ولات خليل – xeber24.net – وكالات
اكدت الصحفية والناشطة السورية، إنصاف سليطين: “أعتقد أن هذه الهجمات لم تأتِ صدفة، بل تم اختيار توقيتها بعناية؛ فهي تأتي بعد أسبوع فقط من لقاء أردوغان وترامب، والتصريح اللافت الذي مدح فيه أردوغان، وقد تلقفته الفصائل المدعومة تركياً وترجمته ميدانياً عبر تحركاتها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضافت: “من الواضح أن ما يجري هو تصعيد مدروس لتثبيت وقائع ميدانية قبل أي تسوية، وإرسال رسالة مزدوجة: الأولى إلى واشنطن بأن أنقرة ما زالت اللاعب الميداني الأقوى، والثانية إلى دمشق وقسد بأن لا استقرار في الشمال من دون الرضا التركي، وربما هناك رسائل في اتجاهات إقليمية مختلفة أيضاً”.
ورأت أن “الهجمات في هذا التوقيت تُقرأ كجزء من صراع النفوذ، لا كحدث أمني منفصل، وهي اختبار لمدى صلابة التفاهمات القائمة أو قدرتها على الصمود أمام التغييرات الإقليمية، ومحاولة تحقيق أكبر قدر من النقاط لمصلحة النفوذ التركي”.
وأشارت إلى أنه “رغم القراءات التي ترجّح انتهاء مرحلة المجازر، فإن إمكانية تكرار المجازر والانتهاكات لا تزال قائمة وبشكل كبير، ليس فقط بالنظر إلى سجل الفصائل التي تتحرك اليوم، بل لأن البيئة السياسية والإعلامية باتت تبرّر العنف وتُخفي المسؤوليات، في ظل غياب تام للمحاسبة والمساءلة.
ما جرى سابقاً في عفرين، رأس العين، وتل أبيض، يُعدّ نموذجاً يتكرر اليوم في الشيخ مقصود والأشرفية، حيث يُستخدم المدنيون كورقة ضغط”.
وشدّدت على أن “الأهم أن الانتهاكات لم تقتصر على مناطق الشمال، بل شهدنا نماذج مشابهة في السويداء والساحل خلال الأشهر الماضية، ما يكشف أن الخطر يتجاوز الجغرافيا إلى النهج الذي تُدار به أزمات البلاد.
فعندما تُفتح أبواب الدم بهذه الطريقة، ويُفلت السلاح من أي ضوابط، فإن المجازر لا تعود احتمالاً، بل مساراً متكرراً، ما لم يتم فرض ردع حقيقي ومساءلة دولية واضحة”.
وحول تأثير هذه الهجمات، أكدت الناشطة السورية، بأن “هذه الهجمات تُقوّض بشكل مباشر روح اتفاق 10 آذار بين قسد ودمشق؛ لأنها تضرب فكرة التفاهم الوطني من أساسها.
فالاتفاق قام على مبدأ التنسيق ووضع آليات يُتفق عليها للاندماج والحفاظ على وحدة الأرض، لكن ما يجري الآن يعيد مناخ الاتهام والتشكيك”.
وحذرت من إن “استمرار هذه العمليات سيُضعف ثقة المكونات المحلية بالدولة، ويعطي مبرراً للقوى الخارجية للتدخل أكثر تحت عنوان “حماية المدنيين”، وما لم يُترجم اتفاق 10 آذار إلى خطوات أمنية وميدانية واقعية، فإن البلاد تتجه نحو مزيد من الانقسام لا نحو الوحدة”.
واختتمت إنصاف سليطين حديثها، بالقول: “وحدة سوريا لا تُحافَظ عليها بالشعارات، بل بوقف نزيف الدم، واحترام التنوع، وإبعاد المدنيين عن حسابات السلاح والسياسة والبدء الفوري بحوار وطني حقيقي ودستور جديد يحفظ ويصون حقوق الجميع”.