“درجات حرارة قياسية” موجة حرّ شديدة تجتاح العالم

مشاركة

 

آفرين علو ـ xeber24.net

تعيش جميع مناطق العالم هذه الأيام، تحت وطأة موجة حرّ شديدة، مع تسجيل درجات حرارة قياسية في عدة بلدان، حيث يقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي المسؤولة عن ازدياد شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.

اجتاحت موجة من الحرّ السبت جميع مناطق العالم، حيث سجّلت مستويات قياسية من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع القيظ والحرائق الناجمة عن الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ.

وتشهد إيطاليا، من الشمال إلى الجنوب، موجة حرّ سترتفع خلالها درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في الأيام المقبلة.

وأصدرت وزارة الصحة الجمعة، إشعار تنبيه أحمر يشمل السبت والأحد عدداً كبيراً من المدن الرئيسة من روما إلى بولونيا ومن فلورنسا إلى بيسكارا، مع توقع تسجيل 36-37 درجة مئوية اعتباراً من الأحد.

وذكرت صحيفة “إل ميساجيرو” اليومية إن لاعبين هاويين لكرة القدم يبلغان (48 و51) عاماً توفيا مساء الجمعة، بعد إصابتهما بإعياء جراء الحرّ على الأرجح، خلال مبارتين في منطقة نابولي في الجنوب.

وقال مركز الأرصاد الجوية الإيطالي إنه يخشى “موجة حرارة صيفية هي الأشد وواحدة من أشد موجات الحرارة على الإطلاق”.

ومن بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، تعاني اليونان أيضاً من موجة حارة اضطُرت السلطات لليوم الثاني إلى إغلاق الأكروبوليس في أثينا خلال الساعات التي ترتفع فيها الحرارة (11،30 و17،30)، وأعلنت أن الموقع المصنف هو أحد مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو، ويشهد إقبالاً كبيراً سيغلق كذلك الأحد في هذه الفترة.

وفي حين تراوح درجات الحرارة المتوقعة في أثينا بين 40 و41 درجة مئوية، فإن “درجة الحرارة الحقيقية التي يشعر بها الجسم أعلى بكثير من ذلك”، على قمة الأكروبوليس، وفق ما صرّحت به وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني الجمعة.

وفي وسط اليونان، في منطقة طيبة، ارتفعت الحرارة الجمعة إلى 44.2 درجة مئوية. وإذا كان من المتوقع أن تنخفض قليلاً اعتباراً من الأحد، يخشى أن تضرب موجة حرّ جديدة اليونان اعتباراً من الخميس، وفقاً للمرصد الوطني لأثينا.

وحذرت سلطات اليونان من ارتفاع مخاطر نشوب حرائق، خصوصاً يوم الأحد، عندما تهب رياح تراوح سرعتها بين 40 و60 كم في الساعة فوق بحر إيجه.

بدورها، تواجه إسبانيا وشرق فرنسا وألمانيا وبولندا موجة حارة واسعة. ففي ألمانيا، يُتوقع ارتفاع درجات الحرارة إلى 38 درجة في جزء كبير من البلاد، وفق بيان صدر عن خدمة الأرصاد الجوية السبت. كما يُتوقع هبوب عواصف رعدية شديدة في الغرب والجنوب الغربي مع خطر هبوب رياح تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة.

وفي آسيا، تعاني بعض مناطق جنوب وجنوب شرق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حرّ شديدة مع درجات حرارة بين 35-40 درجة مئوية، وفقاً للأرصاد الجوية. وفي أجزاء من مناطق شمال غرب البلاد، يمكن أن تتجاوز بعض المدن 40 درجة مئوية.

وفي الجهة المقابلة من العالم، اصطلت منذ الجمعة عدة مناطق أمريكية يعيش فيها عشرات الملايين بلهيب الشمس، من كاليفورنيا إلى تكساس.

فقد ارتفعت درجة الحرارة في فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، الجمعة فوق 43 درجة مئوية لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقاً لهيئة الأرصاد الأميركية.

وتسبّب الدخان الناجم عن الحرائق في كندا، حيث ما زال أكثر من 500 حريق خارج السيطرة، بتلوث الهواء في شمال شرق الولايات المتحدة في حزيران.

وعلى الصعيد العربي، سجّلت أيضاً موجة حرّ قوية، تأثرت بهاا كل بلدان شمال أفريقيا. ففي المغرب، أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن موجة حر جديدة حتى الثلاثاء، تراوح معها درجات الحرارة بين 37 و47 درجة مئوية في عدة ولايات. وتتوالى موجات الحرارة في المنطقة منذ بداية الصيف مع درجات حرارة “أعلى من المتوسط” حتى آب.

وفي الأردن الخاضع لموجة من الحر تجاوزت معها الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق، يكافح رجال الإطفاء الحرائق التي نشبت في غابات عجلون في شمال البلاد.

وعلى الصعيد العالمي، كان حزيران الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقاً لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ويقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تزيد من شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس. ففي الصيف الماضي، تسبّبت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقاً لدراسة حديثة.