مجموع

قيادية كردية تصف أحداث العام الماضي بالمرحلة المفصلية في تاريخ سوريا وتؤكد أن اتفاق١٠ آذار خطوة هامة غير مكتملة

مشاركة

ولات خليل -xeber24.net – وكالات

وصفت القيادية في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، وعضوة هيئة شمال وشرق سوريا للمفاوضات مع دمشق، سوزدار حاجي، في تصريح لوكالة “ANF”، ما شهدته سوريا خلال عامي 2024–2025 بأنه “منعطف تاريخي” أعاد تشكيل موازين القوة السياسية والعسكرية، وفرض واقعاً جديداً على كامل الجغرافيا السورية، في ظل انهيار منظومة حكم استمرت لعقود دون أن يُفضي ذلك إلى انتقال ديمقراطي فوري.

وقالت حاجي إن تلك المرحلة حملت “تحولات استراتيجية وجذرية لم تشهدها المنطقة منذ عقود”، مشيرة إلى أن سوريا كانت لسنوات “محكومة بتحالفات وإملاءات خارجية”، قبل أن تقلب التطورات الأخيرة هذه المعادلات، مؤكدة أن “أي تغيير في النظام السوري ينعكس مباشرة على المنطقة بأسرها”.

وتطرقت سوزدار حاجي إلى المسار الذي أدى إلى سقوط نظام البعث، معتبرة أن يوم 27 تشرين الثاني 2024 شكّل محطة مفصلية، حين “اتضح أن النظام لم يعد قابلاً للاستمرار سياسياً واجتماعياً، ولم يعد يخدم مصالح القوى الإقليمية والدولية وفق التفاهمات القائمة”.

وأضافت أن إسقاط منظومة حكم وجيش خلال فترة زمنية قصيرة “لم يكن نتاج قوى محلية فقط، بل نتيجة ترتيبات وتحركات خارجية غيّرت معادلة القوة في سوريا”.

وفي سياق التطورات الميدانية، أشارت حاجي إلى أن مناطق شمال وشرق سوريا تعرضت لهجمات عنيفة، لا سيما منطقة الشهباء وأحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، قائلة: “مرتزقة الدولة التركية شنّوا هجمات واسعة، لكن شعبنا أبدى مقاومة تاريخية في شيراوا وتل رفعت والشهباء”.

وأكدت أن قيادة قسد وYPJ “اتخذت قرارات استراتيجية لحماية المدنيين ومنع وقوع مجازر جماعية”.

كما لفتت إلى أن خطوط القتال امتدت إلى منبج وقره قوزاق وسد تشرين وصولاً إلى دير حافر، حيث “خاض أبناء وبنات المنطقة من مختلف المكونات معارك شرسة، جسدت نموذج المجتمع الديمقراطي القادر على الدفاع عن نفسه بمشاركة جميع فئاته”.

وحذّرت سوزدار حاجي من محاولات تنظيم داعش استغلال الفراغ الأمني بعد انهيار المنظومة السابقة، مؤكدة أن قوات سوريا الديمقراطية “تدخلت بحسم في دير الزور والميادين والبوكمال لإحباط أي عودة للتنظيم”. وأضافت: “نفذ داعش عشرات المحاولات خلال عام واحد، لكن قواتنا، وبالتعاون مع التحالف الدولي، تمكنت من إفشالها، ولم يعد التنظيم قادراً على استعادة أي وجود فعلي في مناطقنا”.

وتوقفت سوزدار حاجي عند الاتفاق الموقع في 10 آذار 2025 بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية والرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، واصفة إياه بـ “الخطوة المهمة لمنع تفكك المجتمع وملء أي فراغ سياسي أو أمني”.

لكنها شددت في الوقت ذاته على أن “بنود الاتفاق لم تُنفذ حتى الآن، باستثناء وقف الحروب، فيما لا يزال الصراع مستمراً في عموم سوريا”.

وختمت حديثها بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة “تتطلب التزاماً حقيقياً ببناء سوريا ديمقراطية تعددية، تضمن حقوق جميع مكوناتها، وتحول دون تكرار أخطاء الماضي”، معتبرة أن ما يجري اليوم سيحدد شكل الدولة السورية ومستقبلها لسنوات طويلة مقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى