية المتضررة والمفقودة من سدّ ميدانكي ومنشآت الري.

يُذكر أنّ “المجلس المحلي في عفرين” أعلن في صفحته الفيس بوك بتاريخ 28/8/2023م أنّ الضابطة الزراعية قد خالفت عدد من المزارعين “الذين لم يلتزموا ببرنامج مياه الري”، حيث أكّد مصدر محلي، أنها فرضت على كلَ من “خليل درويش، جهاد حسن، فادي حسن، حسن نبي عينات” من أهالي قرية “برج عبدالو” – شيروا مخالفة ألفي ليرة تركية، بسبب استجرارهم المياه من القناة لري حقولهم! في الوقت الذي تضبط فيه الميليشيات عمليات الري لصالحها.

= اعتقالات تعسفية:

– بداية شهر آب الماضي، في طريق العودة من النزوح إلى الديار، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية في أعزاز” المواطنين “درويش عبد المنان حبيب /55/ عاماً وزوجته رمزية حسين حبيب /50/ عاماً ونجلهما القاصر ديوار /14/ عاماً، والقاصر رشيد نظمي كولين حبيب /16/ عاماً” من أهالي قرية “قورنه”- بلبل، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وسلمتهم إلى “شرطة عفرين”، حيث أفرجت عن “رمزية” بعد أربعة أيام وعن القاصر “رشيد” بعد أسبوعين من احتجازهم وبعد فرض فدى مالية عليهما، وأفرجت عن “ديوار” بعدهما، ولا يزال “درويش” قيد الاحتجاز التعسفي.

– بتاريخ 5/8/2023م، اعتقل المواطن “مصطفى سعيد طوبال /42/ عاماً” من أهالي قرية “بليلكو”- راجو، بُعيد عودته من النزوح إلى دياره، من قبل “الشرطة العسكرية في راجو”، مدة يومين، وأُطلق سراحه بعد فرض غرامة مالية عليه.

– بتاريخ 26/8/2023م، في طريق العودة من النزوح إلى الديار، اعتقلت سلطات الاحتلال في بلدة مارع المواطنتين “ملك بطال /26/ عاماً، نارين كنعان /24/ عاماً” مع أطفالهما، واستدعت زوجيهما “أنور محمد علي مسلم /32/ عاماً، صلاح علي بطال /27/ عاماً” المقيمان سابقاً في قريتهم “ماسكا”- راجو وألقت القبض عليهما أيضاً، رغم أنهما أحضرا وثيقتي موافقة “الشرطة العسكرية في راجو” على عودة أسرتيهما، حيث أطلقت سراح “نارين” زوجة صلاح والأطفال، أما الثلاثة الآخرون لا زالوا قيد الاحتجاز التعسفي.

= افتتاح معهد “يونس امره”:

بالتزامن مع الاحتفاء التركي بـ”يوم النصر 30 آب” أُعيد افتتاح فرع معهد “يونس امره” في مدينة عفرين، الذي افتتح سابقاً بشكلٍ أولي بتاريخ 22/9/2021م؛ وذلك في مباني قسم “الحدادة والميكانيك” من مدرسة الصناعة- حي المحمودية، التي استهدفت بقصف تركي أواسط آذار 2018م وسرقت منها الميليشيات كافة التجهيزات والآلات والمحتويات، حيث أعيد ترميمها واكساؤها من جديد ليرفع عليها وفي قاعاتها العلم التركي.

 

تم الافتتاح بحضور تركي رسمي (شريف أتيش رئيس المعهد، يوسف توران نائب والي هاتاي، فكرت شيتاك منسق “المنطقة الآمنة” في سوريا، محمود جينار عميد كلية التربية بعفرين – جامعة غازي عنتاب، مراد كونداكجي قائد شرطة عفرين)، ونائب رئيس المجلس المحلي في عفرين وآخرون، وبتغطية إعلامية تركية واسعة.

يُذكر أنّ المعهد بدأ نشاطه عام 2009م، ولديه نحو /63/ مركزاً حول العالم.

= انتهاكات أخرى:

– بتاريخ 22/8/2023م، أقدم مستقدم من جبل الزاوية/إدلب ومقرّب من مسلحي ميليشيات “لواء سمرقند” على شتم وتهديد الشقيقين “حسين /42/ عاماً و دجوار محمد محمود /35/ عاماً /عائلة درج” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس ومحاولة ضربهما وإطلاق الرصاص الحي بين أرجلهما وفي الهواء أثناء التشاجر معهما ضمن بستانهما للخيار، بعد مطالبة “حسين” للمستقدم بنقل خيمته وشبك صيد عصافير منصوبين ضمن البستان، لأنهما يضرّان بالإنتاج ويعيقان عمل النساء العاملات، كما تهجّم على منزلهما وأطلق التهديدات؛ فاضطرّ الشقيقان لتقديم شكوى لدى مسؤول أمنية “سمرقند” الذي منعهما من الشكوى لدى الشرطة العسكرية ووعد بمحاسبة المعتدي، ولكن دون أن يفي بوعده!

– مؤخراً، فرضت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” إتاوات مختلفة على أهالي قرية “بركا”- مابتا/معبطلي، منها /50/ دولار على كل شجرة جوز، /600/ دولار على حقول الزيتون العائدة لاثنين من أبناء عائلة “مستانكي” الغائبين، وعلى موسم السمّاق وغيره.

– ليلة الأربعاء 30/8/2023م، دخل مسلحون إلى منزل المسنة “عيشه /70/ عاماً أرملة المرحوم بكر يوسف شاشو” في قرية “داركير” مابتا/معبطلي، وبعد أن قاموا بتخديرها، عبثوا في المنزل وسرقوا ما تيسر لهم، دون أن تجرأ المسنة على الإفصاح عن المسروقات أو تقديم شكوى، خوفاً من عقابٍ أشد، حيث لم تحرك ميليشيات “فرقة الحمزة” المسيطرة على القرية ساكناً.

نتساءل، كيف لا تُسمى دولةٌ تفرض ثقافتها ولغتها بنطاقٍ واسع على منطقةٍ من دولةٍ أخرى ودون موافقة حكومتها الرسمية، عبر أنشطةٍ متنوعة ومكثّفة وبتغطيةٍ سيادية رسمية، وتُحارب لغة وثقافة سكّانها الأصليين، وجود تركيا في شمالي سوريا نموذجاً… بدولة احتلال، من قبل المجتمع الدولي؟!

 

المصدر: حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)