ولات خليل – xeber24.net- وكالات
كشف تقرير دولي عن وضع داعش التنظيمي بعد خسارته أبرز القادة ومنهم تحد أبرز قياداته والمسمى ابو خديجة.
وبحسب التقرير فأن مقتل القائد البارز في تنظيم داعش، عبد الله مكي مصلح الرفيعي (المعروف بلقب “أبو خديجة”)، الذي أُعلن عنه في 14 آذار/مارس 2025، يشكل محطة جديدة في مسار التراجع المستمر لعمليات داعش في العراق وسوريا. فقد كان أبو خديجة يتولى عدة مهام مختلفة داخل التنظيم، ما يشير إلى ندرة القادة الكفوئين في صفوف داعش، ويُبرز في الوقت نفسه التأثير الكبير الذي سيخلفه مقتله على التنظيم.
كما أشار التقرير كان أبو خديجة أحد القادة الكبار ضمن الشبكة العالمية لتنظيم داعش، وتولى عدّة وظائف أساسية. وخلص التقييم إلى أنه كان يرأس المكتبين المكلّفين بالإشراف على الأنشطة في العراق وسوريا وتركيا والمشرق الأوسع. والأهم من ذلك، أن أبا خديجة كان أيضاً رئيس “المديرية العامة للأقاليم” و”اللجنة المفوّضة”. وفي هذا المنصب، بصفته ما يُعرف بـ”أمير” الهيئة القيادية العليا في التنظيم، كان أبو خديجة مسؤولاً عن “العمليات، واللوجستيات، والتخطيط الذي ينفذه تنظيم داعش عالمياً، ويشرف على جزء كبير من تمويل الشبكة العالمية للتنظيم”.
تشير التقييمات إلى أنه في حين كان تنظيم داعش في السابق قادراً على توزيع الصلاحيات على مجموعة من القادة، فإن المسؤوليات أصبحت اليوم مركّزة بشكل أكبر بحكم الضرورة. فمنذ خسارته آخر معاقله في الباغوز قبل أكثر من خمس سنوات، لم يعد التنظيم يتمتع بنفس هامش الحركة في المنطقة، ولا يملك القدرة على الادعاء بأنه قادر على ممارسة الحكم. وقد تراجعت أعداد مقاتليه نتيجة الوتيرة المكثفة للضربات التي تنفذها قوات التحالف وشركاؤها الأمنيون، في حين أن دعايته لم تعد قادرة على إلهام أفراد جدد للانضمام إلى صفوفه. وتشير الأمم المتحدة إلى أن احتياطاته المالية في العراق وسوريا قد تقلصت، بينما تفيد التقارير بأنه يواجه صعوبة في دفع الرواتب للمقاتلين الحاليين، فضلاً عن تقديم حوافز مالية للمجندين الجدد.
ويبدو أن هذه التطورات تشير إلى تفاقم ندرة الأشخاص المؤهلين لقيادة داعش، في ظل انعدام الثقة بين القلة الباقية منهم. ومن المرجّح أن هذا السياق هو ما أدى إلى تركّز مفرط للسلطة في يد شخص واحد، وهو ضعف سيظهر بوضوح بعد مقتل أبو خديجة.
ونوه التقرير انه قد يكون للقضاء على أبو خديجة تداعيات أعمق مما يبدو للوهلة الأولى. فبالرغم من أنه كان رسميًا تابعًا لـ”الخليفة”، إلا أن الأدلة تشير إلى أن أبو خديجة كان العقل المدبّر الحقيقي وراء استراتيجيات داعش وعملياته. وتدعم هذا التقييم حقيقة أن داعش يتعمّد، منذ عام 2019، إخفاء هوية “الخليفة” لأسباب أمنية، في خطوة تُبرز الطابع الرمزي لهذا المنصب، وتُسلّط الضوء في المقابل على دور أبو خديجة كمَن يتّخذ القرارات فعليًا داخل داعش.
وبحسب مفاهيم داعش نفسها، هناك عدد من الشروط التي يجب أن تتوفّر في من يتولى منصب “الخليفة”. لكن في ظل عدم معرفة هوية الشخص الذي يزعم توليه هذا الدور، لا يمكن لعناصر التنظيم التأكد مما إذا كانوا قد بايعوا شخصًا “مؤهلاً” شرعًا. بل إن كثيرين يرون أن الشخص المجهول لا يحق له أصلاً إعلان نفسه “خليفة. وأخيرًا، حتى وفقًا للعقيدة المنحرفة لداعش، فإن “الخليفة” يجب أن يحكم أرضًا ذات سيادة ومعنى، وهو ما لم يعد متوفراً لداعش.
وقد ذهب البعض إلى القول إن أبا خديجة لم يكن يمانع التخلي عن هذا اللقب الفارغ من مضمونه، مدركًا أن السيطرة الحقيقية على التنظيم ستبقى بيده. ومن المرجّح أيضًا أنه كان يعتقد – بشكل أناني وخاطئ – أن المجتمع الدولي سيُركّز على “رأس التنظيم المزعوم”، مما يتيح له البقاء في الظل.
من المرجّح أن يكون لبعض آثار الضربة التي استهدفت أبا خديجة وقع فوري، بينما يحاول داعش إعادة تنظيم صفوفه وسط ندرة ما تبقى من مسؤولين بارزين. غير أن الأثر الأعمق سيظهر على المدى البعيد، مع استمرار استنزاف الكوادر الكفوءة، ما سيؤدي إلى تفريغ داعش تدريجيًا تقارير دولية تكشف الوضع التنظيمي لداعش بعد مقتل أحد أبرز قادته خلال الفترة الماضية
ولات خليل – xeber24.net- وكالات
كشف تقرير دولي عن وضع داعش التنظيمي بعد خسارته أبرز القادة ومنهم تحد أبرز قياداته والمسمى ابو خديجة.
وبحسب التقرير فأن مقتل القائد البارز في تنظيم داعش، عبد الله مكي مصلح الرفيعي (المعروف بلقب “أبو خديجة”)، الذي أُعلن عنه في 14 آذار/مارس 2025، يشكل محطة جديدة في مسار التراجع المستمر لعمليات داعش في العراق وسوريا. فقد كان أبو خديجة يتولى عدة مهام مختلفة داخل التنظيم، ما يشير إلى ندرة القادة الكفوئين في صفوف داعش، ويُبرز في الوقت نفسه التأثير الكبير الذي سيخلفه مقتله على التنظيم.
كما أشار التقرير كان أبو خديجة أحد القادة الكبار ضمن الشبكة العالمية لتنظيم داعش، وتولى عدّة وظائف أساسية. وخلص التقييم إلى أنه كان يرأس المكتبين المكلّفين بالإشراف على الأنشطة في العراق وسوريا وتركيا والمشرق الأوسع. والأهم من ذلك، أن أبا خديجة كان أيضاً رئيس “المديرية العامة للأقاليم” و”اللجنة المفوّضة”. وفي هذا المنصب، بصفته ما يُعرف بـ”أمير” الهيئة القيادية العليا في التنظيم، كان أبو خديجة مسؤولاً عن “العمليات، واللوجستيات، والتخطيط الذي ينفذه تنظيم داعش عالمياً، ويشرف على جزء كبير من تمويل الشبكة العالمية للتنظيم”.
تشير التقييمات إلى أنه في حين كان تنظيم داعش في السابق قادراً على توزيع الصلاحيات على مجموعة من القادة، فإن المسؤوليات أصبحت اليوم مركّزة بشكل أكبر بحكم الضرورة. فمنذ خسارته آخر معاقله في الباغوز قبل أكثر من خمس سنوات، لم يعد التنظيم يتمتع بنفس هامش الحركة في المنطقة، ولا يملك القدرة على الادعاء بأنه قادر على ممارسة الحكم. وقد تراجعت أعداد مقاتليه نتيجة الوتيرة المكثفة للضربات التي تنفذها قوات التحالف وشركاؤها الأمنيون، في حين أن دعايته لم تعد قادرة على إلهام أفراد جدد للانضمام إلى صفوفه. وتشير الأمم المتحدة إلى أن احتياطاته المالية في العراق وسوريا قد تقلصت، بينما تفيد التقارير بأنه يواجه صعوبة في دفع الرواتب للمقاتلين الحاليين، فضلاً عن تقديم حوافز مالية للمجندين الجدد.
ويبدو أن هذه التطورات تشير إلى تفاقم ندرة الأشخاص المؤهلين لقيادة داعش، في ظل انعدام الثقة بين القلة الباقية منهم. ومن المرجّح أن هذا السياق هو ما أدى إلى تركّز مفرط للسلطة في يد شخص واحد، وهو ضعف سيظهر بوضوح بعد مقتل أبو خديجة.
ونوه التقرير انه قد يكون للقضاء على أبو خديجة تداعيات أعمق مما يبدو للوهلة الأولى. فبالرغم من أنه كان رسميًا تابعًا لـ”الخليفة”، إلا أن الأدلة تشير إلى أن أبو خديجة كان العقل المدبّر الحقيقي وراء استراتيجيات داعش وعملياته. وتدعم هذا التقييم حقيقة أن داعش يتعمّد، منذ عام 2019، إخفاء هوية “الخليفة” لأسباب أمنية، في خطوة تُبرز الطابع الرمزي لهذا المنصب، وتُسلّط الضوء في المقابل على دور أبو خديجة كمَن يتّخذ القرارات فعليًا داخل داعش.
وبحسب مفاهيم داعش نفسها، هناك عدد من الشروط التي يجب أن تتوفّر في من يتولى منصب “الخليفة”. لكن في ظل عدم معرفة هوية الشخص الذي يزعم توليه هذا الدور، لا يمكن لعناصر التنظيم التأكد مما إذا كانوا قد بايعوا شخصًا “مؤهلاً” شرعًا. بل إن كثيرين يرون أن الشخص المجهول لا يحق له أصلاً إعلان نفسه “خليفة. وأخيرًا، حتى وفقًا للعقيدة المنحرفة لداعش، فإن “الخليفة” يجب أن يحكم أرضًا ذات سيادة ومعنى، وهو ما لم يعد متوفراً لداعش.
وقد ذهب البعض إلى القول إن أبو خديجة لم يكن يمانع التخلي عن هذا اللقب الفارغ من مضمونه، مدركًا أن السيطرة الحقيقية على التنظيم ستبقى بيده. ومن المرجّح أيضًا أنه كان يعتقد – بشكل أناني وخاطئ – أن المجتمع الدولي سيُركّز على “رأس التنظيم المزعوم”، مما يتيح له البقاء في الظل.
من المرجّح أن يكون لبعض آثار الضربة التي استهدفت أبا خديجة وقع فوري، بينما يحاول داعش إعادة تنظيم صفوفه وسط ندرة ما تبقى من مسؤولين بارزين. غير أن الأثر الأعمق سيظهر على المدى البعيد، مع استمرار استنزاف الكوادر الكفوءة، ما سيؤدي إلى تفريغ داعش تدريجيًا من الأعلى إلى الأسفل.من الأعلى إلى الأسفل.