تركيا روسيا إيران ومسرحية مسار أستانا “البيان الختامي”

مشاركة

كاجين أحمد ـ xeber24.net

منذ انعقاد الجولة الأولى لاجتماعات أستانا تدعي كل من تركيا وروسيا وإيران التزامهم بصيانة وحدة الأراضي السورية وسلامتها والحفاظ على خفض التصعيد في هذا البلد تمهيدا للوصول إلى حل سياسي لأزمتها التي اندلعت في عام 2011.

بيد أن هذه الدول الثلاث التي ترعى اجتماعات أستانا، هي نفسها من قسمت سوريا إلى مناطق نفوذ لها، وحولت الحراك الشعبي السلمي إلى حرب أهلية بعد الأشهر الأولى من اندلاعها، وتسليح الجماعات السوري لتنفيذ أجنداتها الخاصة داخل البلاد وخارجها.

وبعد 21 جولة من هذه الاجتماعات لم يتغير مضمون البيان الختامي، إلا انه في هذه المرة حاولت كل من روسيا وإيران إيجاد صيغة جديدة للتقارب بين أنقرة والنظام السوري، في الوقت الذي يستمر كل جانب من الدول المذكورة تنفيذ مخططاتها على الأراضي السورية وخرق ما يتم الاتفاق عليه في استانا والتصرف بعكس مضمون بياناتها.

وجاء في البيان الختامي للجولة الـ 21، نقطة جديدة وهي إدانة الهجمات الاسرائيلية على غزة كون لها تداعيات في توسيع دائرة الحرب ودخول سوريا فيها، مطالبين الأمم المتحدة بممارسة الضغط على تل أبيب لوقف الحرب.

وأكد البيان على ضرورة الالتزام باتفاقات خفض التصعيد، لا سيما في إدلب والعودة الطوعية للاجئين السوريين، في الوقت الذي صرح بعده مباشرة روسيا والنظام السوري باستمرار هجماتها ضد ما أسمتهم بـ “جماعات إرهابية في إدلب” وعدم إمكانية استقبال اللاجئين من دول الجوار قبل إعادة إعمار البلاد.

من جهة أخرى تغاضت هذه الدول وممثلي كل من المعارضة والنظام السوري، العدوان التركي على الأراضي السورية والتي قتلت العشرات من المواطنين المدنيين والعسكريين، ودمرت بشكل مهول البنية التحتية للبلاد، وحرمت السكان من مصادر إمداد المرهباء والغاز والمياه والوقود.

هذا ولم ينسى البيان، أن يهاجم الكرد مرة أخرى واتهامهم بالانفصال عن سوريا بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية، مطالبين الأخيرة بالانسحاب من الأراضي السورية، مدعين شرعية وجودهم العسكري في البلاد.

والجدير بالذكر أن البيان الختامي طالب كل من تركيا وسوريا بإعادة تطبيع العلاقات السياسية بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل وحسن النية وعلاقات حسن الجوار.

والسؤال هنا إلى متى سيستمر مسلسل “مسار أستانا” وبياناتها الختامية المتكررة، وإنكار الحقائق على أرض الواقع، سيما وأن الدول الثلاث الراعية لهذا المسار هي من تعمق الأزمة السورية وتحول دون الوصول إلى حل سياسي في هذا البلد؟