آفرين علو ـ xeber24.net
فجَّرت حادثة سرقة تمثال “بولس الرسول” البرونزي النحتي من أمام كنيسة مار بولس بحي باب شرقي في دمشق القديمة، موجةً من الاستياء والقلق، لما يمثله التمثال من قيمة تاريخية ودينية عميقة في واحدة من أقدم مراكز المسيحية في العالم.
وجاءت السرقة – وفقاً لشهود عيان – يوم الخميس الماضي، حيث اُقتُلع التمثال من قاعدته ونُقل بعيداً عن مكانه، فيما لم تُعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها عن الحادثة حتى الآن، ولم يصدر بيان من سلطات الحكومة الانتقالية أو إدارة الكنيسة ذاتها.
ويرمز التمثال المنهوب إلى لحظة محورية في التاريخ المسيحي، وهي لحظة اهتداء “شاول الطرسوسي” – الذي عُرف لاحقاً باسم “بولس الرسول” – إلى المسيحية على طريق دمشق، وفق الرواية الواردة في سفر أعمال الرسل في العهد الجديد.
ويُعتبر بولس أحد أهم الرسل والمبشرين في المسيحية المبكرة، وارتبط اسمه بشكل وثيق بمدينة دمشق، حيث يُعتقد تقليدياً أنه هرب منها عبر باب شرقي بعد إيمانه.
وأثار اختفاء التمثال ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى نشطاء ومتابعون أن الحادثة تستهدف رمزاً مسيحياً بارزاً، وتُفاقم مخاوف الوجود المسيحي في المدينة القديمة، وتُسلط الضوء مجدداً على قضية حماية التراث والمعالم الدينية والتاريخية في سوريا، في ظل ظروف استثنائية عاشها البلد خلال السنوات الماضية.
ويقع التمثال في موقع ذي حساسية روحية وتاريخية، أمام كنيسة مار بولس خلف باب شرقي، في منطقة تُعد من أقدم الأحياء الدمشقية وتزخر بتراث يعود لعصور متعددة.




