مجموع

قيادية كردية: تركيا وإعادة إنتاج “البعث” تحت مسميات جديدة.. أبرز معوقات الحل الديمقراطي في سوريا

مشاركة

آفرين علو ـ xeber24.net

وجّهت فوزة يوسف، عضوة وفد التفاوض للإدارة الذاتية مع سلطة دمشق الانتقالية، رسائل إلى الداخل السوري والخارج على حدّ سواء ، مؤكدة أن سوريا بحاجة إلى نظام ديمقراطي لامركزي.وفي تصريح لوكالة فرات للأنباء، أكدت يوسف أن سوريا بحاجة إلى نظام جمهوري ديمقراطي لامركزي يعكس هوية جامعة لجميع السوريين، مشددةً على أن الواقع السوري المتعدد والغني أصبح يفرض نفسه، وعلى السلطة الانتقالية أن تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار. كما شددت القيادية الكردية السورية البارزة، في رسالة إلى هيئة تحرير الشام، على أن إعادة إنتاج البعث تحت مسمى آخر لن يفيد السوريين، بل على العكس، سيدمّر ما تبقّى من أنقاض، مؤكدةً أن تركيا لا تريد سوريا ديمقراطية.وقالت: “سوريا دولة يوجد فيها الكثير من المكونات الإثنية والدينية والثقافية، وهناك عدد من اللغات. لذلك هناك حاجة إلى نظام حكم مناسب لهذا التعدد الموجود. إننا نرى بأن نظام الحكم يجب أن يكون لامركزياً؛ لكي تتمكن هذه الهويات المختلفة من العيش دون أن تتعرض للتهميش والإقصاء، وأن تملك حقوقها السياسية والثقافية والدينية دون أن تتعرض للتعسف والإبادة. النظام المركزي يعني سلب إرادة المكونات وربط كل شيء بمركز واحد، كما أنه يعني منع المكونات المختلفة من المحافظة على خصوصياتها. فالنظام المركزي يؤدي إلى صهر كل الهويات، والذي يؤدي مع الزمن إلى إضفاء لون واحد على كل الألوان، والذي يرسخ بدوره الحكم الأوتوقراطي الاستبدادي كما حصل في الكثير من الدول”.وتابعت: “إننا نطرح وجهة نظرنا، وهم يطرحون وجهة نظرهم. في البداية، كان هناك تزمت كبير بشأن الحكم المركزي، لكن الأوضاع التي حصلت في كل من الساحل السوري ومحافظة السويداء أكدت صحة رؤيتنا، وهي أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يمنع تقسيم سوريا هو نظام لامركزي ديمقراطي. لأن الشعب السوري لم يعد يقبل بنظام حكم يهمش خصوصية المناطق”.وأضافت: “هذا يعني بأن الواقع السوري المتعدد والغني أصبح يفرض نفسه، وعلى السلطة الانتقالية أن تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار. في حين أن فرض المركزية يعني عدم الاستقرار والاصطدام الدائم مع المكوّنات.وتطرقت أيضاً إلى: “في الوقت الحالي هناك حوار، ويحاول الطرفان الوصول إلى نقاط مشتركة. في الحقيقة أرى أن سبب التعثر هو عدم استخدام طريقة صحيحة في إدارة هذه العملية. قبل كل شيء هناك حاجة لفترة تعزيز ثقة، لأن سنوات الحرب أدت إلى حدوث شرخ كبير بين القوى في سوريا. لذلك يجب العمل على بناء الثقة وعدم الانتقال إلى مرحلة أخرى دون النجاح في هذه المسألة. لكن الطرف المقابل يحاول الاستعجال ويضع الحصان أمام العربة. وهذا يمنع من حركة العربة. إننا في الوقت الحالي نحاول أن نبدأ من المكان الصحيح وهو تشكيل لجان تقوم بمناقشة التفاصيل وتعزز الثقة المتبادلة.وقالت: “المسألة الأساسية هي شكل الحكم، إذا لم يتم تثبيت ذلك لا يمكن الخوض في أي قضية، لأن جميع المؤسسات بما فيها العسكرية سيتم التعامل معها على أساس شكل نظام الحكم. لأن الدمج في نظام مركزي يختلف عن الدمج في نظام لامركزي. وهناك فرق كبير في الصلاحيات وفي دور المؤسسات المركزية والمحلية.”سوريا ما زالت مركز صراع دولي وإقليمي، ولتركيا أيضاً دور مهم في بلادنا، وحسب متابعتنا، فإن أنقرة تعمل على توجيه سوريا حسب مصالحها وتطلعاتها. التوجه التركي هو توجه مركزي، ولا تريد أن تكون لها جارة ديمقراطية تضمن حقوق المكونات والنساء، لأنها ترى أن هذا التحول الديمقراطي سيؤثر على داخلها أيضاً. في الحقيقة من المهم جداً أن تعرف تركيا والدول الأخرى أن سوريا ديمقراطية ستكون جارة جيدة لكل جيرانها وحتى للمنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى