ولات خليل – xeber24.net – وكالات
استعرض الرئيس المشترك لوفد التفاوض في شمال وشرق سوريا، عبد حامد المهباش، تطورات العملية السياسية والمفاوضات الجارية بين شمال وشرق سوريا والحكومة الانتقالية في دمشق.
وأوضح المهباش أن الاجتماع الذي عُقد مع الوفد الأميركي برئاسة المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس برّاك، كان إيجابياً، وأسفر عن تشكيل لجنتين أمنية وعسكرية زارتا دمشق واجتمعتا مع الحكومة الانتقالية.
وقال إن العملية التفاوضية تسير بالاتجاه الصحيح من الطرفين، وإن الحل العسكري لم يعد خياراً مطروحاً”.
وأضاف المهباش: “لدينا في شمال وشرق سوريا كفاءات قادرة على إدارة البلاد والمشاركة في الحكم، لكن مطلبنا ليس مناصب أو سلطة، بل تمثيل عادل لشمال وشرق سوريا ضمن إطار الدولة اللا مركزية”.
وعدّ أن سقوط نظام بشار الأسد مثل الخطوة الأولى في الثورة السورية، لكن الطريق لا يزال طويلاً نحو بناء “سوريا ديمقراطية تشاركية لكل مكوناتها”، مؤكداً أن الثورة “لم تنته بعد ولن تنتهي إلا بتحقيق كامل أهدافها”.
وانتقد المهباش إرث النظام السابق، قائلاً إنه “ترك جروحاً عميقة في ذاكرة السوريين، ودماراً هائلاً يحتاج سنوات من العمل المتواصل لإعادة البناء”.
وشدد على أن الوصول إلى الحكم والإدارة يجب أن يكون عبر صناديق الاقتراع، قائلاً: “الشرعية تنبع من الشعب، وهو من يختار ممثليه في البرلمان والحكومة وحتى رئاسة الدولة”.
وأوضح أن الإدارة الذاتية قدمت تضحيات جسيمة وتتمسك برؤيتها لبناء “دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية، وجيش وطني واحد يمثل كل السوريين”.
وعبّر المهباش عن قلقه من تزايد النفوذ التركي بعد سقوط النظام، وكذلك توسع الاحتلال الإسرائيلي في مناطق جديدة، معتبراً ذلك “تهديداً لوحدة سوريا واستقلال قرارها الوطني”.
ولفت إلى أن “كل جولة مفاوضات بين وفد شمال وشرق سوريا والسلطة الانتقالية، تتبعها زيارة من دمشق إلى أنقرة أو العكس”، مشيراً إلى أن تركيا تمارس ضغوطاً على دمشق في هذا السياق.
وأكد المهباش أن الإدارة الذاتية طلبت من الولايات المتحدة وفرنسا أن تكونا طرفين ضامنين في المفاوضات، وهو ما تم بالفعل، ما أسهم في تحسين مسار المحادثات.ومن نتائج ذلك، بحسب المهباش، إجراء امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية في مناطق شمال وشرق سوريا، ما خفف عبئاً كبيراً عن الطلاب وذويهم.
وجدد المهباش التأكيد على أن مشروع شمال وشرق سوريا لا يهدف إلى الانفصال، بل إلى تحقيق الديمقراطية والعدالة في عموم سوريا، قائلاً: “هدفنا ليس فقط شمال وشرق سوريا، بل ديمقراطية تشمل كل البلاد دون إقصاء لأحد”.وحذر من خطورة ما يجري في مدينة السويداء ومناطق الساحل، مؤكداً دعم مطالب سكان السويداء “ضمن الإطار الوطني”، مشدداً على أن “كل السوريين شركاء في تحقيق النصر”.
وختم المهباش حديثه بالتأكيد على أن “من يقرر مستقبل سوريا هو الشعب السوري، لا من يحرر منطقة أو يسيطر على أخرى”، داعياً العشائر العربية إلى أن تكون عامل استقرار ووحدة، لا طرفاً في أي صراع طائفي أو عرقي”.