#سوري_مجهول_الهوية
في بلادٍ كانت تُدعى وطنًا، صارت الخيانة ذكاء، والوفاء سذاجة، والصدق مشروع انتحار بطيء.
هنا، لا يُكافأ الطيّبون، بل يُعاقبون على حسن ظنّهم، ويُسحَقون بأقدام من نذروا أنفسهم لصنم السلطة أو وهم الجماعة.
هنا، لا تسأل: “ماذا أفعل لأكون بخير؟”، بل اسأل: “كيف أنجو من أن أكون إنسانًا؟”.
لا تصدّق تلك اللافتات التي تتحدّث عن “الأخلاق”، فهي للعرض فقط، مثلها مثل الدستور في بلادنا،
حبرٌ على ورق يُمسح بمنديل السلطة ساعة اللزوم.
ولا تظنّ أن فعل الخير سيحميك من السقوط،
فالحيطان في جمهوريتنا تميل دومًا فوق رؤوس الطيبين،
ومن لم يدفعها… سقط تحتها.
العِشرة؟ لا تُقدّسها.
فقد خذلوك باسم العروبة،
وخانوك باسم الأخوّة،
وباعوك تحت عنوان “الوطن فوق الجميع”…
حتى فوق الإنسان.
إذا لم تُهِن المعنى، سيُهينه غيرك.
فاختصر الطريق وهُن بنفسك، قبل أن يُهانوك باسم الوطن، الدين، الحزب، أو الطائفة.
أما الحبال؟
إلعب عليها كلّها…
لأنهم لا يمنحونك فرصة واحدة لتعيش مستقيماً.
في هذا الوطن،
الحيادُ تهمة،
والصدقُ ضعف،
والمبادئ مشروعُ اغتيال مؤجّل.
لا تأمن لأحد.
فالتاريخ هنا يُكتب على المقاصل،
و”رفيقك” اليوم قد يوقّع مذكرة إعدامك غدًا باسم “الضرورة الثورية”.
تعلّم أن تكون وحدك،
لأن الجماعة لا تحمي، بل تسحبك غطاءً لجرائمها.
في النهاية،
كلّهم راحلون…
يتوارثون الخراب،
ويتركونك تدفن الذاكرة بيديك.
كن سيئًا؟
لا… بل كن واعيًا.
واعيًا أن الطيّب في أوطان الذاكرة المقهورة لا يُكافأ،
بل يُقصى، ويُلام، ويُنسى.
فهنا،
المنيح ما عاش مرتاح…
بل مات وهو يردد:
“لو كنت مثلهم… لنجوت.”
ولات جامو