في تناقض صارخ بين التصريحات العلنية والحقائق على الأرض، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعواته المتكررة لمهاجمة إسرائيل. ومع ذلك، تكشف الوثائق الأخيرة أن تركيا تستورد أجزاء الطائرات المسيرة الهجومية من إسرائيل، مما يشير إلى وجود تحالف سري بين البلدين.
في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع عام لحزب العدالة والتنمية، قال أردوغان: “يجب أن تكون تركيا قوية جدًا لكي لا تستطيع إسرائيل أن تفعل هذا بالفلسطينيين. مثلما ذهبنا إلى قرة باغ وليبيا، يمكننا أن نفعل الشيء نفسه هنا”. هذه التصريحات جاءت بعد أيام من تهديده بالهجوم على إسرائيل.
الطائرات المسيرة الهجومية التركية تأتي من إسرائيل
الطائرات المسيرة الهجومية التركية تأتي من إسرائيل
ومع ذلك، تكشف وكالة روج نيوز أن هذه التصريحات ليست سوى تصريحات جوفاء. فقد نشرت وكالتنا وثائق تثبت أن أجزاء من الطائرات المسيرة الهجومية التركية تأتي من إسرائيل، مما يفضح زيف تصريحات أردوغان حول نواياه بمهاجمة إسرائيل.
وتمكنت قوات تحرير كردستان “الكريلا” مؤخرًا من إسقاط طائرة مسيرة هجومية تركية في منطقة بينجوين بمحافظة السليمانية بإقليم كردستان، وكانت هذه الطائرة هي الـ19 التي تسقطها منظومة الدفاع الجوي قنديل. بعد إسقاط الطائرة، وثقت مصادر روج نيوز عملية حرق وتدمير الطائرة، وأظهرت الصور التي حصلت عليها وكالتنا أن أحد أجزاء الطائرة مصنوع في إسرائيل، وجزء آخر في بولندا.
وكانت قوات تحرير كردستان قد كشفت في وقت سابق أن هذه الأجزاء تأتي من دول أعضاء في الناتو لتزويد تركيا. وعلى الرغم من هذه الحقائق، يواصل أردوغان خداع الرأي العام والعالم بتصريحاته الجوفاء.
وفي الأيام الأخيرة، وبعد تصريحات أردوغان، وصلت أربع سفن تجارية تركية إلى إسرائيل. وقد تبين أن هذه السفن كانت تتجه في البداية نحو مصر، ولكن تم إيقاف نظام تحديد المواقع والرادار وتحويل مسارها إلى إسرائيل.
إن هذا التضارب بين الأقوال والأفعال يكشف النقاب عن علاقات خفية وتحالفات غير معلنة بين تركيا وإسرائيل. ومن الواضح أن هذه العلاقات تخدم مصالح سياسية واقتصادية لكلا البلدين، في الوقت الذي يستخدم فيه أردوغان هذه التصريحات لزيادة شعبيته بين مؤيديه.
ويبدو أن الهدف من هذه التصريحات هو تحقيق مكاسب سياسية داخلية، بينما تستمر العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين دون انقطاع. هذه الحقيقة تجعل من تصريحات أردوغان بشأن مهاجمة إسرائيل مجرد أداة دعائية لا تعكس الواقع الحقيقي على الأرض.
إن تناقضات أردوغان العلنية وخفايا التحالف التركي-الإسرائيلي تضع الكثير من علامات الاستفهام حول مصداقية السياسة التركية وتوجهاتها المستقبلية في المنطقة.
المصدر: روج نيوز