أمام وقائع نهب وسلب موسم الزيتون في عفرين، الذي يشكل المصدر الرئيسي لمعيشة الأهالي، يفتضح كل تصريحات مسؤولي الائتلاف السوري- الإخواني وحكومته المؤقتة عن تحسن الأوضاع وحماية الممتلكات، وكذلك مزاعم الرئيس أردوغان وطاقم حكمه عن “منطقة آمنة”، وينكشف حجم الفساد الكبير المستشري في صفوف ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري”.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= موسم الزيتون:
لأجل سلب وتحصيل أكبر نسبةٍ من الموسم، هناك اتفاق مسبق بين معظم متزعمي ميليشيات “الجيش الوطني السوري” على حصر عصر انتاج حقول الزيتون الواقعة تحت سيطرة كلّ فصيل في معاصر ضمن قطاعه، وفي العديد من القرى يتم إجبار العصر في معاصر خاصة بهم، كما أكّدت مصادر محلية على أنه:
– في بلدة شيه/شيخ الحديد ومعظم القرى التابعة لها وقرى “آشكان غربي، مروانية تحتاني وفوقاني، هيكجه”- جنديرس، ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” تفرض إتاوة 5% على كامل انتاج الزيت في كل معصرة من ممتلكات الغائبين والمتواجدين، حيث يقوم مندوبيها باقتطاع نسبتها بشكل مباشر مع تشليح ما يتبقى من كميات زيت صغيرة؛ كما أبلغت الأهالي بفرض إتاوات نقدية بالدولار على كلّ شجرة زيتون في وقتٍ لاحق.
– في بلدة مابتا/معبطلي، ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- محمد الجاسم/أبو عمشة” تفرض إتاوة 5% على انتاج الزيت من كامل موسم المواطنين الغائبين والمتواجدين، حيث يتواجد مندوبها داخل المعصرة ويقتطع نسبتها على الفور من أمام آلة التصفية مع تشليح ما يتبقى من كميات زيت صغيرة؛ كما أبلغت الأهالي بفرض إتاوة /3.5/ دولار على كل شجرة زيتون عائدة للغائبين.
– في ناحية شيه/شيخ الحديد، قام /15/ شخصاً من مستقدمي “عشيرة جملان” بقطاف وسرقة ثمار حوالي /50/ شجرة زيتون عائدة لـ”عماد رشيد حمو” بقرية “جقلا تحتاني”، و /20/ شجرة لـ”علي بطال مصطفى” و /15/ شجرة لـ”محمد محمد مصطفى” و /25/ شجرة لـ”خليل رشيد مصطفى” من أهالي قرية “جقلا وسطاني”.
– في قرية أرندة، ميليشيات “العمشات” فرضت إتاوة نسبة 5% على كامل انتاج الزيت، و(/١/دولار على كل شجرة في أراضي سهلية، /١/دولار على كل أربعة أشجار في أراضي جبلية) من ممتلكات المتواجدين، و( /٢٠/دولار على كل شجرة في أراضي سهلية، /3.5/ دولار على كل شجرة في أراضي جبلية) من ممتلكات الغائبين.
– في قرية “سينكا”- شرّا/شرّان، ميليشيات “الجبهة الشامية” تفرض إتاوة نسبة 35% على انتاج حقول الزيتون العائدة للغائبين، و 12% على انتاج الحقول العائدة للمتواجدين من أهالي القرية.
– في بلدة ميدانكي، التي تشترك في السيطرة عليها ميليشيات “لواء المعتصم/فرقة السلطان مراد، رجال الحرب، فيلق الشام، جيش النخبة، فرقة الحمزات”، ورغم ضعف موسم الزيتون، هناك مجموعة كبيرة من المسلّحين ومقرّبين منهم، تقوم بقطاف ثمار الزيتون وسرقتها ليلاً، في حين تدعي تلك الميليشيات حراسة الحقول وتفرض إتاوات باهظة.
– في قرية “كيلا”- بلبل، أقدمت ميليشيات “فيلق المجد” التي يتزعمها المدعو “أشرف عموري- أبو أزهر”، على سرقة كامل محصول /200/ شجرة زيتون عائدة للشقيقين “خليل و شيخو بلو” المهجرين قسراً، رغم توكيلهما لشقيقهما المتواجد في القرية، وتقوم بتحصيل /100-200/ ليرة تركية من صاحب كلّ حقل زيتون في القرية بحجة حراسته؛ كما فرضت ميليشيات “لواء المعتصم/فرقة السلطان مراد” إتاوة /25/ تنكة/صفيحة زيت زيتون (16كغ صافي) على انتاج حقلين للشقيقين بلو يقعان قرب قرية “كورزيليه” المجاورة.
– في بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، ميليشيات “لواء سمرقند” ألغت كافة الوكالات، وتفرض إتاوة /3-3.5/ دولار على كل شجرة زيتون حاملة في أراضي جبلية و /20/ دولار على كل شجرة حاملة في أراضي سهلية، بالإضافة إلى استيلائها على أكثر من /20/ ألف شجرة من ممتلكات البلدة منذ أكثر من خمسة أعوام.
– في بلدة بلبل، قامت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” بقطاف وسرقة ثمار حوالي /150/ شجرة زيتون عائدة للمواطن المهجر قسراً “مصطفى عرب”، وثمار حوالي /100/ شجرة عائدة لشقيقيه المتواجدين في القرية.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ عودته من وجهة النزوح – حلب إلى قريته قبل ثلاثة أشهر، وللمرة الثالثة، المواطن “فارس محمد رشيد /32/ عاماً” من أهالي قرية “شيخوتكا”- مابتا/معبطلي، من قبل ميليشيات “الشرطة المدنية في معبطلي”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، واقتيد إلى مركز عفرين ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
– منذ حوالي الشهر ولأكثر من مرّة، الفتاة “سلطانة سمير عبدو /25/ عاماً” من أهالي قرية “بافلون”- شرّا/شرّان، بُعيد عودتها من وجهة النزوح مدينة حلب إلى منطقتها، بحجة علاقة والدها- المتوفي منذ حوالي ستة أشهر- مع الإدارة الذاتية السابقة، إلى أن تمّ نقلها إلى مركز عفرين، ولا تزال قيد الاعتقال التعسفي.
– بتاريخ 10/10/2023م، المواطن “محمد عبدو حج رشيد /52/ عاماً” من أهالي قرية “علمدارا”- راجو، من قبل الأمن التركي في منطقة “أدرنه”، وذلك بعد لجوئه إليها بقصد العبور إلى أوربا، وتمّ ترحيله قسراً إلى عفرين بعد احتجاز تعسفي لأكثر من /20/ يوماً.
– بتاريخ 31/10/2023م، المواطن “خليل حسن /38/ عاماً” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، في مدينة استنبول، بتهمة العلاقة مع أحزاب كردية، من قبل الأمن التركي، وكان قد اعتقل منذ حوالي الشهر المواطن “نور محمد مصطو /25/ عاماً” من ذات البلدة، بذات التهمة، ولا يزالا قيد الاعتقال التعسفي.
– بتاريخ 1/11/2023م، المواطن “محمد درويش رشو /47/ عاماً” من أهالي قرية “حسنديرا”- بلبل، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية، بتهم ملفقة، بعد مداهمة منزله في القرية والاعتداء عليه بالضرب المبرح أمام ذويه، حيث اقتيد إلى مركز قرية قطمة ومن ثم إلى مركز عفرين، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 15/10/2023م، أقدم مسلّح من ميليشيات “فرقة الحمزات” على قتل شخص من مستقدمي “قبيلة بني خالد” بالرصاص الحي، بعد محاولة المجني عليه قطاف وسرقة ثمار حقل زيتون في ناحية بلبل مستولى عليه من قبل “الحمزات”.
– بتاريخ 30/10/2023م، وسط بلدة راجو قرب سوق الهال، أقدم ثلاثة أشخاص مسلحين يستقلون سيارة جيب سانتفيه على قتل شخص آخر – جميعهم من المستقدمين- بالرصاص الحي والدهس بالسيارة، بدافع الثأر وفق مصادر إعلامية محلية، ولاذوا بالفرار.
– صباح 30/10/2023م، نتيجة خلاف بين “عدنان خوليد/أبو وليد العزة وابن عمه حجاب العزة” متزعمين لميليشيات “فرقة السلطان مراد” حول واردات حقول الزيتون المستولى عليها في ناحية بلبل وحصصهما من زيت الزيتون وأموال منهوبة، تمّ إطلاق النار على أكوام تنكات الزيت داخل معصرة زيتون في قرية “قسطل مقداد”- بلبل خاصة بـ”أبو وليد”، فتفرّغ الزيت من حوالي /400/ تنكة/صفيحة (وزن الواحدة 16 كغ صافي)، وأصيب شخصان من المستقدمين بجروح؛ وفي اليوم التالي قامت مجموعة مسلحة تابعة لـ”أبو وليد” بمداهمة منازل عناصر موالين لـ”حجاب” في قرية “قورنه”- بلبل والعبث بأثاثها وسرقة ما هو ذو ثمن.
علماً أن تلك المعصرة كانت عائدة للمواطن المهجر قسراً “داوود حنان عشو وشركاؤه” والتي تهدمت نتيجة قصف الجيش التركي للقرية.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 27/10/2023م، اعتدى مسلحان من جماعة المدعو “أبو ناصر”/ميليشيات “جيش النخبة” المسيطرة على قرية “شيخوتكا”- مابتا/معبطلي على المواطنين “محمود محمد سيدو /30/ عاماً ووالده المسن يوسف /67/ عاماً” بالضرب المبرح، لأنهما امتنعا عن البيع بالدين من محل بقالية لهما في القرية، بسبب تراكم الديون على عناصرها.
إن تغاضي المجتمع الدولي عن سياسات وممارسات حكومة أنقرة العدائية حيال الكُـرد في سوريا، والتي تتجلى في عفرين على نحوٍ مفضوح، لأمرٌ مستهجن.
المصدر: حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)