جيلو جان _ xeber24.ner
يرى الإيزيديون أن الاحتفال بعيد الأربعاء الأول من نيسان هو للاحتفال بيوم بدء دورة الحياة، حيث تؤمن العقيدة الإيزيدية بأن الله هو من بثّ الحياة في الأرض يوم الأربعاء، أي أنه يوم بعث الخليقة.
“الأربعاء يوم فاضل، خلقه الملك فخر الدين من العشق والقلب، لم يعرف للراحة والغفلة معنى حينها، فالأربعاء يوم بلا حساب، وهذا الجواب جاء من الملائكة، تُفتح فيه أبواب الخير من الشروق إلى الغروب.”
Çarşem rojeka fadile Melik Fexredîn afrandibû ji eşiq û dile Nasnedikir rihetî û xefiletê
Çarşem rojeke bi hesabe Ji ba wan meleka hatî ev cewabe
Derîyêt xêra divekirîn ji rojhelat heta rojava
هكذا يُقال في الأقوال الدينية للإيزيديين عن يوم الأربعاء.
كما أن لكل ديانة معتقدات وشعائر خاصة بها، وتقاليد وعادات تميزها عن غيرها، فإنها جميعاً تدعو إلى عبادة الله ووحدانيته، وأنه خالق هذه الأرض.
أما الديانة الإيزيدية، فهي تؤمن بأن الله هو من بثّ الحياة في الأرض يوم الأربعاء، ويعدّ هذا اليوم يوم بعث الخليقة لدى معتنقي هذه الديانة.
يحتفل الإيزيديون بعيد الأربعاء الأول من نيسان (الأربعاء الأحمر)، وهو أول أربعاء في شهر نيسان حسب التقويم الشرقي (الكرمانجي)، أي الأربعاء الأول بعد 13 نيسان في التقويم الميلادي.
ويؤمن الإيزيديون بأن الكون كان في البداية عبارة عن ظلام وضباب، وأن الأرض كانت مغطّاة بطبقة من الجليد. أرسل الله “طاووس ملك” في يوم الأربعاء إلى الأرض لكي يعمّرها ويُوجِدُ الحياة فيها بأمر من الله، على هيئة طائر الطاووس. نزل طاووس ملك لأول مرة في لالش (مزار الإيزيديين)، الواقع في منطقة شيخان جنوب كردستان.
وبسبب وجود طبقة الجليد، حطّ على شجرة هرر (شجرة العزّة الربّانية)، وبقدرة الخالق ذابت طبقة الجليد بفعل حرارة الشمس، وظهر وجه الأرض على حقيقته، وازدانت بحلّة من الزهور والورود بألوانها المتنوعة من الأحمر والأصفر والأخضر. لهذا، يُعدّ هذا اليوم بداية للربيع، ويطلق عليه رأس السنة الإيزيدية.
ومع قدوم العيد، الذي يصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان حسب التوقيت الشرقي، يتجهّز الإيزيديون لإحياء هذا اليوم بطقوس خاصة، تتمثل في تلوين البيض والخروج إلى الطبيعة.
ويتم تلوين البيض بعدد يناسب كل أسرة. البيضة ترمز إلى كروية الأرض، وسلق البيض يشير إلى تجمّد الأرض، بينما ترمز قشرة البيضة بعد سلقها إلى ذوبان طبقة الجليد عن وجه الأرض. أما تلوين البيضة فهو إشارة إلى ألوان الورود والأزهار التي تفتحت مع قدوم “طاووس ملك”، أي بداية الربيع وبداية الحياة.
وتوجد تعاليم قديمة مرتبطة بهذا العيد، منها الامتناع عن نبش التربة والحراثة في هذا الشهر، لأن المزروعات والزهور والورود ومعظم النباتات تتفتح في هذا الشهر. كما يتم تأجيل عقد الزواج إلى حين انقضاء هذا الشهر، حيث يعتقد الإيزيديون أن القيام بعقد الزواج في نيسان سيجلب الويلات لأصحاب البيت. كما أن شهر نيسان يُطلق عليه “عروس السنة” nîsan bûka sale; di ser xwere bûk nine).)
إحياء الأربعاء سبيل لحماية الوجود
تعرّض المجتمع الإيزيدي عبر تاريخه الطويل للعديد من “الفرمانات” (المجازر)، مما تسبب في وقوع العديد من الضحايا وفقدان جزء كبير من الثقافة التي انتقلت عبر الأجيال، بعد تدمير المزارات الدينية وحرق الكتب الدينية. ومنذ ذلك الحين، اعتمد الإيزيديون على نقل تراثهم وثقافتهم وتعاليمهم شفهياً عبر الأجيال.
لذلك، يرى الإيزيديون في الاحتفال بالأعياد وإحيائها سبيلاً للحفاظ على وجودهم وهويتهم.
مع بداية ثورة 19 تموز في روج آفا، تبنّى الإيزيديون مكانتهم في صفوف الثورة، واعتبرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا الديانة الإيزيدية ديانة قائمة بذاتها. وقد نصّت المادة 41 من الباب الثاني (الحقوق والحريات الأساسية) على أن “الديانة الإيزيدية هي ديانة قائمة بذاتها، ولمعتنقيها الحق في الحفاظ على خصوصيتهم الدينية والاجتماعية والثقافية، وحمايتها من كل أنواع الصهر والإبادة عبر مؤسساتهم ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية المعنية”.
كما أقرّت الإدارة الذاتية يوم عيد الأربعاء عطلة رسمية، بعد أن كان الإيزيديون مهمشين في فترة الأنظمة المتعاقبة في سوريا.
وفي عام 2018، مع هجمات جيش الاحتلال التركي على عفرين، استُهدفت القرى الإيزيدية بشكل مباشر، ما أسفر عن استشهاد عدد من الأهالي ووقوع العديد من الجرحى. وأدى الخوف من ارتكاب المجازر بحق الإيزيديين إلى هجرة إيزيديي عفرين من قراهم، ليقوم مرتزقة جيش الاحتلال بتدمير المزارات الدينية، أبرزها “بارسه خاتون” في قرية قسطل جندو.
كما تعرض الإيزيديون في سري كانيه المحتلة لجرائم من قبل مرتزقة الاحتلال، حيث نهبوا أكثر من 8 قرى إيزيدية، وأجبروا سكانها على النزوح. وكانت سري كانيه تضم فرعاً للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة.
ورغم كل هذه الجرائم، تظل مجزرة شنكال التي ارتُكبت في 2014 واحدة من أكثر المجازر الوحشية في القرن الواحد والعشرين، حيث تعرض الإيزيديون للتنكيل والقتل والاختطاف على يد ارهابيي داعش، وتم تدمير العديد من المزارات الدينية في جبل شنكال.
وفي لالش (أقدس المزارات الدينية الإيزيدية)، يلتقي الآلاف من الإيزيديين، حيث تجري طقوس خاصة بمناسبة الأربعاء، عبر إشعال 365 قنديلًا CIRA) ) بعدد أيام السنة.