كاجين أحمد ـ xeber24.net
أفرجت السلطات التركية عن أوغون ساماست، المتهم الأول في تنفيذ اغتيال الصحفي الأرميني هرانت دينك، قبل إتمام مدته بسبب “حسن سلوكه”، الأمر الذي أثار غضب كبير لدى الأوساط السياسية والاجتماعية في البلاد، وعدوه أمراً غريباً ومثيراً للشكوك.
وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزجور أوزال: “إنه شيئ ليس مفهوما فهو مسجون منذ 16 عاما، كيف يمكن لشخص ارتكب مثل هذه الجريمة الوحشية أن يكون في مزاج جيد؟”، مضيفاً “إنها ليست مجرد جريمة قتل، لذا فهي لا ترتكب في حالة من اللاوعي، لقد تم تصميمها، وتخطيطها، وتكليفه بها من قبل شخص ما، إنه ظلم لا يصدق تم ارتكابه ضد الجالية الأرمنية في تركيا، لقد كان بالفعل موقفًا مريبًا جدًا أن يتم اغتيال زعيم الرأي هرانت دينك بسبب أفكاره”.
وأشار أوزال إلى، أن هذا يعني أن هناك من يحمي أوغون ساماست، بعد جريمة القتل، وإذا تم إطلاق سراح أوغون ساماست بسبب حسن سلوكه، فإن أي شخص يتحدث عن العدالة من الآن فصاعدًا هو حقًا عديم الضمير”.
بدورها عارضت زعيمة حزب الجيد، ميرال أكشنار، قرار الإفراج المشروط عن قاتل الصحفي الأرميني وقالت: “كان لا بد من الحفاظ على العقوبة. لقد جرحت الضمير حقا. ولذلك أود أن أعرب عن أنني لا أجد ذلك صحيحا. لذلك كان ينبغي معاقبته حتى النهاية”.
وتابعت أكشنار، “أنا لست محامية، ولكن حُكم عليه بالسجن لمدة 21 عاماً لأنه كان قاصراً، ثم حكم عليه بالسجن 24 سنة بسبب بعض المشاكل، فكيف يتم الإفراج عنه؟”، مؤكدةً أن مقتل شخصية مثل هرانت دينك في تركيا، والذي كان يحظى باحترام العديد من أصحاب الرأي ذوي وجهات النظر المختلفة في ذلك الوقت، أمر مثير للاشمئزاز.
أما الكاتب الصحفي التركي، مراد يتكين، الذي سخر من قرار الإفراج عن ساماست، لم يستبعد بأن يوم ويصبح فيه قاتل الصحفي عضوا في البرلمان أو والياً وقال: “لن نتفاجأ إذا قام غدًا بتقبيل أيدي شيوخ أتراك لأخذ البركة، ثم أصبح نائباً أو واليا في اليوم التالي؟”.
وأضاف يتكين: “ليس لدى معظمنا أي شك في أن ذلك سيكون ممكناً من الناحية السياسية طالما يسمح الدستور بذلك”.
مستذكرا الأمثلة الماضية، أشار الصحفي التركي إلى “أوكتاي إنجين، الذي زرع قنبلة في المنزل الذي ولد فيه مصطفى كمال أتاتورك في سالونيك، ثم أصبح واليا، وأوكاش كينجر، المتهم الأول في قضية مذبحة كهرمان مرعش، الذي أصبح عضوًا في البرلمان”، أضاف يتكين: “لهذا السبب أقول لولا عائق المادة 76 من الدستور لقتل ساماست قاتل هرانت دينك، ما الذي ينقص هذا النظام للارتقاء في السلم السياسي؟”.
وتم اغتيال الصحفي الأرميني هرانت دينك، رئيس تحرير صحيفة أجوس أحد أبرز المدافعين عن القضية الأرمنية، في هجوم مسلح أمام مبنى الصحيفة يوم 19 يناير/كانون الثاني 2007، على يد أوغون ساماست، الذي كان يبلغ من العمر حينها 17 عامًا في ذلك الوقت، حسث جرى اعتقاله في محطة حافلات سامسون في 20 يناير 2007، وصدر الحكم عليه في 24 يناير/كانون الثاني 2007، وحكم عليه بـ 24 عاماً.
وأطلقت السلطات التركية سراح سامسات، الأربعاء الماضي، بعد أن أمضى في السجن 16 عامًا و10 أشهر، متذرعة بانتهاء مدة عقوبته ضمن نطاق الإفراج المشروط بسبب “حسن سلوكه”.
والجدير بالذكر أن الدول الأوروبية وجهت انتقادات حادة للسلطة القضائية في تركيا سيما وأن سجونها تكتظ بالآلاف من النشطاء والسياسيين والصحفيين ورجال أعمال ومنذ سنوات طويلة، دون أية محاكمة أو تهم واضحة.