كاجين أحمد ـ xeber24.net
أعلنت السلطات الأذربيجانية، إطلاق عمل عسكري تحت ذريعة “مكافحة الارهاب” ضد إقليم قره باغ، وذلك بدعم من تركيا، بهدف التطهير العرقي واستكمال سيطرتها الكاملة على هذا الجيب الجبلي الذي احتلته قبل ثلاث سنوات.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان: “من أجل ضمان احترام ما نص عليه الاتفاق الثلاثي (موسكو – باكو – يريفان)، والتصدي للاستفزازات الواسعة النطاق في المنطقة الاقتصادية في قرة باغ، ونزع سلاح القوات الأرمنية وفرض انسحابها من أراضينا، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية، وضمان سلامة المدنيين.. كذلك العسكريين، فضلا عن استعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان، تم إطلاق عملية محدودة لمكافحة الإرهاب في المنطقة”.
هذا العمل العسكري الذي أقدمت عليه باكو لاق تنديد دولي، في حين أنه حظي بموافقة ودعم تركي، حيث ذكرت خارجية أنقرة أن هذا العمل العسكري نتيجة لمخاوف “مبررة”، اضطرت باكو لاتخاذ الإجراءات التي تراها.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: “نتيجة المخاوف المشروعة والمبررة التي أعربت عنها مرارا.. اضطرت أذربيجان لاتخاذ الإجراءات”، مشددة على ضرورة “استئناف مسار المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا”.
تركيا تؤيد عمليتنا العسكرية في قره باغ
قالت وزارة الدفاع الأذربيجان أن وزير دفاع تركيا، يشار غولمر، أبلغ نظيره الأذري، ذاكر حسنوف بدعم أنقرة لباكو في عمليتها العسكرية في قره باغ.
وجاء في بيان الوزارة: “جرت محادثات هاتفية بين وزيري دفاع أذربيجان وتركيا حيث أطلع وزير الدفاع نظيره التركي على إجراءات العملية العسكرية في منطقة قره باغ بأذربيجان”، مضيفاً “أكد الوزير التركي أن تركيا اليوم كما هو الحال دائما، تدعم أذربيجان”.
وكانت تركيا قدمت الدعم العسكري واللوجستي لأذربيجان خلال حربها ضد إقليم قره باغ عام 2020، كما أنها نقلت الآلاف من المسلحين السوريين الموالين لها والمنضويين تحت لواء الائتلاف السوري إلى هناك للقتال كمرتزقة مأجورين.
تطهير عرقي
نددت أرمينيا بلعمل العسكري الأذربيجاني وتجديد هجومها على إقليم قره باغ، معتبراً ذلك خرقا للاتفاق الثلاثي للسلام، ومتهمة الجانب الآذري بخلق ذرائع وححج لاستكمال خطة غزوها لهذا الجيب الجبلي بعد تطهيرها عرقياً من العنصر الأرمني.
وقالت وزارة الخارجية الأرمينية، أن هذا العمل العسكري البري هو عدوان جديد، في حين اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أذربيجان ببدء عملية برية تهدف إلى “التطهير العرقي”.
بدورها،أعربت الخارجية الروسية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الحاد للوضع في إقليم قره باغ الجبلي بين أرمينيا وأذربيجان، مؤكدة عن تواصل الاتصالات مع الجانب الأذربيجاني وغيره، وبناء على نتائجها ستصدر بيانا بهذا الصدد.
كما شددت على أن قيادة قوات حفظ السلام الروسية على اتصال دائم مع ممثلي الأرمن في قره باغ، والسلطات الأذربيجانية لوقف إطلاق النار والعودة إلى الاتفاقيات الثلاثية المبرمة.
دعوات للهدنة
دعا سكان إقليم قره باغ يوم أمس، باكو إلى وقف إطلاق النار وبدء المحادثات. لكن كان من الواضح من الإنذار الأذربيجاني أن هدفها هو استكمال غزوها للجيب الجبلي.
ويعيش ما يقدر بنحو 120 ألف أرمني في الجيب الجبلي. وقالت روسيا إن جنودها يقومون بإجلاء المدنيين من كاراباخ ونقلوا ما يقرب من 500 شخص من المناطق الأكثر عرضة للخطر.
على مدى الأشهر التسعة الماضية، فرضت أذربيجان حصارا فعالا على الطريق الوحيد المؤدي إلى الجيب من أرمينيا، والمعروف باسم ممر لاتشين.
وقالت أذربيجان إنها شنت عمليتها ردا على مقتل ستة أشخاص، بينهم أربعة من رجال الشرطة، في انفجار لغمين أرضيين صباح الثلاثاء.
ودوت بعد ذلك صفارات إنذار الغارات الجوية وسُمعت أصوات المدفعية وإطلاق النار في المدينة الرئيسية في المدينة الرئيسية في الإقليم. ولحقت أضرار بالمباني السكنية، في حين قال مسؤولون في قره باغ إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات، بينهم نساء وأطفال.
هذا وأكد مسؤولون في المنطقة إن الجيش الأذربيجاني “انتهك وقف إطلاق النار على طول خط التماس بأكمله بضربات صاروخية ومدفعية”. وتحدث ممثلون آخرون في قره باغ عن “هجوم عسكري واسع النطاق”.