آفرين علو ـ xeber24.net
شدد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، محمود المسلط، على أن لا سلام ولا استقرار دون دور فعّال لشمال وشرق سوريا، خلال اجتماعٍ استثنائي للمجلس، حول مستجدات الأوضاع في البلاد ودوره المحوري في دعم مسار الحل السياسي الشامل، بما يحقق السلام الدائم، ويؤسس لبناء دولة سورية قائمة على الشراكة، والتعددية، والعدالة.
عقد المجلس العام في مجلس سوريا الديمقراطية اجتماعاً استثنائياً في مدينة الحسكة، بحضور الرئاسة المشتركة ليلى قره مان ومحمود المسلط، إلى جانب أعضاء المجلس، وقيادات سياسية، ورؤساء أحزاب، وممثلين عن هيئات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية المنضوية في المجلس.
واستعراض شامل للتطورات السياسية في سوريا والمنطقة، حيث أكدت الرئاسة المشتركة على ضرورة تعزيز الأداء السياسي والتنظيمي للمجلس، بما يرسّخ موقعه كمكوّن وطني فاعل في رسم مستقبل البلاد.
في مداخلته، أوضح الدكتور محمود المسلط على أن المرحلة المقبلة حاسمة في رسم مستقبل سوريا، مشدداً على أن المجلس يعمل بروح التوافق بعيداً عن العداء أو الإقصاء. وأوضح أن لا سلام ولا استقرار دون دور فعّال لشمال وشرق سوريا.
وأوضح أن مسد لا يُشكّل عائقاً أمام أي توافق، بل يعدّ ركيزة للحوار السياسي ويضطلع بدور أوسع وأعمق، كونه شريكاً استراتيجياً مع دمشق وعضواً فاعلاً في التحالف الدولي، مما يستوجب منه التحلي بأقصى درجات المرونة والمسؤولية في التعامل مع التحديات المستجدة، بما يُسهم في تعزيز الاستقرار وبناء السلام الشامل في سوريا.
مشيراً إلى أهمية الزيارات الحكومية الأخيرة، ومنها زيارة وفد وزارة التربية إلى مناطق الإدارة الذاتية، كبوادر إيجابية لبناء جسور الثقة.
كما دعا إلى صياغة استراتيجيات جديدة لتعزيز العلاقة مع الدول العربية، مع ضرورة تفعيل العمل الإعلامي لتوضيح رؤية المجلس داخلياً وخارجياً.
من جانبها، قدمت ليلى قره مان قراءة سياسية عميقة للمشهد الإقليمي، معتبرة أن الصراعات الجيوسياسية تعيد رسم ملامح المنطقة، وأن انعكاساتها باتت واضحة في سوريا.
وانتقدت ليلى قره مان غياب الحراك الوطني الجاد، محذّرة من أن الصمت السائد وغياب المواقف الوطنية يعمّقان المأساة السورية. كما نبهت إلى تصاعد خطاب الكراهية ضد شمال وشرق سوريا، داعية إلى التعامل بحكمة مع هذا التصعيد الإعلامي الخطير.
وأكدت أن مجلس سوريا الديمقراطية هو الصوت الحقيقي المعبر عن تطلعات السوريين، وأن هدفه ليس الصدام مع دمشق، بل بناء تفاهمات وطنية جريئة تنطلق من أرضية سياسية جامعة.
وشهد الاجتماع نقاشات معمّقة حول أهمية تفعيل المسارات الداخلية والانفتاح على المحيط العربي، كشرط أساسي لإنجاح أي مشروع وطني.
وتطرّق الحضور إلى الاتفاقية الموقعة بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ورئيس الحكومة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، وعدّوها أساساً يمكن البناء عليه لضمان الاستقرار وتعزيز التفاهم السوري-السوري.
كما أكد المجتمعون على رفض الإقصاء، وأهمية ضمان حقوق جميع المكونات، في إطار دولة سورية موحدة عادلة.
في ختام الاجتماع، جدد مجلس سوريا الديمقراطية التزامه بمواصلة العمل الجماعي والمسؤول لتعزيز موقعه السياسي، والمضي قدماً في دعم مسار الحل السياسي الشامل، بما يحقق السلام الدائم، ويعيد بناء سوريا على أسس الشراكة، والتعددية، والعدالة.