ولات خليل – xeber24.net – وكالات
سلّطت صحيفة النهار الضوء على عودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طرح مشروع “العثمانية الجديدة” بثوب مختلف، يقوم على فكرة تحالف ثلاثي يستند إلى ما سماه “الهوية الإسلامية المشتركة”، ويهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات الداخلية والإقليمية في تركيا والمنطقة.
وذكرت الصحيفة أن أردوغان ركّز في خطابه الأخير على ما وصفه بـ “عملية السلام الجديدة”، متجاوزاً التوقعات الشعبية بإعلان عفو سياسي أو إطلاق سراح معتقلين، ليطرح بدلاً من ذلك تصوراً أوسع لتحالف عابر للعرقيات والقوميات، مدعوماً بأمثلة تاريخية كـ “فتح القدس” و”معركة ملاذكرد”، مكرّراً عبارة: “إذا كان التركي والكردي والعربي موحّدين، فحينها فقط توجد هوية لكل منهم”.
ووفق تحليل الصحيفة، فإن هذا الطرح يندرج ضمن محاولة لإعادة التموضع السياسي داخلياً من خلال فتح باب التفاهم مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وخارجياً عبر تقديم مشروع بديل عن الاستقطابات الطائفية التي تحكم الإقليم.
إلا أن النهار نقلت عن خبراء أتراك شكوكهم في إمكانية نجاح هذا المسار، نظراً لوجود ذاكرة تاريخية مثقلة بالعداء بين هذه المكوّنات، إضافة إلى التنوّع الديني والمذهبي الذي يصعب توحيده تحت مظلة “إسلامية” واحدة.
وتخلص الصحيفة إلى أن هذه النسخة “الجديدة جداً” من العثمانية تحمل في طيّاتها مخاطر تكرار سيناريو العزلة الإقليمية، ما لم تقترن بتسويات داخلية واقعية تُنهي القطيعة بين الدولة التركية وأكرادها، وتجنّب المنطقة مشروعاً آخر ذي طابع توسعي قد لا يلقى قبولاً إقليمياً واسعاً.