كاجين أحمد ـ xeber24.net
احتضنت هولير عاصمة إقليم كردستان منذ يوم أمس الأربعاء، اجتماعات مكثفة بين القيادات الكردية البارزة في أجزائها الثلاثة “العراق، سوريا، تركيا” تزامنا مع وصول وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى العاصمة.
ركزت سلسلة الاجتماعات التي جرت بين القادة الكرد من جهة، وبينهم وبين وزير الخارجية الفرنسي، على ثلاثة قضايا أساسية، تتعلق بالقضية الكردية في كل من العراق وسوريا وتركيا.
فأمس الأربعاء اختتم وفد حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية، زيارته إلى إقليم كردستان، بعد عدة لقاءات مكثفة مع القيادات السياسية الكردية هناك، لبحث آخر تطورات عملية السلام ونداء القائد عبد أوجلان لحل القضية الكردية في تركيا مقابل إلقاء سلاح حزب العمال الكردستاني.
جاء ختام هذه الزيارة مع وصول وزير الخارجية الفرنسي إلى العاصمة هولير الذي لا يزال يعقد اجتماعاته مع القيادات الكردية، حيث التقى مع رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، وأيضا اجتمع مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي والرئيسة لمشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في إقليم شمال وشرق سوريا إلهام أحمد، وآخرها اليوم الخميس مع رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.
اللقاءات جميعها تركزت حول ضرورة حماية حقوق الشعب الكردي ضمن الدستور، سواء في العراق أو سوريا وحتى تركيا.
ففي إقليم كردستان، شهدت الفترة الماضية اجتماعات بين قادة الحزبين الرئيسين في الإقليم للتوصل إلى تفاهمات سريعة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة قبل الانتخابات النيابية في بغداد، وهذا ما تم مناقشته أيضا مع الوزير الفرنسي إلى جانب الوضع الكردي في سوريا.
كما أن هذه الاجتماعات جاءت تزامناً مع لقاءات وتحركات كردية في كل من سوريا وتركيا لحل القضية الكردية هناك، حيث أن وفد إمرالي اجتمع وللمرة الرابعة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان ووزير العدل التركي بعد ذلك، بعد أن سبق هذه التحركات لقاءهم مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
اما في روج أفا “غربي كردستان” شمال شرق سوريا، توصلت الأحزاب السياسية الكردية بعد جدل ونقاشات مكثفة إلى تحديد مؤتمر قومي لكافة الحركات الكردية بمختلف مشاربها قبل نهاية الشهر الجاري، لإعلان رؤيتهم السياسية وحل القضية الكردية في سوريا وتشكيل وفد كردي مشترك للتفاوض مع سلطة دمشق.
وكانت فرنسا من ضمن القوى الراعية لاجتماعات الأحزاب السياسية الكردية في غربي كردستان، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية.
أيضا فرنسا كانت لها دور كبير ورعت اتفاق وقف إطلاق النار على كامل جغرافية إقليم شمال وشرق سوريا، الذي تم مؤخراً بين الدولة التركية وقوات سوريا الديمقراطية.
هذا وخلال لقاء الوزير الفرنسي مع الجنرال مظلوم عبدي والدبلوماسية الكردية إلهام أحمد أمس الأربعاء في هولير، شدد على أهمية الاتفاق الأخير الموقع بين رئيس السلطة الانتقالية في دمشق أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي، كما أكد على دعم بلاده لاستقرار منطقة الإدارة الذاتية الكردية في سوريا وتعزيز الحوار بين القوى السياسية في سوريا، إلى جانب بحث دور فرنسا في دعم الجهود السياسية الرامية إلى إيجاد حل دائم وشامل للأزمة السورية.
فهل ستشهد منطقة الشرق الأوسط تغييرات جديدة في الفترة المقبلة مع انفراجة القضية الكردية في كل من تركيا وسوريا، وتغيير اللاعبين الدوليين!؟