ولات خليل – xeber24.net – وكالات
دعا نشطاء من مكونات سورية مختلفة قيادات العالم إلى عدم التطبيع مع السلطات الجديدة في دمشق، محذّرين من تكرار مآسي الماضي.
وفق ما أوضح تقرير لـ ” Swissinfo.ch” السويسرية فقد طالبت هذه المجموعات بحماية دولية، ودعم إقامة نظام فيدرالي يحفظ وحدة سوريا وتنوعها.وجاء في رسالة ناشط إيزيدي: رسالتنا اليوم واضحة وبسيطة: “لا تطبيع مع نظام الجولاني إذا كان ثمنه حياتنا.” بهذه الكلمات عبّر مسعود عقيل، المدافع عن حقوق الإنسان، عن موقفه الرافض للتطبيع.وعقيل هو أسير سابق لدى تنظيم داعش، وينتمي إلى الطائفة الإيزيدية، المتعرّضة للإبادة، والتهجير، والاستعباد على يد التنظيم.وليس عقيل الوحيد الرافض للتطبيع مع نظام سوريا الجديد، إذ يتفق معه نشطاء من الطوائف الدرزية، والعلوية، والمسيحية، والكردية، والإيزيدية.فعلى هامش الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اجتمع هؤلاء النشطاء في نادي الصّحافة السويسري بجنيف، لوصف “ما تتعرض له مجتمعاتهم من مجازر، وتهجير قسري، وتمييز ممنهج، في ظل حكم الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع”.وشدّد عقيل، قائلًاً: “نعلم جميعًا أنه لا فرق بين نظام الجولاني، وتنظيم داعش”.ومن جهتها، ترى الناشطة السورية روان عثمان، المقيمة في ألمانيا، أنّ “الشعب السوري تعرّض للخيانة مرتين: الأولى على يد الأسد، مدمِّر بلاده، وقاتل مئات الآلاف، ومُشرَّد الملايين. والثانية من الجماعات الجهادية المتطرِّفة، الظاهرة على أنقاض حكمه، واعدة بالتحرير، لكنها جلبت القمع ذاته، إنما تحت راية مختلفة”.وأضافت روان: “لم أعد أثق بأن السلطات الجديدة في دمشق تحمل نوايا طيبة تجاه غير المسلمين في البلاد”.في نادي الصحافة السويسري بجنيف، قدّم نورس السغبيني، الناشط الدرزي، الشهادة الأكثر تفصيلًا، وعرض تقريرًا صادمًا عن المعاناة في السويداء. وقال: “الوقائع التي وثّقها المرصد السوري مروِّعة؛ إذ وثَّق 2،014 ضحية خلال أيام قليلة، منها 789 ضحية مدنية، في إعدامات ميدانية”.ووصف في شهادته “36 قرية دُمِّرت بالكامل؛ إذ أحرق المهاجمون منازلها، وشرّدوا سكّانها قسرًا”.وقال، تعرّضت ثماني كنائس على الأقل لهجمات، واختطف مسلّحون 293 امرأة، لا تزال 235 منهن في عداد المفقودات.وأشار إلى امتلاكه تقارير طبية شرعية تؤكد وقوع سبع حالات اغتصاب. كما عُرضت خلال الفعالية مقاطع فيديو لرجال من الدروز يُجبَرون على القفز من الشرفات، وآخرين يُعدَمون ميدانيًّا.وشدّد قائلًا: “لم يكن ما حدث في السويداء في يوليو 2025، نزاعًا محليًّا، ولا معركة عابرة، بل هجومًا له طابع الإبادة، ضمن حملة تطهير عرقي ممنهجة، نفّذتها قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، بدعم من مليشيات قبلية، وبعلم مباشر من سلطات دمشق، وتواطئها”.وحثَّ السغبيني الأمم المتحدة على التحقيق في هذه الجرائم، وطالب بضمانات دولية تحول دون تكرارها.ومن الطائفة العلوية، حذّرت الناشطة منى غانم من أن عدم الالتفات إلى هذه المظالم قد يؤدي إلى انتقالها إلى أوروبا، حيث تقيم جاليات سورية كبيرة العدد.وبدوره، قال الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العَلَوي الأعلى في سوريا والمهجر، إن “الجماعات المتطرّفة تستهدف أتباع الطائفة العَلَوية”، ودعا إلى تدخّل دُوَليّ لوقف ذلك.وأشاد الناشط المسيحي جوزيف لحّدو، بهامش الحريات النسبي، الذي تنعم به الطائفة المسيحية في شمال شرق سوريا الخاضع للإدارة الذاتية.ففي تلك المنطقة، تأسست مدارس تُدرس باللغة السريانية، وتشكَّلت مجالس دفاعية محلية.وتكررت الرسالة ذاتها في كلمات عدة ناشطين وناشطات. إذ أكّد الناشط الكردي شيروان، تشكيل النظام الفدرالي الديمقراطي اللامركزي، السبيل الوحيد لحماية سوريا من العودة إلى الاستبداد والقمع.وقال: “إنه الضمان الواقعي للحفاظ على وحدة سوريا، وحماية تنوّعها، ومنعها من التحوّل إلى أفغانستان جديدة على أعتاب أوروبا”.ومن جهة اخرى حذّر النشطاء من أن تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الشرع سيؤدي إلى ترسيخ القمع، بدلًا من معالجة الانقسامات العاصفة بسوريا. “وفقاً لما ورد في التقرير”واختُتمت الفعالية بعريضة تطالب بعدم تطبيع العلاقات مع دمشق، على أساس تعريض ذلك الأقليات للخطر.ووجّهت العريضة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وعدد من القيادات العالمية، بينهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر.