ريبر هبون
ان وجد هناك فكر قومي بيننا ككورد فهذا لن يسمح للبعض الذي يتحدث اللهجة الكرمانجكية”الزازاكية” باعتبار نفسهم منفصلين أو مستقلين عن القومية الكوردية
أو أن تفكر حكومة العراق بسن قانون يعتبر الإيزيدية قومية خاصة مختلفة عن القومية الكوردية إرضاء لشرذمة من الجهلة أو المغرر بهم نتيجة ردة فعل متراكمة من إساءة التعامل مع الكورد الإيزيديين الذين أنف بعض المتزمتين دينياً من الكورد التعامل معهم أو شراء بضاعتهم أو لبنهم كما رويت لنا بعض الحوادث العنصرية من قبل بعض الكورد الإيزيديين بحق طائفتهم العريقة، هذا يحدث في ظل انعدام الفكر القومي والتنظير له في ظل اعتبار الحزبياتية أشبه بحالة طائفية فالأبوجية باتت طائفة احتفالاتهم، رموزهم، أعلامهم أدبياتهم كل ذلك يشير إلى أنهم طائفة تبحث عن وجودها وتسبح في فلكها ومنظورها وفهمها للعالم وتحولاته ولا علاقة لها بالقومية كفكر بل تذهب لحد اعتبار القومية شراً
والبارزانية لا تستطيع أن تدعو الكورد في شمالي كوردستان للمطالبة بإقليمهم أو أن يبحثوا مع تركيا في حقوق الكورد هناك أو في ايران أو في سوريا لارتباطها مع تلك الدول بمصالح تجعلها مضطرة لسياسة عدم التدخل في شؤون تلك الدولة أو تلك
تهمها أماكن وجودها ونفوذها الشعبي وضمنه فإنهم يتحدثون بالفكر القومي ضمن إطار اقليمي أو شبه اقليمي خارج مناطق سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني وأنصاره
هذا يؤكد غياب المنظرين القوميين كما ظهر لدى العرب ميشيل عفلق وزكي الارسوزي، جورج طرابيشي، ساطع الحصري وغيرهم. تحدثوا عن الفكر القومي وعن ضرورة ربط القومية بالاسلام، كوردياً وبضمور أي مشروع قومي جامع
لاشك فإننا سنشهد انحسار القومية وبروز الحزبياتية كحالة طائفية حيث يتحول رموز الحزب كشيوخ طريقة وأنصارها إلى مريدين مثقلين بنعاس فكري لا مثيل له.
دأبت الأحزاب الكردية التي بلغ حراكها أوجه في بدايات الثمانينات بتقليد تجربة الحركات اليسارية ومنها العربية تحديداً
حيث برز حزب العمال الكوردستاني إثر علاقته مع اليسار التركي و مع منظمات التحرير الفلسطينية ودعم الأخير لها بالسلاح بمباركة نظام دمشق كذلك فإن كافة أنظمة الأحزاب الكردية السورية في هيكليتها فإنها تشبه الأنظمة الداخلية للأحزاب العربية كنظام الحزب الشيوعي وحزب البعث، فقد ورد في النظام الداخلي مثالاً للحزب الديمقراطي الكوردي البارتي في سوريا فقرة تتحدث عن الجولان السوري المحتل وضرورة عودته وكذلك لم يخلو أي نظام داخلي لأي حزب كوردي من تأييدها لقضية فلسطين.
حيث كان الكثير يعول على دعم السوفييت ويحاولون مغازلة القوميين العرب والشيوعيين منهم خاصة أملا ًفي أن يسحبوا منهم تأييداً أو تعاطفاً مع القضية الكوردية.
لم تقدم الأحزاب الكردية سوى ذات النموذج الماركسي القائم على اعتقال العقل وغسله وأنتجت الوثنية الحزبية التي لم تقترب بعد من الفهم المنفتح للفكر القومي، ظلت أسيرة القبلية وراحت تجددها، تطعمها بطقوس تتحلق حول شخصيات جعلت من نفسها حراساً على ذلك الحزب والذي بات أشبهاً بمعبد تدق فيه النواقيس ويهلل فيه المريدون مثقلين بوهم النصر.
همها البحث عن المناصب وتعويض نقص الشخصية بحب الظهور كزعيم أي بمعنى آخر تكوين بنية قائمة على احتكار القيم ونفي وجودها لدى الخصم وإيجاد شخصيات فنية وأدبية تعزز من هذا المنطق لتمجد تلك العصبة وتهاجم العصبة الخصم دون اكتراث بعواقب ذلك على المجتمع مقابل أن ينال ذلك الشخص رضا الحزب باعتباره سيكون عمودها ومن أعلامها وسيتخذه الحزب واجهة ثقافية كي تغدو من خلال أمثاله راعية للثقافة والأدباء ، ناهيك عن اهتمامها القليل باللغة الكوردية حيث لا تزال الكثير من تلك الأحزاب تنشر بياناتها، صحفها بغير الكوردية ولهذا اليوم فإن الكثير من نخبها السياسية وقياداتها يجهلون الكتابة باللغة الكوردية أو إجادة التحدث بها كلغة فصيحة.
ضمور الفكر القومي بسبب ذلك الانشغال الحزبي بإثارة التنازع وإحلال الحزبياتية الوثنية محل بث الروح القومية بين الجماهير.
لنذهب للبديل والحل بعد أن فهمنا المعضلة:
-التخلص من عوائد الماضي القبلي والاعتراف بحسن صنيع من ينشدون الإصلاح واستيعاب تمردهم الفكري.
-استبعاد الرموز الحزبية التي تدعو لتجديد الأوثان ومحاربة التجديد وداعيه داخل الرواق الحزبي.
-فهم مساوىء القمع الايديولوجي وأضراره على الأمة من الناحية النفسية وإحياء السياسة
– بث الموضوعية التي تصارح المرء بواقعه دون أن تعطيه كبسولة الظفر الوهمي وحقنة الشعارات النابعة من تشرب السياسة الحزبية المشغولة بدق الأسافين في الحزب الخصم.
ان الاهتمام الزائد بالإيديولوجية بإطارها النظري على غرار ماركس المنظر
جعل العقل الحزبياتي اليساري يدور في فلك النظري كالمشكلة التي تجلت في اهتمام الخلافة العثمانية بالعلوم النظرية الدينية دون الاهتمام بالأمور التقنية التي دأب الغرب على الاهتمام بها جداً إبان الثورة الصناعية لهذا نجد العقل الشرقي عقلاً نظرياً تلقينياً يعتقد أن الحياة أدب وعقيدة نظرية مستغنياً عن الاهتمام بالابتكارات العلمية بينما قطع الغرب أشواطاً من التقدم وبات الشرق لهذا اليوم مديناً للغرب بفرشاة الأسنان التي يجهل صنعها وتقدم له جاهزة مستوردة من هناك وظل الشرق أوسطي انساناً استهلاكياً مستورداً
لا يزال يحاول فهم فنون الغرب كالمسرح والقصة والنقد ويتهجى الفردانية ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية الليبرالية دون أن يكون بمقدوره استئصال عيشه في التاريخ وعوائدها البالية بعد أن أتخم شعراً وخطباً دينية أو يسارية أو قومية عصماء.
ولازال الشرقي يتوهم أنه الأصل وهو والد الغرب يكرر تلك الأسطوانة السمجة دون أن
يحرك ساكناً أو يحاول أن يوجد كيانه الخاص في هذا العالم المتسارع بتغيراته في كل آن
لانزال كأحزاب نعيش تجربة الأحزاب الفاشية القومية التي ظهرت في أوروبا فترة الحربين
نستنسخ شعاراتها وروحها إلى جانب تقوقعنا في فلك اليسار وتعاطيه الرديء مع الفكر القومي،إننا نكرر التناقض الهتلري الستاليني الذي يوازيه كوردياً قطبي النزاع الكرديين .
فالأحزاب العربية والكوردية استنسخت ذات الأحزاب المهيمنة زمن الحربين العالميتين ولم تجهد نفسها في الإتيان بشيء يشبه بيئتها أو تاريخها فراحت تعيش مخاض حروب الآخرين
يحاول اليمين النهوض في أوروبا،فالحركات القومية الشعبوية تشعر بخطر ضياع الهوية فتنتصر بالوصول للسلطة في بعض الدول.
هذا يجب أن يعطينا ككورد دافعاً للنهوض بفكر وايديولوجية حية وجميلة تعبر عن حيوية الجماهير وتعطشها للظفر بكينونتها القومية لكن نجد أنها منشغلة بالانشقاقات واللهث وراء المناصب في حين تستمر هجرة العقول والناس من غربي كوردستان لأوروبا، إنها تبحث عن أناس مفيدين لها إيديولوجياً أما البعيدون عنها فلا أفضل من أن يخرجوا من تلك البلد على غرار ما فكر به النظام السوري، سوريا المفيدة التي يتواجد فيها فقط الموالون للسلطة دون غيرهم كذلك في مناطق المعارضة لا يبق في البلد سوى من لا يستطيع الفرار أو المتعامل المنتفع مع السلطة الحاكمة.
إني أتحدث بالبعد القطري أو الاقليمي وجوهر اهتمامي هو الحفاظ على كينونة غربي كوردستان لتظل صمام القلب الكردي وعروسة كوردستان الكبرى، تمكين الاهتمام بالجزء يغني الناس مبدئياً عن خيال مغادرة الإقليم.
يقول نيتشه : “الحية التي لا تستطيع أن تغير جلدها تهلك، كذلك البشر الذين لا يقدرون على أن يغيروا آراءهم، لا يعودون بشراً.
بقدر ما نصعد عالياً نبدو صغاراً لهؤلاء الذين لا يعرفون أن يطيروا.”
إن المقدرة على التغيير حرفة تستعصي علينا كتنظيمات تزعم وقوفها بجانب الجماهير حيث يدفع هواة التغيير الثمن في محاولاتهم في التصدي لحالة الاستعصاء والتعنت في المنهجية والتعاطي مع الحاضر بطرق تقليدية مؤذية.
تطلب الأحزاب الإذعان ،بينما ينشد المعرفي التغيير من فوهة الشك وتعرية الأخطاء
وفهم التنظيم السياسي من كونه اختباراً يثبت المعدن القومي من زيفه لدى السياسي في ظل المنطق القبلي تصبح الدعوة القومية أكثر نجاعة في ذلك الجزء الحيوي من كوردستان ودعوى التحرر من نظام الوصاية الحزبي يعتبر حقاً مشروعاً لفهم القومية بتجلياتها الواقعية المتصلة بظروف وحاجة كل جزء.
*ضمور الفكر القومي نظرياً:
ريبر هبون
ان وجد هناك فكر قومي بيننا ككورد فهذا لن يسمح للبعض الذي يتحدث اللهجة الكرمانجكية”الزازاكية” باعتبار نفسهم منفصلين أو مستقلين عن القومية الكوردية
أو أن تفكر حكومة العراق بسن قانون يعتبر الإيزيدية قومية خاصة مختلفة عن القومية الكوردية إرضاء لشرذمة من الجهلة أو المغرر بهم نتيجة ردة فعل متراكمة من إساءة التعامل مع الكورد الإيزيديين الذين أنف بعض المتزمتين دينياً من الكورد التعامل معهم أو شراء بضاعتهم أو لبنهم كما رويت لنا بعض الحوادث العنصرية من قبل بعض الكورد الإيزيديين بحق طائفتهم العريقة، هذا يحدث في ظل انعدام الفكر القومي والتنظير له في ظل اعتبار الحزبياتية أشبه بحالة طائفية فالأبوجية باتت طائفة احتفالاتهم، رموزهم، أعلامهم أدبياتهم كل ذلك يشير إلى أنهم طائفة تبحث عن وجودها وتسبح في فلكها ومنظورها وفهمها للعالم وتحولاته ولا علاقة لها بالقومية كفكر بل تذهب لحد اعتبار القومية شراً
والبارزانية لا تستطيع أن تدعو الكورد في شمالي كوردستان للمطالبة بإقليمهم أو أن يبحثوا مع تركيا في حقوق الكورد هناك أو في ايران أو في سوريا لارتباطها مع تلك الدول بمصالح تجعلها مضطرة لسياسة عدم التدخل في شؤون تلك الدولة أو تلك
تهمها أماكن وجودها ونفوذها الشعبي وضمنه فإنهم يتحدثون بالفكر القومي ضمن إطار اقليمي أو شبه اقليمي خارج مناطق سيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني وأنصاره
هذا يؤكد غياب المنظرين القوميين كما ظهر لدى العرب ميشيل عفلق وزكي الارسوزي، جورج طرابيشي، ساطع الحصري وغيرهم. تحدثوا عن الفكر القومي وعن ضرورة ربط القومية بالاسلام، كوردياً وبضمور أي مشروع قومي جامع
لاشك فإننا سنشهد انحسار القومية وبروز الحزبياتية كحالة طائفية حيث يتحول رموز الحزب كشيوخ طريقة وأنصارها إلى مريدين مثقلين بنعاس فكري لا مثيل له.
دأبت الأحزاب الكردية التي بلغ حراكها أوجه في بدايات الثمانينات بتقليد تجربة الحركات اليسارية ومنها العربية تحديداً
حيث برز حزب العمال الكوردستاني إثر علاقته مع اليسار التركي و مع منظمات التحرير الفلسطينية ودعم الأخير لها بالسلاح بمباركة نظام دمشق كذلك فإن كافة أنظمة الأحزاب الكردية السورية في هيكليتها فإنها تشبه الأنظمة الداخلية للأحزاب العربية كنظام الحزب الشيوعي وحزب البعث، فقد ورد في النظام الداخلي مثالاً للحزب الديمقراطي الكوردي البارتي في سوريا فقرة تتحدث عن الجولان السوري المحتل وضرورة عودته وكذلك لم يخلو أي نظام داخلي لأي حزب كوردي من تأييدها لقضية فلسطين.
حيث كان الكثير يعول على دعم السوفييت ويحاولون مغازلة القوميين العرب والشيوعيين منهم خاصة أملا ًفي أن يسحبوا منهم تأييداً أو تعاطفاً مع القضية الكوردية.
لم تقدم الأحزاب الكردية سوى ذات النموذج الماركسي القائم على اعتقال العقل وغسله وأنتجت الوثنية الحزبية التي لم تقترب بعد من الفهم المنفتح للفكر القومي، ظلت أسيرة القبلية وراحت تجددها، تطعمها بطقوس تتحلق حول شخصيات جعلت من نفسها حراساً على ذلك الحزب والذي بات أشبهاً بمعبد تدق فيه النواقيس ويهلل فيه المريدون مثقلين بوهم النصر.
همها البحث عن المناصب وتعويض نقص الشخصية بحب الظهور كزعيم أي بمعنى آخر تكوين بنية قائمة على احتكار القيم ونفي وجودها لدى الخصم وإيجاد شخصيات فنية وأدبية تعزز من هذا المنطق لتمجد تلك العصبة وتهاجم العصبة الخصم دون اكتراث بعواقب ذلك على المجتمع مقابل أن ينال ذلك الشخص رضا الحزب باعتباره سيكون عمودها ومن أعلامها وسيتخذه الحزب واجهة ثقافية كي تغدو من خلال أمثاله راعية للثقافة والأدباء ، ناهيك عن اهتمامها القليل باللغة الكوردية حيث لا تزال الكثير من تلك الأحزاب تنشر بياناتها، صحفها بغير الكوردية ولهذا اليوم فإن الكثير من نخبها السياسية وقياداتها يجهلون الكتابة باللغة الكوردية أو إجادة التحدث بها كلغة فصيحة.
ضمور الفكر القومي بسبب ذلك الانشغال الحزبي بإثارة التنازع وإحلال الحزبياتية الوثنية محل بث الروح القومية بين الجماهير.
لنذهب للبديل والحل بعد أن فهمنا المعضلة:
-التخلص من عوائد الماضي القبلي والاعتراف بحسن صنيع من ينشدون الإصلاح واستيعاب تمردهم الفكري.
-استبعاد الرموز الحزبية التي تدعو لتجديد الأوثان ومحاربة التجديد وداعيه داخل الرواق الحزبي.
-فهم مساوىء القمع الايديولوجي وأضراره على الأمة من الناحية النفسية وإحياء السياسة
– بث الموضوعية التي تصارح المرء بواقعه دون أن تعطيه كبسولة الظفر الوهمي وحقنة الشعارات النابعة من تشرب السياسة الحزبية المشغولة بدق الأسافين في الحزب الخصم.
ان الاهتمام الزائد بالإيديولوجية بإطارها النظري على غرار ماركس المنظر
جعل العقل الحزبياتي اليساري يدور في فلك النظري كالمشكلة التي تجلت في اهتمام الخلافة العثمانية بالعلوم النظرية الدينية دون الاهتمام بالأمور التقنية التي دأب الغرب على الاهتمام بها جداً إبان الثورة الصناعية لهذا نجد العقل الشرقي عقلاً نظرياً تلقينياً يعتقد أن الحياة أدب وعقيدة نظرية مستغنياً عن الاهتمام بالابتكارات العلمية بينما قطع الغرب أشواطاً من التقدم وبات الشرق لهذا اليوم مديناً للغرب بفرشاة الأسنان التي يجهل صنعها وتقدم له جاهزة مستوردة من هناك وظل الشرق أوسطي انساناً استهلاكياً مستورداً
لا يزال يحاول فهم فنون الغرب كالمسرح والقصة والنقد ويتهجى الفردانية ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية الليبرالية دون أن يكون بمقدوره استئصال عيشه في التاريخ وعوائدها البالية بعد أن أتخم شعراً وخطباً دينية أو يسارية أو قومية عصماء.
ولازال الشرقي يتوهم أنه الأصل وهو والد الغرب يكرر تلك الأسطوانة السمجة دون أن
يحرك ساكناً أو يحاول أن يوجد كيانه الخاص في هذا العالم المتسارع بتغيراته في كل آن
لانزال كأحزاب نعيش تجربة الأحزاب الفاشية القومية التي ظهرت في أوروبا فترة الحربين
نستنسخ شعاراتها وروحها إلى جانب تقوقعنا في فلك اليسار وتعاطيه الرديء مع الفكر القومي،إننا نكرر التناقض الهتلري الستاليني الذي يوازيه كوردياً قطبي النزاع الكرديين .
فالأحزاب العربية والكوردية استنسخت ذات الأحزاب المهيمنة زمن الحربين العالميتين ولم تجهد نفسها في الإتيان بشيء يشبه بيئتها أو تاريخها فراحت تعيش مخاض حروب الآخرين
يحاول اليمين النهوض في أوروبا،فالحركات القومية الشعبوية تشعر بخطر ضياع الهوية فتنتصر بالوصول للسلطة في بعض الدول.
هذا يجب أن يعطينا ككورد دافعاً للنهوض بفكر وايديولوجية حية وجميلة تعبر عن حيوية الجماهير وتعطشها للظفر بكينونتها القومية لكن نجد أنها منشغلة بالانشقاقات واللهث وراء المناصب في حين تستمر هجرة العقول والناس من غربي كوردستان لأوروبا، إنها تبحث عن أناس مفيدين لها إيديولوجياً أما البعيدون عنها فلا أفضل من أن يخرجوا من تلك البلد على غرار ما فكر به النظام السوري، سوريا المفيدة التي يتواجد فيها فقط الموالون للسلطة دون غيرهم كذلك في مناطق المعارضة لا يبق في البلد سوى من لا يستطيع الفرار أو المتعامل المنتفع مع السلطة الحاكمة.
إني أتحدث بالبعد القطري أو الاقليمي وجوهر اهتمامي هو الحفاظ على كينونة غربي كوردستان لتظل صمام القلب الكردي وعروسة كوردستان الكبرى، تمكين الاهتمام بالجزء يغني الناس مبدئياً عن خيال مغادرة الإقليم.
يقول نيتشه : “الحية التي لا تستطيع أن تغير جلدها تهلك، كذلك البشر الذين لا يقدرون على أن يغيروا آراءهم، لا يعودون بشراً.
بقدر ما نصعد عالياً نبدو صغاراً لهؤلاء الذين لا يعرفون أن يطيروا.”
إن المقدرة على التغيير حرفة تستعصي علينا كتنظيمات تزعم وقوفها بجانب الجماهير حيث يدفع هواة التغيير الثمن في محاولاتهم في التصدي لحالة الاستعصاء والتعنت في المنهجية والتعاطي مع الحاضر بطرق تقليدية مؤذية.
تطلب الأحزاب الإذعان ،بينما ينشد المعرفي التغيير من فوهة الشك وتعرية الأخطاء
وفهم التنظيم السياسي من كونه اختباراً يثبت المعدن القومي من زيفه لدى السياسي في ظل المنطق القبلي تصبح الدعوة القومية أكثر نجاعة في ذلك الجزء الحيوي من كوردستان ودعوى التحرر من نظام الوصاية الحزبي يعتبر حقاً مشروعاً لفهم القومية بتجلياتها الواقعية المتصلة بظروف وحاجة كل جزء.