كاجين أحمد ـ xeber24.net
أثار تصريحات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى سوريا توم باراك، سخط الشعب السوري بوجه عام والكردي على وجه الخصوص، وذلك عقب الاجتماع الذي جرى بين وفدي الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا والسلطة الانتقالية بالعاصمة دمشق.
هذه التصريحات التي جاءت على عكس رغبات وإرادة السوريين، والتي ادليت بها على صيغة إملاءات للشعب السوري، خلقت توجس لدى النخبة السياسية والنشطاء وحتى عامة الشعب من سياسة أمريكا تجاه سوريا، والتي دفع بالناشط والأكاديمي الكردي الدكتور سربست نبي أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة كويه بعاصمة إقليم كردستان إلى إرسال رسالة خطية إلى مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي ووزير خارجيتها.
وجاء في نص الرسالة مايلي:
رسالة إلى الأعضاء الموقرين في مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين – إلى السيد ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي – عبر القنصلية العامة للولايات المتحدة في أربيل
الموضوع: بشأن تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك
أعزاء الأعضاء،
بكل احترام، نكتب لنعبر عن قلقنا العميق إزاء التصريحات السياسية الأخيرة التي أدلى بها المبعوث الأمريكي الخاص السيد توم باراك في مقابلاته مع وسائل الإعلام، بما في ذلك القناة الكردية روداو. هذه التصريحات أثرت بشكل سلبي للغاية على مصداقية السياسة الأمريكية في سوريا. لقد أثارت تساؤلات خطيرة حول حيادية ونزاهة الدبلوماسية الأمريكية وأثارت استياءً واسع النطاق بين السكان الأكراد، وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) – الشريك الرئيسي لأمريكا في مكافحة الإرهاب – وقطاعات أوسع من الجمهور السوري الذين يتطلعون إلى بناء دولة ديمقراطية وتعددية.
تصريحات المبعوث تشير إلى تواؤم واضح مع الأجندة السياسية لحكومة الجولاني المزعومة، التي تسعى إلى إقامة شكل جديد من الاستبداد الديني والعرقي في سوريا. هذا يشمل تفكيك الهيكل التنظيمي لقوات سوريا الديمقراطية وإخضاعها لمشروع أيديولوجي ضيق. غياب أو إزالة قوات سوريا الديمقراطية من المشهد السوري وفقًا للشروط التي وضعها نظام دمشق سيترك الباب مفتوحًا على مصراعيه لعودة الإرهاب والجماعات المتطرفة بأشكال أكثر عنفًا وتدميرًا.
علاوة على ذلك، فإن تعليقات السيد باراك فرضت شكلًا غير مقبول من الوصاية السياسية على إرادة الشعب السوري. من خلال حث جميع الأطراف – خاصة الأكراد – على التخلي عن مطالبهم المشروعة بنظام سياسي اتحادي ولا مركزي لصالح دولة مركزية تُعرَّف بهوية واحدة وأمة واحدة وشعب واحد، فقد تجاهل التنوع والطبيعة المتعددة الأعراق لسوريا. مثل هذه التصريحات ليست غير واقعية فحسب، بل إنها مسيئة للغاية لرغبة الشعب السوري الجماعية في تشكيل مستقبله بطريقة تضمن المساواة والحرية والمواطنة الحقيقية للجميع.
نطلب بكل احترام من وزارة الخارجية الأمريكية إصدار توضيح رسمي بشأن هذا التدخل السياسي غير المبرر من قبل السيد باراك. بالإضافة إلى ذلك، نحث السيد باراك على تقديم اعتذار رسمي وعلني عن التصريحات التي أدلى بها.
نظل متمسكين بالأمل في أن الولايات المتحدة ستظل تقف إلى جانب مبادئها المتمثلة في الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة لجميع شعوب سوريا.
مع أعلى تقدير،
د. سربست نبي
أستاذ الفلسفة السياسية
جامعة كويه
أربيل، 10 يوليو 2025