آفرين علو – xeber24.net
أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، في تصريحات حديثة أن المحادثات الجارية مع الحكومة السورية تشهد تقدماً ملموساً، رغم التحديات، مشدداً على أن الهدف النهائي هو بناء “سوريا جديدة” تقوم على الشراكة بين جميع المكونات، لا على الإقصاء أو الفرض القسري.
وأشار عبدي إلى أن لقاء ٩ تموز/يوليو ٢٠٢٣، الذي جرى بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا، شكّل نقطة تحوّل في مسار الحوار، لكنه لم يسفر عن نتائج حاسمة بسبب قصور في التحضيرات. وأضاف أن المفاوضات مستمرة، وتتناول قضايا عسكرية ومؤسساتية حساسة، مع وجود خطوات عملية متبادلة قيد التنفيذ.
وردّاً على اتهامات تقسيم البلاد، شدد عبدي على أن تلك “افتراءات لا أساس لها”، مؤكداً أن قوات “قسد” كانت من بين أكثر القوى دفاعاً عن وحدة الأراضي السورية، مضيفاً أن نموذج الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا يُجسّد التنوع السوري الحقيقي، ويقدّم نموذجاً قابلاً للتعميم.
وفي ما يخص رؤية الاندماج الوطني، أوضح عبدي أن المطلوب هو شراكة قائمة على الإرادة الطوعية، لا فرض بالقوة، مشيراً إلى رغبة سكان محافظات مثل الرقة ودير الزور في الاندماج مع الدولة السورية دون المساس بحقوقهم في الإدارة المحلية.
كما تناول عبدي قضايا المكونات القومية والدينية، معتبراً أن حلها يتطلب مقاربات خاصة لكل مكون، وليس فقط حلاً عاماً، داعياً إلى أن تُمنح المكونات حق التفاوض المباشر مع الحكومة السورية في المرحلة المقبلة.
أما في ملف النفط، فقد شدد القائد العام لـ”قسد” على أن الثروات الباطنية هي ملك لجميع السوريين، ودعا إلى وضع إطار تفاوضي رسمي وواضح يضمن توزيعاً عادلاً للعائدات بما يخدم التنمية الوطنية الشاملة.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه سوريا حراكاً سياسياً متزايداً، مع تحولات إقليمية ودولية، وسط ترقّب لمآلات الحوار بين دمشق والإدارة الذاتية، الذي قد يرسم ملامح مرحلة جديدة من الاستقرار والمشاركة السياسية في البلاد.