كاجين أحمد ـ xeber24.net
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الدولة التركية لا تتخذ الإجراءات الوقائية في حماية المدنيين والتي أقرها القانون الدولي خلال هجماتها على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ما تسببت بقتل الكثير من المدنيين وتشكيل إعاقات دائمة جراء إصابات العديد منهم، لذلك يجب محاسبة أنقرة على ذلك.
وفي تقرير نشرتها المنظمة الدولية مؤخراً، كتبت مريام وهيبي “مساعدة أبحاث”، أن المدنيون يتحملون أعباء هجمات الجيش التركي على مناطق الإدارة الذاتية، وركزت في تقريرها على إمرأة كانت من إحدى عاملات جني القطن، أصيبت في العدوان التركي الأخير بريف الحسكة، وبترت ساق طفلتها جراء إصابتها بقصف مدفعي على حقل القطن.
وقالت وهيبي: أن السيدة ركزة وابنتها فرح هما من الضحايا الكثر للقصف الجوي التركي في شمال شرق سوريا. في تقرير نشرته مؤخراً، وثقت هيومن رايتس ووتش الأضرار في البنى التحتية التي سببها القصف الجوي التركي في جميع أنحاء المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، دفع بعض المدنيين – مثل ركزة وفرح – ثمن الغارات التركية بحياتهم أو أطرافهم.
وأوضحت، أنه “بين 5 و10 أكتوبر/تشرين الأول، قتلت غارات المسيّرات التركية على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا 11 مدنيا على الأقل، وأصابت آخرين كثر، وذلك بحسب “مركز معلومات روجافا”، وهو منظمة إعلامية تطوعية في شمال شرق سوريا”.
وأشارت في تقريرها، أن ركزة وفرح كانتا تعملان بأجر يومي خلال السنوات الأخيرة لإعالة الأسرة، ودعم زوج ركزة الذي لديه إعاقة ذهنية.
غادرت ركزة المستشفى منذ يومين، وتعيش حالياً عند أقاربها. ونظرا إلى إصابتيهما، لا تعرف هي وابنتها كيف ستتمكنان من تدبير قوتهما، ما يضعهم جميعا في وضع هش.
في 2022، وثقت هيومن رايتس ووتش أن الأطفال ذوي الإعاقات، الذين أصبحت فرح منهم، لا يمكنهم الحصول على الضروريات الأساسية، أو التعليم، أو الأجهزة المساعِدة، ومنها الأطراف الاصطناعية، أو الدعم النفسي-الاجتماعي.
يبدو أن الجيش التركي تقاعس أكثر من مرة، خلال عملياته العسكرية المتتالية في شمال شرق سوريا، عن اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية للحؤول دون مقتل مدنيين، بما في ذلك في ثلاث غارات وثّقتها هيومن رايتس ووتش في يناير/كانون الثاني 2018 قتلت 26 مدنيا، بينهم 17 طفلا. بموجب القانون الإنساني الدولي، على الجيش التركي وجميع أطراف النزاع اتخاذ جميع التدابير الوقائية خلال العمليات العسكرية للحؤول دون وقوع خسائر في الأرواح أو إصابات بين المدنيين وأضرار بالممتلكات، أو تقليصها.
المدنيون الذين تأذوا من العمليات العسكرية التركية، ومنهم ركزة وفرح، يستحقون نيل المحاسبة. يستحق الأطفال ذوو الإعاقات الحماية والدعم. على تركيا إجراء تحقيق شامل في الضربات التي قتلت وأصابت مدنيين، وتقديم الإنصاف المناسب، عند اللزوم، إلى الضحايا وأُسرهم. وعليها محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي نتيجة هذه الغارات.