ولات خليل – xeber24.net- وكالات
اظهرت تقارير بروز اسم تركيا كمتحكم بالسلطة الانتقالية وكأنها أداةٌ تنفيذية لأجندات أنقرة في البلاد، لا كسلطة بديلة تريد ضمانَ حقوق السوريين وبناءَ بلدٍ يسوده العدل والمساواة.
صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية كشفت في تقرير لها أنّ تركيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في سوريا مستغلةً الفراغ السياسي القائم هناك مشيرةً إلى أنّ أنقرة تعمل على ترسيخ وجودها من خلال صفقات أمنية وتجارية أبرمتها مؤخراً مع الحكومة الانتقالية.
وكثّف النظامُ التركي من تحركاته الاقتصادية عقِبَ تولّي السلطة الانتقالية السلطة، حيث بدأ بالاستثمار في قطاعات متعددة، أبرزُها الطاقةُ، والصحةُ، والاتصالاتُ، والتعليمُ العالي، والتربيةُ، كما أبرم اتفاقياتٍ مع غرفِ التجارة في عددٍ من المدن السورية، بهدف تعزيزِ نفوذِه الاقتصادي وإغراقِ السوق المحلية بالمنتجاتِ التركية.
وسبق للسلطة الانتقالية السورية برئاسة أحمدِ الشرع أنْ عيّنتْ قادةَ الفصائلِ الإرها*بية التابعة لها في مناصبَ قياديةٍ داخلَ الجيش السوري الجديد، ممّا اُعتبِرَ وَفق محلّلين للشأن السوري، بمثابة قراراتٍ فُرِضت من تركيا، بهدف توسيع نفوذِها في الساحة السورية.
يبدو أنّ الدورَ التركيَّ في سوريا تجاوزَ حدودَ الدعم السياسي والعسكري التقليدي ليأخذ طابَعاً أكثرَ عمقاً وتأثيراً في بنية الدولة السورية الجديدة.
فمع تصاعدِ نفوذِ أنقرة في مختلف القطاعات الحيوية وتغلغلِه في مفاصلِ القرار السياسي والعسكري، باتتِ السلطة الانتقالية تواجه تحدّياً وجودياً قد يضعها عاجلاً أم آجلاً في موقع المساءلة.