كاجين أحمد ـ xeber24.net
التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع رئيس إقليم كردستان السيد نيجيرفان البرزاني على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن بنسخته الـ 61، وذلك بعد ساعات من تصريحات له ادعى فيها أنه تم اختيار المناطق الكردية في سوريا لتكون سجنا لمسلحي دا*عش حتى يستمر الدعم الأمريكي للكرد.
هذا ولم تصدر وزارة الخارجية التركية أي بيان بخصوص هذا اللقاء الذي جرى في وقت سابق من اليوم الأحد، حتى الآن.
وأمس السبت خلال ندوة بعنوان “فجر جديد لدمشق: آفاق الانتقال في سوريا”، أقيمت على هامش مؤتمر ميونيخ ، قال فيدان أن هناك ضرورة لضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها السياسية، وتشكيل حكومة شاملة في المرحلة الجديدة.
الوزير التركي اشار إلى أن دول المنطقة اجتمعت بعد سقوط نظام بشار الأسد وناقشت تطلعاتها من الإدارة الجديدة في دمشق، مضيفاً أن الفرصة أتيحت أخيرا لحل المشكلات المتعلقة بالملف السوري الذي تسبب في اضطرابات بالمنطقة لأكثر من 10 سنوات.
ولفت إلى توافق في الآراء بين دول المنطقة بشأن قضية سوريا، موضحاً أن المبادئ المتفق عليها هي: “لا نريد رؤية تهديدات موجهة ضد الدول المجاورة. لا نريد أن يتطور الإرهاب ويجد قاعدة له. لا نريد أن تتعرض الأقليات لسوء المعاملة. نريد ضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها السياسية. نريد أن نرى حكومة شاملة”.
وتابع فيدان قائلاً: أن الإدارة الجديدة في سوريا تستجيب بشكل جيد لمطالب المجتمعين الدولي والإقليمي، وأنه لم يتلق شكاوى كبيرة من نظرائه أو المسؤولين الآخرين بشأن الإدارة السورية، موضحاً أن “هؤلاء الأشخاص يدركون التحديات التي يجب على سوريا تجاوزها”.
وبيّن أن إحدى أهم القضايا المتعلقة بتحقيق الاستقرار في سوريا هي توحيد الفصائل المسلحة، زاعماً أن الإدارة الجديدة في البلاد تعاملت مع هذه القضية بشكل شامل، وقال: “إنهم يتخذون حاليا الخطوات الصحيحة فيما يتعلق بتوحيد الفصائل المسلحة، لأنه في رأينا يجب أن تكون هناك قوة مسلحة قانونية واحدة فقط في أي دولة”.
وقال فيدان ليس هناك إمكانية التسامح مع أي فصيل مسلح، مشيرا إلى أن التجربة أثبتت أن التسامح يجلب الفوضى وعدم الاستقرار إلى المنطقة، لافتاً إلى ضرورة توحيد الفصائل المسلحة تحت راية جيش وطني واحد لضمان النظام وأمن الناس في سوريا.
وذكر أن تركيا تعطي حاليا الأولوية لكيفية مساعدة سوريا في عملية إعادة الإعمار، وإعادة الاقتصاد إلى سابق عهده، ومن ثم إعادة بناء مؤسسات الدولة.
كما أوضح الوزير التركي، أن أنقرة تنتظر من دمشق أن تقف بجانب تركيا في مكافحة التنظيمات “الإرهابية” من وجهة نظرها، مدعياً أن “وحدات حماية الشعب تشكل تهديدا كبيرا لسوريا والمنطقة بأسرها على غرار تنظيم داعش”.
وزعم قائلاً: أن “الإرهابيين الدوليين (الأجانب) القادمين من تركيا والعراق وإيران يتجمعون الآن في شمال سوريا ويتم تغذيتهم، ويخفون أنفسهم تحت ذريعة الحرب ضد داعش”.
وأضاف في مزاعمه، أن قوات سوريا الديمقراطية تقدم “خدمات السجن” للجيش الأمريكي، مضيفا: “لأنه لا مكان آخر لوضع سجناء داعش. لذلك تم اختيار هذا المكان سجنا”.
وتابع، “لكن لا يمكنكم السماح لهؤلاء الأشخاص باحتلال ثلث البلاد، والاستيلاء على آبار النفط والغاز، ونهب البلاد، ومنع الحكومة المركزية وملايين السوريين الآخرين من الاستفادة من النفط والغاز. لذلك يجب إنهاء هذا الأمر”.
وقال فيدان مدعياً “هذا ليس تهديدا للأمن القومي بالنسبة لنا فحسب، بل إنه يعد مشكلة كبيرة لمنطقتنا كلها في الوقت نفسه”، لافتاً إلى أن أنقرة ناقشت هذه القضية أيضا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال: “في الواقع، أجرينا مباحثات مفصلة مع الإدارة السابقة أيضا أواخر فترة ولايتها. لكن إدارة ترامب الآن بدأت تستقر للتو”.
وأضاف: “أجريت أمس أول لقاء وجهاً لوجه مع الوزير (الخارجية الأمريكي ماركو) روبيو، ونظرائي الآخرون يتباحثون أيضا مع نظرائهم. آمل أن نتوصل إلى اتفاق”.
وادعى فيدان أن الدعم الذي قدمته تركيا طوال 14 عاما في المنطقة لا يعني أنها ستكون صاحبة كلمة فيما يتعلق بسيادة سوريا، زاعماً بالقول: “هذا شيء نتجنبه على وجه الخصوص. لا نريد حتى إيجاد مثل هذا الانطباع. في الواقع، ما أشرت إليه للتو هو مشكلة كبيرة في منطقتنا، وهي ثقافة الهيمنة. لأنه كانت هناك منذ مدة طويلة مخاوف وقلاقل في منطقتنا. من سيهيمن على المنطقة؟ الأتراك أم الإيرانيون أم العرب؟”.
وأكمل: “أعتقد أننا يجب أن نتجاوز هذا الأمر. يجب أن نرسخ ثقافة التعاون والاحترام والتضامن والالتزام بسيادة بعضنا. وأعتقد أن هذا أصبح قريبا جدا وأننا قادرون على فعل ذلك. لم يكن لدينا موقف كهذا، لأننا استخلصنا دروسا مهمة من الأحداث التي جرت في منطقتنا”.
هذا وأعرب الوزير التركي عن اعتقاده بضرورة التفاؤل حيال مستقبل سوريا.