كاجين أحمد ـ xeber24.net
في خطاب أشبه بحرب كلامية وتحدٍ كأنها معركة كسر عظم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “من هنا من أنقرة أرفع صوتي عالياً”، كي يسمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف أردوغان برئيس تيار إسلامي متطرف يكن العداء للاديان الأخرى.
وقال أردوغان خلال مشاركته اليوم الأربعاء لوضع حجر أساس لمقر وزارة الخارجية الجديدة في العاصمة أنقرة: بأنهم كمسلمين لن يتنازلوا قيد أنملة عن حقوقهم في القددس الشرقية.
وأضاف، أن تركيا باتت اليوم دولة تلعب دورا فاعلا بالمنطقة، مضيفا “كما يفعل لاعب الشطرنج الماهر، نخطط لكل خطوة بأدق تفاصيلها ثم ننفذها بهدوء”، مشيراً أنه “لن يثنينا أي استفزاز عن بلوغ أهدافنا. وبإذن الله لن نقع في الفخ ولن ننجر إلى الاستفزازات”.
ولفت أردوغان إلى أن لغة الدبلوماسية هي اللباقة وأن تركيا تركز بسياستها الخارجية على السلام، لكنه حذر من أن ذلك “لا يعني أننا سنصمت أمام تجاوزات الآخرين”.
وأضاف: “سنقف شامخين في وجه من يريدون تحويل منطقتنا إلى بحر من الدماء ومن يؤججون عدم الاستقرار”، لافتا إلى أنه لا يمكن لأحد منع تركيا من الوقوف بجانب المضطهدين في قطاع غزة الذين يخوضون صراع بقاء بمواجهة الوحشية الإسرائيلية.
وتابع الرئيس التركي مدعياً، “سنواصل تضامننا التام مع أشقائنا في سوريا واليمن ولبنان وقطر بمواجهة همجية إسرائيل وعدوانيتها”، وقال: “سواءً كان الجاني تنظيما أو دولة فالإرهاب والمجازر يُشكلان انغلاقا ذهنيا وهذه الأغلال الدموية التي تقيد منطقتنا ستتكسر في نهاية المطاف”.
وأشار، أن “من يعتقدون أن بإمكانهم بناء مستقبل آمن بالقمع وبإبادة الأطفال الأبرياء من خلال القمع والإبادة الجماعية والوحشية وعلى حساب أرواح الأطفال الأبرياء، سيخسرون بالتأكيد، مثل كثيرين غيرهم عبر التاريخ، ويغرقون في الدماء التي أراقوها”.
وقال: “باعتبارنا أبناء أمة حملت لواء الإسلام لقرون، كان لنا شرف خدمة القدس لمدة 400 عام”، مضيفاً أن ” نتنياهو لا يعرف هذه الأمور، لكنني سأرفع صوتي من هنا مرة أخرى اليوم، ربما يتعلم”.
وتابع: “بكل ما تحمله عبارة “لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله” من معاني الاحترام والحكمة والتسامح، جعلنا هذه المدينة المباركة، التي يُمدح بها، موطنا للسلام والطمأنينة لجميع أتباع الأديان على مدى قرون”.
وأضاف، “لقد احترمنا حقوق المسيحيين واليهود كما نحترم حقوق المسلمين. واليوم، كما قال الشاعر، نصف قلبنا مكة والنصف الآخر المدينة المنورة، وفوقهما القدس وكأنها ستارة رقيقة”.
وقال أردوغان، أنه “لا يمكننا السماح للغرباء بتدنيس القدس الشريف، وأعلم أن غيظ الساعين للتشبه بهتلر قد لا يزول أبدا”، مضيفاً “نحن المسلمين لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا في القدس الشرقية، وليغضبوا كما يشاؤون”.
هذا وكان نتنياهو خلال زيارته بصحبة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الاثنين الماضي لنفق تاريخي يهودي بالقرب من المسجد الأقصى، استذكر زيارة رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز له في عام 1998، وأنه عرض عليه تبادل قطعة أثرية يهودية تعود تاريخها إلى 2700 عام مع مئات من القطع الاثرية للعهد العثماني.
وأوضح نتنياهو أن رئيس الوزراء التركي رفض عرضه خوفاً من التيار الإسلامي الذي بدأ يتصاعد في ذلك الوقت والذي كان يتزعمه أروغان عندما كان يشغل منصب عمدة إسطنبول حينها.
وختم رئيس الوزراء الإسرائيلي حديثه متوجها إلى أردوغان، هذه مدينتنا وستبقى مدينتنا، ولن نقبل بتقسيمها أبداً، الأمر الذي اثار غضب المسؤولين الأتراك.