كاجين أحمد ـ xeber24.net
مع دخول الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية في يومها السابع، تتوجه كل المؤشرات إلى دخول الولايات المتحدة إلى الحرب وتوجيه ضربة إلى طهران، في ظل عزم تل أبيب بإسقاط النظام الإيراني وتدمير ترسانته النووية والصاروخية.
وفي ظل هذه التوقعات ومع تصاعد الحرب، تشير المعلومات إلى تحركات مكثفة من قبل تركيا وأذربيجان، لدعم الأذريين داخل إيران استعداداً لسيناريو مشابه لما حدث في سوريا، رغم تظاهر أردوغان ودعواته إلى الهدوء.
لقاءات مكثفة
منذ بدء الهجمة الإسرائيلية الجمعة الماضي، بدء الرئيس التركي بالتحرك وإجراء اتصالات مكثفة كعادته، بينها التواصل المستمر مع الرئيس الاذربيجاني ولقاءات مسؤولي البلدين على المستوى الأمني والعسكري.
وآخر هذه اللقاءات اليوم الخميس حيث زار إلهام علييف الرئيس الاذربيجاني تركيا والتقى مع أردوغان، بعد ساعات قليلة من استقبال وزير الفاع التركي يشار غولر رئيس استخبارات أذربيجان أورهان سلطانوف.
ويرى الكثير من المراقبين أن هذه الاتصالات المكثفة بين مسؤولي الدولتين هي لنسج مخطط جديد تهدف إلى توجيه الضربة الثالثة لإيران من خلال ورقة الأذريين بعد خسارة طهران في القوقاز خلال الحرب الأذربيجانية ـ الأرمينية، وسقوط نظام الأسد وانتهاء الهيمنة الإيرانية في سوريا.
الدعم التركي للأذريين
يبدو أن تركيا تدرك تماما أن إيران وصلت إلى خط اللاعودة، وأن دخول الولايات المتحدة إلى الحرب أمر لا بد منه، لذلك يكون إسقاط النظام الإيراني في طهران مسألة وقت، وهذا ما يفسر الاجراءات العسكرية التي تتخذها أنقرة على حدودها مع إيران.
كانت طهران دائما ما تخشى من الانعكاسات المحلّية للتحوّلات في الجغرافيا السياسية الإقليمية، واستغلال أنقرة المشاعر القومية التركيّة وتأجيج المشاعر الانفصالية بين الأقلّية الآذريّة من أصول تركيّة داخل إيران التي تصل أعدادها إلى نحو 15 مليون نسمة.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد هدد طهران علناً بدعم جماعات انفصالية داخل إيران وكان يقص بذلك الأذريين الذين يتلقون دعم لوجستي من أنقرة.
تقدّم أنقرة تدريباً ودعماً متزايداً للناشطين والصحافيين الآذريين الأتراك في أذربيجان الغربية من خلال القنصلية التركية في مدينة أرومية. وأطلقت قناة التلفزيون الحكومية التركية (TRT) خدمة بثّ باللغة الفارسية في كانون الأوّل 2024، الأمر الذي ردّت عليه هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB) بإعلان بثّ قناة “Press TV” باللغة التركيّة في 21 كانون الثاني 2025.
وفي نطاق هذه الحرب الاستخباراتية، أعلن جهاز الاستخبارات التركي “ميت” قبل شهرين، القبض على خليّة إيرانية تعمل لمصلحة الحرس الثوري واتّهمها بالتجسّس وجمع معلومات عن قواعد عسكرية ومناطق حسّاسة داخل تركيا وخارجها، ونقلها إلى مشغّليها في استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
إلى ذلك تتّهم طهران أنقرة بدعم الانفصاليين من الذريين داخل بلادها كما أنها تتهما بسعيها للتضييق على النفوذ الإيراني الإقليمي ومصالحها التجارية والاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بخطوط النقل وامدادات الطاقة وحرمانها من الوصول إلى البحر المتوسط عبر احياء خط الغاز القطري.
هذا ومع بدء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، يقول مراقبون أن تركيا بدأت بالفعل على تنفيذ مخططاتها داخل ايران واستغلال الورقة الأذرية، وربما تعمل على نقل المرتزقة السوريين الذين لا يزالوا يعملون تحت إمرة جهاز استخباراتها في الشمال السوري، إلى شمال غرب إيران.