كاجين أحمد ـ xeber24.net
قال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى سوريا وسفير واشنطن لدى أنقرة، توم باراك، أنه يجب عدم فرض شكل الحكم من الأطراف الخارجية على سوريا، موضحاً أنه قد ترغب كل الأقليات في بيئة فيدرالية، لكن الأمر ليس متروكا لنا، ولا يحق لنا أن نحكم على النقاشات الفكرية.
وأضاف في تصريح خاص لوكالة الأناضول التابعة للحكومة التركية بختام مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة بمدينة نيويورك: أنا لم اقل إن قوات سوريا الديمقراطية مشتقة من حزب العمال الكردستاني.
وعلق باراك على الاجتماع الذي جرى بين قوات “قسد” والسلطة الانتقالية بدمشق قبل يومين وعدم الوصول إلى نتائج ملموسة حتى الآن، وقال: إن “جوهر القضية هو ما إذا كان سيتم الوقوف في نفس الصف مع الجمهورية العربية السورية أم لا”.
وتابع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا: “دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، هذا ما تقرره تلك الأمة، ونحن نقبل بذلك، هذه هي القضية”.
وأكمل: “قد ترغب كل الأقليات في بيئة فيدرالية، لكن الأمر ليس متروكا لنا، ولا يحق لنا أن نحكم على النقاشات الفكرية”، مشيراً إلى ضرورة عدم فرض شكل الحكم من الخارج في سوريا، أو بطريقة دمج وحماية حقوق الأقليات.
وزاد: “جميعا نقول، وخاصة الأمم المتحدة: إذا كنتم تريدون مساعدتنا، فهذا أمر مهم حقا، نرغب في مشاهدة الشروط التي تضعونها، نريد أن نرى ماذا ستفعلون بالمقاتلين الأجانب، هل ستقومون بدمجهم أم لا؟ أو هل ستعيدونهم إلى ديارهم أم لا؟”.
وفيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في سوريا، أشار باراك إلى أن المعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي مستمرة، مضيفاً “لدينا وجود عسكري في تلك المنطقة، وسنحافظ عليه، الهدف ليس الحفاظ على هذا الوجود إلى أجل غير مسمى”.
وتابع: “سنقرر مع مرور الوقت تقليص عدد هذه القوات، كما يجب تقليص عدد جميع القوات في حال تشكيل حكومة سورية مستقلة جديدة”.
وسلط الضوء على المخاطر التي تكتنف عملية الاندماج في سوريا بقوله: “أعتقد أن هذه فترة انتقالية لم يتحقق فيها التوافق منذ سبعة أشهر، وهناك قلق من استمرار المخاوف السابقة في المستقبل”.
وأردف المبعوث الأمريكي متسائلا: “هل ستتصرف الحكومة السورية بعدالة؟ لسنا هنا لنفرض ذلك، بل لبدء هذه العملية”.
وذكّر بأنه أعطى في السابق رسائل مفادها أنه يجب على قوات سوريا الديمقراطية استغلال الوقت بشكل فعال من أجل الاندماج.
ورداً على سؤال عن المشكلات التي قد تنشأ إذا لم يحدث اندماج “قسد” في الجيش السوري؟ أوضح السفير الأمريكي: “المشكلات التي ستنشأ هي خلافاتهم مع الحكومتين السورية والتركية”.
وقال: “صرّحت الحكومة الأمريكية بأنها ستدرس جميع مشكلاتهم وستبذل قصارى جهدها من أجل اتخاذ قرار عادل وصائب. وإذا أرادوا القدوم إلى أمريكا والعيش معنا، فبإمكانهم ذلك”.
وأشار السفير باراك إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” طلبت ميزانية لجيش سوريا الحرة في منطقة التنف في سوريا، تماما كما فعلت بالنسبة إلى قوات سوريا الديمقراطية.
ورداً على سؤال: “هل سيتم دمج هذه المجموعات في الجيش السوري أم أن الولايات المتحدة تخطط لمواصلة التعاون المنفصل هناك لمدة أطول؟”، أجاب باراك: “نيتنا ليست إقامة وجود دائم في أي مكان بالبلاد (سوريا). قواعدنا لأغراض دفاعية”.
وأكد أن سوريا تحتاج إلى وجود عسكري واسع النطاق “داخليا وخارجيا”، وقال: “الشيء المنطقي الذي يجب فعله هو دمج قسد”.
واستطرد أن عملية الاندماج المذكورة ستستغرق وقتا بسبب غياب الثقة المتبادلة بين حكومة دمشق وقوات “قسد”، مضيفا أن “الاتفاق بين الطرفين ليس محددا بما يكفي لجعل هذا الوضع ينجح”.
وأشار السفير باراك إلى أن واشنطن تحاول توضيح بعض التفاصيل للتوصل إلى اتفاق، معربا عن اعتقاده أن الطرفين سيتوصلان إلى اتفاق “ناجح وجميل”.