crossorigin="anonymous"> تقارير توثق تفاصيل من مجازر الساحل السوري ومرتكبيها وتنقل قصص ناجين من الموت – xeber24.net

تقارير توثق تفاصيل من مجازر الساحل السوري ومرتكبيها وتنقل قصص ناجين من الموت

مشاركة

ولات خليل -xeber24.net – وكالات

تطرق تقرير لـ “اندبندنت عربية” لقصص ناجون من الموت الطائفي في سوريا والتحديات التي تواجههم عند التحرك بين المدن والقرى حين تصبح التهمة “طائفة” ويكون الجاني مجهولاً.

ويوضح التقرير أنه “يكثر سؤال (هل أنت سني أم علوي) ” لمعرفة هوية الركاب والعابرين والمتنقلين، مشيراً أنه “قد يترتب على الأمر كما في كثير من الأحيان انتهاكات معنوية وشتائم وإهانات تصل حد القتل أحياناً”.

وأضاف التقرير :”ذلك السؤال جعل حركة تنقل المواطنين محدودة، والأحياء والمدن مغلقة على نفسها بصورة نسبية ليستمر الاستفزاز غير معلوم المصدر وغالباً من دون أوامر منسقة في وضع عناصر أجنبية على مداخل أحياء علوية تسأل الناس عن هويتها الدينية كما حصل قبل أيام قرب حي المزة 86 ذي الغالبية العلوية في دمشق”.

ومن جهته يقول الأستاذ في علم الاجتماع ناجي خاوندي وفقاً للتقرير إن “فصلاً عنصرياً مريراً حصل في سوريا، فتهجر ملايين الناس نحو الخيم، وعشرات الألوف منهم كانوا أطفالاً وقتذاك، وأولئك الأطفال كبروا على شيئين، إما والد أو قريب قتله النظام، أو تربية سلوكية نفسية تحمل طابعاً تكفيرياً مرهوناً بفكر جماعات إسلامية متطرفة منها داعش والقاعدة وحراس الدين وغيرهم، وهؤلاء الذين كانت أعمارهم سنيناً أصبحوا اليوم شباباً، وبعد الانتصار لا شيء يمنع تطوعهم في صفوف المقاتلين الحكوميين، فهم الآن ينفذون ما يرونه صحيحاً وتغذي بداخلهم الأحداث والروايات ومواقع التواصل الاجتماعي الضغينة الطائفية التي تضغط على قيادة الرئيس أحمد الشرع ومن حوله من أصحاب مشروع سوريا الحديثة.

ويتابع، “يضاف لهؤلاء اثنان لا يريدان للمجتمع أن يهدأ وللحال الأمنية أن تستتب، وهما المقاتلين الغرباء و المجرمون الهاربون من السجن، ولذلك نرى استمراراً وتصاعداً في عمليات استهداف الأقليات الذي يشكل مأزقاً وحرجاً للسلطات الجديدة، والتي بحدود معرفتي تستقبل الشكاوى حول تلك الممارسات وتتابعها بجدية على رغم الاستخفاف بها أحياناً، وهذا أيضاً يتبع لطبيعة القسم الذي تلقى الشكوى، فليس الجميع على القدر ذاته من الحكمة”.

“توقعنا أن تسيل الدماء في الشوارع حين انتصرت الثورة لكن روحاً لم تزهق”، هذا ما قاله الموظف محمد عمار، إذ كان مستبشراً بعهد جديد من الحريات والإخوة ونسيان الماضي بناء على ما حصل في الأيام الأولى من تراحم وتلاحم، لكن ذلك الحلم القصير سرعان ما انتهى حسبما جاء في التقرير.

ويكمل عمار “ما هي أيام حتى بدأنا بسماع روايات القتل على الهوية تصل إلينا من أحياء حمص بداية حيث أعيش، ويوماً تلو آخر تنمو وتزداد، وحتى ذلك الحين كنا نتنقل بشكل طبيعي، وبعد نحو 20 يوماً دب خبر إحراق مقام الإمام الخصيبي في حلب في أرجاء شوارعنا، وهو أحد أكبر أئمة الطائفة لدينا ومقامه في حلب، فخرجت مظاهرة كبيرة في حي الحضارة بحمص، وحاول الأمن العام حديث التشكيل احتواءها، ولكن تدخل أشخاص مجهولون وأطلقوا النيران باتجاه المتظاهرين والأمن، مما أدى إلى سقوط قتيل وبضعة جرحى، وكانت هذه شرارة الطائفية الأولى”.

وتابع المتحدث “ساد اعتقاد لدى الأمن أننا غدرنا بهم، فنشروا حواجز مكثفة في المدينة، وبعد بضعة أيام كنت عائداً من وظيفتي فاستوقفني حاجز حي الفاخورة في المدينة، وسألني أنت نصيري (علوي) أم سنّي؟ فأجبته أنا مسلم، فكرر سؤاله فقلت له علوي، فأمرني بالنزول من السيارة والوقوف على الحائط المجاور، وجرى تفتيش هاتفي وعثروا فيه على مقاطع للتظاهرة فأشبعت ضرباً قبل وصول الأمير الذي هددني أنهم سيقتلونني ويرموني في الأراضي الزراعية، وظللت على هذه الحال ست ساعات قبل أن يقرروا السماح لي بالذهاب إلى منزلي، ومذ ذلك تركت عملي وما عدت أخرج من المنزل”.

الأمر ذاته حصل مع المهندس أيمن حسان على طريق مدينة الدريكيش في الساحل السوري، حيث سئل عن هويته الطائفية ليجري إنزاله مع اثنين آخرين من وسيلة النقل العامة التي كانوا يستقلونها قبل أن يتعرضوا لإهانات معنوية وشتائم لفظية وضرب مبرح، وبالطبع قبل أن يطلب منهم الركوع على الأرض وتقليد أصوات الحيوانات، وهو أمر تكرر آلاف المرات خلال الأشهر الماضية من دون أن يدري أحد ما الغاية منه.

من شدة خوف الشاب زين، وهو اسم مستعار، قام بحف شاربيه قليلاً منتظراً اللحظة التي سيسأل فيها عن مذهبه، وحصل ذلك على طريق طرطوس – حمص من قبل حاجز مجهول التبعية، كما يؤكد زين على اعتبار اختلاف تعامله عن كل الحواجز السابقة واللاحقة على الطريق ذاته، وبالفعل سُئل عن مذهبه فحاول الاحتيال وقال إنه سنّي، وكاد كل شيء أن يمر على ما يرام، لكن خوف زين ورجفته انعكسا على ملامحه ودفعا العنصر إلى الشك.

يشار بأن آلاف العلويين لقوا حتفهم بسبب مجازر ارتكبتها قوات تابعة لحكومة دمشق في الساحل السوري.