كاجين أحمد ـ xeber24.net
بمئات الضربات الجوية والبرية شنت تركيا حملة دامية في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بشكل عشوائي، من ريف عفرين غرباً وصولاً إلى مدينة ديريك في أقصى شمال شرق سوريا، مستهدفة المركز الخدمية والصحية والمراكز السكنية، ما أوقع ضحايا مدنيين بينهم أطفال ونساء.
ومنذ مساء أمس الأربعاء، قصفت الطائرات التركية الحربية والمسيرة عشرات المدن والبلدات في إقليم شمال وشرق سوريا، إلى جانب القصف المدفعي والصاروخي التي طالت القرى والبلدات القريبة من المناطق التي تحتلها انقرة في الشمال السوري، ولا يزال القصف مستمراً حتى اللحظة.
واستهدف القصف التركي نحو 100 موقع بضربات جوية وبرية عنيفة، منها نقاط صحية ومحطات توزيع الكهرباء وآبار النفط ومحطات تجميع النفط، إضافة على محطة السويدية للغاز التي لم يتم استكمال تأهيلها منذ أن دمرتها الطائرات التركية منتصف كانون الثاني/يناير هذا العام، فضلاً عن عشرات القرى السكنية والأحياء السكنية في المدن وبلدات الإقليم.
جاء هذا الهجوم الدموي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تزامناً مع هجمات مماثلة شنتها تركيا في مناطق عدة بإقليم كردستان، وذلك بعد ساعات قليلة من الهجوم الذي طال شركة الصناعات الجوية والفضاء التركية “توساش” بالعاصمة أنقرة، والتي اتهمت فيها السلطات التركية حزب العمال الكردستاني.
من روسيا أردوغان يعلن الحرب
خلال تواجده في مدينة قازان الروسية للمشاركة في قمة بريكس، واثناء دعوته للعالم بالتدخل لإيقاف إراقة الدماء ونشر السلام في منطقة الشرق الأوسط، أعلن اردوغان عن الضوء الأخضر لقوات بلاده بضرب عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وسفك دماء أبنائها من الأطفال والنساء.
وعبر منشور على حسابه في منصة “إكس”، أعلن اردوغان الحرب في إقليم شمال وشرق سوريا وشمال العراق، متهماً حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء الهجوم على شركة الصناعات الدفاعية “توساش”، وقال أنهم سيواصلون بحزم على شن ضربات في سوريا والعراق.
بعد ذلك خرج وزير الدفاع التركي يشار غولر في تصريحات للصحفيين، مدعياً أن الهجوم الذي طال مبنى شركة “توساش” هو هجوم “إرهابي”، معلناً ساعة الصفر لبدء هجوم دامي على سوريا والعراق، حيث قال: “سيرى الجميع كيف سيكون لنا رد موجع على هذا الهجوم (في أنقرة)”، ليبدأ بعد ذلك القصف الدامي على عموم شمال وشرق سوريا والذي لم ينتهي بعد.
عبدي يحذر تركيا
من جهتها، أعلنت الجهات الرسمية في الإدارة الذاتية، ان حصيلة الهجمات التركية على عموم مناطقها، أسفرت عن استشهاد 12 مواطناً منيين وعسكريين، وإصابة 25 آخرين بين أطفال ونساء، فيما قالت تقارير إعلامية محلية، أن عدد الضحايا المدنيين والشهداء العسكرين يفوق العدد المصرح عنه، علماً أن الاستهداف التركي لا يزال مستمراً.
وتعليقا على هذه الهجمات الدامية، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، إن “تركيا تقصف مناطقنا بشكل عشوائي دون مبرر، مستهدفة المراكز الخدمية والصحية والمدنيين.
وأكد الجنرال على أن هذه الهجمات جريمة ضد الانسانية وأضاف في منشور على حسابه في منصة “إكس” “أبدينا مراراً جاهزيتنا للحوار، إلا أننا نؤكد أن قواتنا مستعدة للدفاع عن شعبنا وأرضنا”.
فيما ندد المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الهجمات التركية والصمت الدولي على هذه الجرائم التي تعتبر انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية، قال في بيان: “في الوقت الذي يعمل فيه المسؤولون الأتراك على الترويج لرغبتهم في إنهاء الحرب، فإن استهداف القرى والمدن والبنى التحتية يعبّر عن نفاقهم ونيتهم العدوانية، ويكشف عن وجههم الحقيقي المتمثل في الاستمرار في سياسة الإبادة”، مطالبا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف ضد إرهاب الدولة التركية والوقوف ضد هجماتها العدائية.
بدورها نددت خارجية الإدارة الذاتية صمت حلفاء أنقرة على جرائمها بحق المدنيين والبنية التحتية في مناطقها، وقالت عبر منشور للرئيسة المشتركة، إلهام أحمد، إن “محاولة تركيا فرض قوانينها على المجتمع الدولي كارثة”.
وشددت أحمد على أن “استهداف شمال وشرق سوريا كلما وقع حادث أمني في تركيا ينتهك القوانين الدولية، وصمت حلفاء تركيا تجاه هذه الانتهاكات جريمة أكبر”.
كما أدانت الهجمات التركية “على المدنيين والبنية التحتية” ووصفتها بـ “الإجرامية”، ودعت “المجتمع الدولي وحلفاء تركيا إلى كسر صمتهم وتحمل مسؤولياتهم ولعب دور الضامن لعملية سياسية حقيقية لحل القضية الكردية في تركيا”.