كاجين أحمد ـ xeber24.net
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن بلاده ستبقى داعما أساسياً لجهود الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية من أجل تحقيق حل دائم وشامل يحفظ حقوق الكرد في سوريا، إلى جانب جهودها في العمل على تقارب القوى السياسية الكردية هناك.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير الفرنسي مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني يوم أمس في العاصمة هولير بحسب بيان رئاسة الإقليم.
وذكرت الرئاسة في بيانها، أن البارزاني استقبل مساء الأربعاء الوزير الفرنسي، والوفد المرافق له الذي يزور العراق في إطار زيارة رسمية.
وخلال الاجتماع، جرى بحث موسّع وعميق حول آفاق تطوير العلاقات الفرنسية مع العراق وإقليم كردستان، فضلاً عن مناقشة الأوضاع في العراق والمنطقة بشكل عام، وتبادل الجانبان وجهات النظر حولها.
وشدد بارزاني، بحسب البيان، على أن إقليم كردستان يولي أهمية بالغة لعلاقاته التاريخية مع فرنسا، ويثمّن صداقتها ودعمها المتواصل، مؤكداً حرص الإقليم على تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، لاسيما في الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي والثقافي.
كما عبّر للوفد الفرنسي عن تقديره العميق لفرنسا وللرئيس إيمانويل ماكرون لدعمهما المتواصل للعراق ولشعب كردستان، خصوصاً في الأوقات العصيبة، مؤكداً استمرار التعاون المشترك من أجل تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن سعادته الكبيرة بزيارته إلى العراق وإقليم كردستان، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تركت أثراً خاصاً في نفسه لما لمسه من دفء العلاقات وعمق الصداقة بين فرنسا وكردستان.
كما شدد على أن علاقات الصداقة بين الشعبين الكردي والفرنسي بنيت على أكثر من ثلاثين عاماً من التعاون المشترك والالتزام المشترك بقيم الحرية.
وأوضح الوزير أن فرنسا كانت من أوائل الدول التي دعمت الكرد في 5 نيسان/ أبريل 1991 حين سعت لدى مجلس الأمن لإصدار القرار 688، الذي مهد لبدء الحكم الذاتي في كردستان العراق.
وأضاف “الحرب ضد داعش عمّقت من روابطنا، ويمكن القول إن بيننا أخوّة سلاح حقيقية. قواتنا قاتلت جنباً إلى جنب مع البيشمركة وقوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية”.
وأشاد الوزير الفرنسي بشجاعة قوات البيشمركة وتضحياتها، معتبراً أن السلام والتنمية في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحققا دون ضمان التعددية واحترام الحريات، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل دعمها للحوار والتقارب بين الأطراف الكردية في سوريا، كما جدد دعم فرنسا لجهود الجنرال مظلوم كوباني والقوى السياسية الكردية في سوريا من أجل تحقيق حل شامل ودائم يحفظ حقوق الكرد ويمهّد لمواصلة الحرب على الإرهاب.
كما حذر من التهديدات المستمرة التي يشكلها الإرهاب رغم انكساره عسكرياً، مشيراً إلى أن لا فرنسا ولا كردستان يمكن أن تتهاونا مع النتائج التي تحققت خلال عقد من محاربة الإرهاب.
وأكد الوزير أن بلاده ملتزمة بمواصلة دعم العراق وكردستان في كافة المجالات، بما في ذلك العملية الانتخابية، وتشكيل حكومة جديدة في الإقليم، مشدداً على أن الحوار القائم بين أربيل وبغداد يمثل فرصة مهمة لتقوية وحدة العراق واستقرار المنطقة وتنمية كردستان.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير الفرنسي التزام بلاده بدعم المشاريع التعليمية والثقافية في كردستان، من خلال المؤسسات الفرنسية في أربيل والسليمانية، وعلى رأسها المعهد الفرنسي ومدارس “دانيال ميتران”، وكذلك من خلال دعم العلاقات الاقتصادية عبر المنتدى الاقتصادي الفرنسي–الكردي الذي أُسس في أيلول الماضي، مشدداً على رغبته في تعزيز هذه العلاقات بشكل أوسع.
واعتبر الوزير أن العلاقات الفرنسية–الكردية مبنية على الصداقة والتعاون والمشاعر الصادقة، وأن فرنسا ماضية في تطوير هذه العلاقة لتكون نموذجاً للشراكة الفاعلة في المنطقة.