كاجين أحمد ـ xeber24.net
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أنه على الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن التزاماتها في دعم القوات الكردية التي تعتبر شريك أساسي وحليف في محاربة الإرهاب بسوريا، بزعم أن هذه القوات تشكل تهديداً لأمن تركيا.
جاء ذلك في حديث لقناة الجزيرة القطرية التي تم بث مضمونها يوم الخميس الماضي، حيث ذكر الوزير التركي، أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة النظر في معايير علاقاتها لا سيما في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وأضاف، أنه يجب على الجانب الأمريكي التخلي عن الشعور بأنه مجبر على دعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تشكل تهديدا لتركيا، لافتاً إلى أن هذا الأمر يعتبر مسألة أمن قومي بالغة الأهمية لتركيا.
وادعى فيدان، أن الوضع بالنسبة لأمريكا عبارة عن تكتيك يتمثل في إبقاء عناصر “داعش” بالسجن، ولكن في الوقت نفسه، دعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لتحقيق ذلك، يشكل مسألة أمن قومي لتركيا.
وأشار الوزير التركي إلى أن هذا الوضع هو بمثابة “مادة سامة في علاقتنا مع أمريكا، ويجب التخلص من ذلك”، مضيفاً “على ذلك، أعتقد أن تركيا باعتبارها دولة قوية في المنطقة، يمكنها بالتعاون مع أمريكا وتقديم مساهمات إيجابية جدا في هذه المنطقة”.
وتحدث فيدان عن تطلعات تركيا من الإدارة الأمريكية الجديدة، مشيرا إلى أن العلاقات مع الرئيس دونالد ترامب بدأت في ولايته الأولى، منوها إلى أن هناك علاقة جيدة على مستوى القادة، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي.
وتابع، “في علاقات تركيا مع أمريكا، شكل الأمن دائما المحور الرئيسي. وقال رئيسنا إن الأمن هو ركن مهم، ولكننا نعيش في العصر الحديث، والاقتصاد لا يقل أهمية عن الأمن”.
وأشار فيدان إلى أن العلاقات التجارية والإمكانات مع الولايات المتحدة مكثفة، وأن هناك صادرات من تركيا إلى الجانب الأمريكي في العديد من المجالات، مشدداً على التعاون مع الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا، وضرورة تعزيزه بشكل بنيوي، بالإضافة إلى تطوير التعاون في مجال الطاقة.
وزعم الوزير التركي أن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية نواتها، تريد إدارة ومنطقة نفوذ خاصة به، ما يجعل توافقه مستحيلا مع الإدارة الجديدة، مدعياً أن يأمل في إيجاد طريقة سلمية لحل هذه القضية.
وتابع زاعماً، أن توصية تركيا هي أن يتمتع الجميع بالمواطنة الدستورية على قدم المساواة، وأن ذلك سيسهم بشكل كبير في تحقيق السلام المجتمعي، مضيفاً أن الركيزة الثانية المهمة لهذا السلام هي ألا تحمل أي جهة أسلحة خارج أجهزة الدولة القانونية.
وفي تناقض واضح وادعاء يغالط الحقيقة، زعم الوزير التركي أن الادارة الذاتية والقوات العسكرية التابعة لها والتي تتألف من مكونات المنطقة نفسها “تحتل ثلث أراضي سوريا”، مضيفا في مزاعمه، “مع العلم أن معظم هذه المناطق هي مدن عربية، أي أنهم يحتلون مناطق يقطنها العرب”.
وأضاف في ادعاءاته، “لم يكتفوا بذلك، بل إنهم استولوا على المناطق التي تضم النفط والغاز الطبيعي، حيث يأخذونهما من هناك ويبيعونهما لشعب سوريا مقابل المال، ثم يرسلون الأموال لتمويل عمليات حزب العمال الكردستاني في العراق وإيران وتركيا”.
وادعى فيدان، السبب وراء استمرار دعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب هو خدمات السجون التي يقدمها لهم، مضيفاً أن هذه القوات “تحتل ثلث أراضي سوريا من خلال كذبة، أي مقابل الإشراف على عناصر “داعش” المحتجزين هناك”.
وزعم، أن “جميع الإرهابيين الذين نُقلوا من العراق وتركيا وإيران يتم احتجازهم على الأراضي السورية” مدعياً أن “هناك تهديدات لوحدة أراضي سوريا، وتهديدات لوحدة أراضي العراق، وتهديدات لتركيا، وبطبيعة الحال يجب القضاء على هذه التهديدات”.
وذكر مجدداً أن تركيا مستعدة أن تقوم بمهام محاربة تنظيم داعش وحماية المراكز التي تحتجز مسلحيها في شمال وشرق سوريا، وقال: هناك مبادرات معينة فيما يتعلق بهذا الوضع.
هذا ولفت إلى، أن الصداقة بين رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني وتركيا متقدمة للغاية، منوها إلى وجود تضامن كبير جدا بين تركيا وأشقائها الأكراد في إقليم كردستان العراق في مكافحة الإرهاب على حد زعمه.