ولات خليل – xeber24.net
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” انتهاء عمليتها العسكرية التي حملت عنوان تعزيز الأمن بريف دير الزور، والأنتقال إلى العمليات الأمنية المحددة ضد بقايا خلايا تنظيم داعش الارهابي.
وقال المركز الاعلامي لـ “قسد” في بيان، اليوم الجمعة: “أطلقت قوّاتنا، قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة بقيادة مجلس دير الزور العسكري، في 27 أغسطس/ آب الماضي، عمليّة أمنية وعسكريّة تحت اسم “تعزيز الأمن”، استهدفت بدرجة أساسيّة خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ الذي نفَّذَ خلال العام الماضي أكثر من /60/ عمليّة ضُدَّ قوّاتنا العسكريّة وقوى الأمن الدّاخليّ وأهالي المنطقة، إضافة إلى ملاحقة تجّار المُخّدرات والعناصر الإجراميّة المطلوبة للعدالة أمام مؤسَّسات العدالة في دير الزور لارتكابها جرائم بحَقِّ الأهالي والمؤسَّسات العامَّة”.
وأوضح البيان، أنه “خلال اليومين الأوَّليَّين للعمليّة سارت كما هو مخطَّط لها، حيث ألقت القوّات العسكريّة القبض على عدد من عناصر خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ، وتجّار المُخدّرات، ومشطت أكثر من /90/ قرية في الرّيفين الغربيّ والشِّمالي لدير الزور”.
وأضاف، “لكن فيما بعد وجدت بعض الأطراف، وعلى رأسها بعض الأجهزة الأمنيّة التّابعة للنِّظام السُّوريّ، أنَّ نجاح هذه العمليّة سيقضي على مشاريعهم ومخطَّطاتهم ضمن المنطقة، لذا سارعوا في توجيه الأحداث في منحى آخر، وشرعوا بتوريط بعض الشخصيات الموالية لهم وإدخال العناصر المُسلَّحة إلى قرى دير الزور عن طريق التوغل من الضفَّةِ الغربيّة لنهر الفرات والاتحاد مع الخلايا المسلحة التابعة للنظام، تحت مسمى “جيش العشائر” الذي هو تنظيم أمني تابع للنظام مباشرة”.
وفيما يلي حقائق العمليّة:
– استهدفت العمليّة بشكل أساسيّ فلول خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ، ولكن عندما تورَّطت العناصر التّابعة للنظام السوري في افتعال الفوضى، تحوَّلت العمليّة إلى اشتباكات مع تلك العناصر التي تسلَّلت من غربيِّ نهر الفرات، وحاولت خلق فتنة ما بين الأهالي وقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، إلا أنَّها فشلت في إحداث شرخ بين قوّاتنا والأهالي.
– تتشكَّل منطقة دير الزور من /125/ قرية خاضعة لسيطرة المجلس العسكري لدير الزور التابع لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، إلا أنَّ المشاكل والتوتّرات اندلعت في /٥/ قرى فقط بعد توغل عناصر النِّظام وبعض العناصر الإجراميّة إليها.
– قوّاتنا لم تستخدم الحزم والعنف خلال سير العمليّة في أيّامها الأولى، وفضَّلت تغليب الحكمة والوعي والتحلّي بالصبر لمعالجة هذه التوتّرات وإنهاء الفوضى، إلا أنَّ تلك العناصر المُسلَّحة تمادت واعتدت على المؤسَّسات الخدميّة مثل البلديّات ومحطّات المياه، خاصَّةً مؤسَّسة المياه في بلدد “ذيبان” التي تعرَّضت للنَّهب والحرقِ والسرقة والتَّدمير، وحاولت جر لاشتباكات إلى المناطق المدنية، ممّا شكَّلَ خطراً على الأهالي، وناشدوا قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة للتدخُّل وإنهاء حالة الفوضى وتخريب المؤسَّسات.
– قوّاتنا لبَّت مناشدات الأهالي والوجهاء، وبدأت بتمشيط القرى الخمس، حيث قامت بتطهيرها بعد فرض الاستسلام على المُسلَّحين، فيما لاذ قسم منهم بالفرار ولجأ إلى الضفَّة الغربيّة لنهر الفرات في مناطق سيطرة النِّظام السُّوريّ.
– لم يحدث في تاريخ الأزمة السُّوريّة، أن تعرَّضت أيّ قوَّة مثلما تعرَّضت له قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة من هذا الكَمِّ الكبير من التَّحريض ومحاولة بَثِّ الفتنة في مناطق سيطرتها، إلا أنَّها – أي قوّاتنا – تعاملت معها بحكمة وعقلانيّة وأظهرت مستوى عالياً من الوعي والمسؤولية والانضباط إن كان من قبل مقاتليها أو قياداتها، في التَّعامل مع الحدث.
وذكر البيان، أن “بعض القوى وعلى رأسها النِّظامين السُّوريّ والتُّركيّ، حاولا خلق الفتنة، إلا أنَّ التَّواصل المستمرّ بين قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة وأهالي المنطقة واطّلاعها المستمرّ على مجريات العمليّة، أغلق الطريق أمام المتربِّصين بزعزعة أمن المنطقة، وأوصلت العمليّة إلى النجاح. وهنا نُشيدُ ببطولات مقاتلينا وقاداتنا وممثّلي المجتمع من شيوخ ووجهاء العشائر في تقديم المساعدة والمعلومات وتسهيل مَهمَّة قوّاتنا ضُدَّ هؤلاء المُسلَّحين”.
وأوضح، أنه “قتل خلال هذه العمليّة /2٩/ مُسلَّحاً، كما استشهد /25/ من مقاتلينا، إضافة لاستشهاد /9/ مدنيّين برصاص المُسلَّحين، الذين استخدموا الأسلحة الثَّقيلة في المواجهات مع قوّاتنا بما فيها الصَّواريخ المحمولة على الكتف، وهناك مشاهد مصوَّرة تؤكد على ذلك. كما تَمَّ اعتقال /4/ عناصر ممّا تُسمّى بقوّات “الدِّفاع الوطنيّ” التّابعة للنِّظام السُّوريّ، إضافة إلى عنصرين اثنين من خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ، إضافة إلى إلقاء القبض على /15/ مُسلّحاً آخرين، فضلاً عن ضبط قوّاتنا كميّات كبيرة من الأسلحة والذَّخائر، بينها مواد متفجّرة”.
كما أشار البيان إلى، أنه “فيما كانت العمليّة مستمرّة، عقدت قوّاتنا بالاشتراك اجتماعات مع شيوخ العشائر، بما فيها عشيرة “العكيدات” بفخذيها “البكيّر” و”الشعيطات”، حيث أكَّدَ الجميع على أهميّة عدم إفساح المجال أمام العناصر الخارجيّة بالتوغُّلِ في دير الزور ولتعكير صفوها وضرب أمنها واستقرارها”.
–وأضاف، “اليوم، وبعد تمشيط جميع المناطق وطرد المُسلّحين الدُّخلاء منها، نعلن نحن قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة عن انتهاء العمليّات العسكريّة الأساسيّة في دير الزور، والانتقال إلى مرحلة العمليّات الأمنيّة المحدَّدة لملاحقة خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ والعناصر الإجراميّة”.
لفت المركز الاعلامي لـ “قسد”، أنه “بالتَّزامن مع عمليّة “تعزيز الأمن”، قام الاحتلال التُّركيّ ومرتزقته بشَنِّ هجمات مستمرّة على مناطق منبج، عين عيسى، تل أبيض، تل تمر وزركان، إلا أنَّ قوّاتنا وبجميع تشكيلاتها العسكريّة تصدَّت لتلك الهجمات وأحبطتها، وأوقعت خسائر فادحة بصفوف المرتزقة”.
كما كشف البيان، بأن النظامين السوري والتركي حاولا “خلق فتنة في سوريّا عامَّة وإعطاء أبعاد خطيرة للأحداث، وخاصَّةً في منطقة دير الزور، إلا أنَّها ارتدَّت عليهم، وتبدَّدت آمالهم وأهدافهم أمام صمود قوّاتنا ووعي شعبنا والتفافه حول قوّاتنا، قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة. والأحداث التي وقعت في القرى الخمس؛ كشفت نوايا القوى الخارجيّة المتربِّصة بأمن واستقرار مناطقنا وأهلها، إلا أنَّ شعبنا، وبفضل وعيه وثقته بقوّاته التي تحميه وتدافع عنه، أحبط جميع المؤامرات والمخطَّطات”.
هذا وختمت قسد بيانها مؤكدةً على “إنَّنا وفي الوقت الذي نوجِّهُ فيه الشُّكرَ إلى شعبنا وقادة المجتمع في دير الزور لوقوفهم صفّاً واحداً مع قوّاتنا في محاربة الفتنة، فإنَّ قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة تتعهَّد برفع مستوى عملها وكفاحها ضُدَّ كُلّ العناصر التي تحاول ضرب الأمن والاستقرار، بما فيها خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ، وكذلك ضُدَّ كُلّ الأطراف التي رهنت إرادتها للقوى الخارجيّة وتحاول إثارة الفوضى والبلبلة والفتنة، وستتصرَّف بحزم ومسؤوليّة أكبر حيالها” .