ولات خليل – xeber24.net – وكالات
اكدت صحيفة “النهار” اللبنانية إن التحذير الأميركي الأخير بشأن الأوضاع في السويداء، والذي صدر بصيغة مباشرة من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يعكس تحوّلاً لافتاً في موقف واشنطن من المشهد السوري، خاصة بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأحمد الشرع في أيار الماضي.
وفي تغريدة نشرها روبيو على منصة “إكس”، كتب: “إذا أرادت السلطات في دمشق الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وسلمية وخالية من “داعش” والسيطرة الإيرانية، فعليها أن تستخدم قواتها الأمنية لمنع داعش والجهاديين العنيفين من دخول السويداء وارتكاب المجازر”.
ونوهت الصحيفة بأن هذا التصريح يعكس قلقاً أميركياً من استغلال الفوضى القائمة في السويداء، خاصة في ظل ما أسمته “النفير العشائري”، ما قد يمنح التنظيمات المتطرفة فرصة للعودة إلى النشاط تحت غطاء الفوضى أو التوتر الأهلي.
وفي حادثة وُثقت مؤخراً، بثّ أحد مرتزقة داعش مقطع فيديو يُظهر إحراق مبنى كبير في أرض زراعية بريف السويداء، مرفقاً بعبارة: “الذئاب المنفردة تصول وتجول، تنكّل وتأسر وتحرق”.
ورأت الصحيفة أن بعض الجرائم المرتكبة في السويداء خلال الأيام الأخيرة تحمل بصمات داعش الواضحة، مثل عمليات الذبح العلني، مشيرة إلى أن هذه الأساليب لم تُرَ إلا في ذروة سيطرة داعش بين عامي 2013 و2018.
وخلال تلك الفترة، نسج مرتزقة داعش علاقات متينة مع عدد من العشائر شرق سوريا، وشكّلت بعض هذه العشائر جزءاً من قوته العسكرية.
ومع نهاية معركة الباغوز، انسحب الكثير منهم، لكن “النهار” تشير إلى أن هذا الانسحاب قد يكون تكتيكياً وليس فكرياً، بدافع النجاة لا التراجع عن الأيديولوجيا.
ولفتت “النهار” إلى بيان صدر عن مرتزقة “سرايا أنصار السنة” في 15 تموز، قبل انطلاق “الفزعة العشائرية” بيوم واحد، وجاء فيه: “سنُعيد ما فعلناه سابقاً من قتل وتنكيل في صفوف الطائفة الدرزية، في أرض السويداء”. ورغم هذا التهديد الصريح، لم تتخذ في سوريا أي إجراءات وقائية، بل استمرت في التعامل مع “أنصار السنة” بوصفه “وهمياً”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن واشنطن تعد غياب رد أمني فعّال من السلطات الانتقالية مدخلاً خطيراً لعودة داعش، ما يضع مصداقية الحكومة الانتقالية على المحك، داخلياً ودولياً، ويطرح تساؤلات حول قدرتها على ضبط الأمن ومنع التحول نحو صراعات طائفية خطيرة.