كاجين أحمد ـ xeber24.net
في تصريحات تحمل تهديدات مبطنة لكرد سوريا ورؤيتهم في مستقبل وطنهم الجامع والذي عبروا عنها في مؤتمرهم بمدينة قامشلو، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده لن تقبل بأي تدخل “يستهدف وحدة الأراضي السورية وتمس سيادتها”، حسب زعمه، علماً أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تحتل أجزاء من الأراضي السورية وألحقتها إدارياً بولاياتها المتاخمة لهذه المناطق في انتهاك واضح للسيادة السورية ووحدة أراضيها.
جاء تصريحات فيدان هذا في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأحد، في العاصمة الدوحة.
وكما العادة في إطار التبريرات التي تسوقها الدولة التركية ومسؤوليها، اتهم الوزير التركي كرد سوريا بـ “الإرهاب”، وأنهم واجهة حزب العمال الكردستاني في البلاد، وسيخرجون من الحسابات في سوريا، بطرق سلمية أو بخلاف ذلك.
واضاف فيدان، أن “تركيا لا تقبل بأي تدخل يستهدف وحدة الأراضي السورية أو يمس سيادتها، وأنها لا تقبل أيضًا بوجود جهة تحمل السلاح خارج سلطة الحكومة المركزية في سوريا”.
وادعى الوزير التركي، أن أنقرة ترغب في رؤية دستور وحكومة في سوريا تضمن إعطاء فرص متساوية لجميع المكونات في البلاد، مضيفاً بأن دمشق أقدمت على خطوات إيجابية في هذا السياق.
كما تطرق إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه سوريا، مشيرا إلى مناقشة بلاده سبل التعاون في مجالات التنمية والاقتصاد والعقوبات المفروضة على سوريا مع قطر والدول الأخرى في المنطقة.
وتابع وزير الخارجية التركي أن بلاده ستقف بوجه “المجموعات التي تستغل الوضع الحالي في سوريا لتحقيق بعض أهدافها، وتسعى إلى الإضرار بوحدة أراضي سوريا وسيادتها”.
وأشار فيدان إلى، أنهم يترقبون تنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه في الأشهر الماضية بين قوات سوريا الديمقراطية وسلطة الأمر الواقع في دمشق “السلطة الانتقالية لأحمد الشرع”، مشددا على حساسية هذا الملف بالنسبة لتركيا.
ولفت ايضاً إلى أنهم ينتظرون من حزب العمال الكردستاني، أن يستجيب في أسرع وقت وبشكل إيجابي للدعوة المتعلقة بإلقاء السلاح وسحب المعوقات أمام عودة الحياة لطبيعتها في المنطقة، حسب زعمه.
وأوضح الوزير التركي، أن المنطقة “تعاني منذ سنوات من الحروب والاضطرابات والاحتلال وسفك الدماء”، مشدداً على ضرورة التخلص من هذه المعاناة في العصر الحديث، والعمل على بناء نظام مزدهر وآمن وقائم على الاحترام والحرية.
وقال فيدان: أن “الوقت قد حان من أجل خروج كل جهة ما زالت تستخدم الأساليب الإرهابية القديمة وتحمل السلاح ضد حكومات المنطقة”، مضيفاً أن إحلال الاستقرار والأمن في هذا البلد يعد ضرورة ملحة للسلام الإقليمي.
وتابع، أن تحقيق هذا الهدف لا يمكن أن يتم إلا من خلال التعاون الوثيق بين دول المنطقة، وأن تركيا وقطر تعملان على حل الأزمة السورية منذ بدايتها، وأن هناك تنسيقًا مكثفًا مستمرًا بينهما منذ سنوات في هذا الصدد.
وزعم الوزير التركي قائلاً: “بذلنا جهودًا مشتركة لتخفيف معاناة الشعب السوري وتحقيق استقرار دائم للبلاد. وبمشيئة الله نواصل هذا التعاون من خلال مشاريع ملموسة لإعادة إعمار سوريا”.
كما أشار إلى أن العقوبات تعيق تحقيق الاستقرار في سوريا، وأنه ثمة جهود تبذل لإلغائها، لافتاً إلى أن المباحثات مع نظيره القطري ركزت على إمكانية تقديم دعم إضافي للحكومة السورية، مع التأكيد مجددًا على الالتزام بوحدة وسلامة أراضيها.
وأضاف، أن هناك “حاجة ملحة لاجتثاث العناصر الإرهابية تمامًا من سوريا، زاعماً بالقول “لقد عانى الشعب السوري من آلام كبيرة لسنوات طويلة. وسنواصل مساهمتنا في بناء مستقبل ينظر فيه السوريون إلى الغد بأمل”.
وأشار إلى أن المباحثات اليوم أثبتت مرة أخرى مدى متانة أسس الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وقطر، لافتاً إلى ضرورة تحمل المسؤولية تجاه المشاكل في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة، مؤكدًا أهمية التضامن وبذل الجهود المشتركة.
وتابع، “إن شاء الله سنواصل في تركيا حوارنا الوثيق وتنسيقنا مع قطر في الفترة المقبلة أيضا. وسنعمل على تفعيل رؤيتنا للسلام والتنمية الإقليمية”، مشيرا حسب زعمه إلى “رفض تركيا لأي مبادرة تسمح باستمرار أنشطة التنظيمات الإرهابية في سوريا، كما أشار إلى رفض أي إجراء يعوق تطور هذا البلد وازدهار شعبه”.
هذا وفي ختام تصريحه ادعى فيدان، أن تركيا ترغب في أن تحتل سوريا مكانتها كدولة محترمة ومتقدمة ومزدهرة في المنطقة والمجتمع الدولي، مع الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.