ولات خليل – xeber24.net – وكالات
أكد مسؤول أمريكي أن الكرد هم مفتاح الاستقرار في سوريا وحذر من عودة الاستبداد والسلطوية عبر إقصاء سلطة دمشق الانتقالية مكونات الشعب السوري.
وفي مقابلة حديثة على قناة K24، أكد مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الدكتور وليد فارس، أن الكرد يشكلون اليوم القوة غير الحكومية الأقوى في سوريا، ليس فقط من حيث التسلح والتنظيم، بل من حيث الدور الذي لعبوه على مدى عقد كامل في مواجهة الإرهاب، وتحديداً تنظيم داعش.
وقال فارس: “الكرد لن ينزعوا سلاحهم دون ضمانات سياسية”، مؤكداً أن المطالبة بنزع السلاح دون تقديم رؤية سياسية عادلة هو أمر “غير واقعي”، نظراً للتضحيات الكبرى التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية في محاربة التنظيمات المتطرفة. ويضيف: “هذا ليس شيئاً أعتقد أن الولايات المتحدة ستسمح بالتخلي عنه”.
أشار فارس إلى أن مستقبل سوريا يعتمد بشكل مباشر على الاعتراف المتبادل بين مكوناتها. ففي دولة متعددة الأعراق والأديان والمناطق مثل سوريا، لا يمكن لأي سلطة أن تحتكر القرار دون أن تعترف عملياً، لا شكلياً، بوجود الشركاء الآخرين في الوطن.
وقال: “الاعتراف لا يجب أن يكون فقط على الورق في ترتيبات دستورية، بل يجب أن يصدر من نية حقيقية”، مشيراً إلى أن البديل عن هذا الاعتراف سيكون العودة إلى نموذج الأسد، حيث الحُكم قائم على الإقصاء والاستبداد.
وقدّم فارس نماذج من دول اعتمدت الفيدرالية التعددية بنجاح، مثل سويسرا، كندا، بلجيكا، وحتى إقليم كردستان العراق، معتبراً أنها ” ازدهرت بفضل تنوعها”.
ولفت فارس إلى “هجمات استهدفت العلويين، والدروز، والمسيحيين، والسنة العلمانيين”، ما يُنذر بأن غياب الاعتراف والتعدد السياسي قد يفتح الباب مجدداً أمام الفوضى.
ودعا فارس الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحاً وقوة ضد الأيديولوجيات المتطرفة، والعمل على دعم مشروع سياسي يضمن التعددية ويعكس الواقع السوري المركب.
في ختام تصريحاته، أكد فارس أن الفرصة لا تزال قائمة أمام بناء “سوريا جديدة”، قائمة على الاعتراف، والشراكة، والتوازن السياسي الحقيقي. لكن أي تسوية تتجاهل حقوق المكونات الأساسية وعلى رأسها الكُرد، ستؤدي حتماً إلى إعادة إنتاج الأزمة.
يأتي موقف فارس كدعوة للعقلانية والاعتراف المتبادل، في مواجهة مشاريع الإقصاء والتهميش، سواء جاءت من سلطات الأمر الواقع أو من الجماعات المتطرفة المنضوية تحت لواء وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة.