خالد حسو
الأغاني والأهازيج الكوردية، والرقص الجماعي الذي يتجلى في تماسك الأيدي خلال الدبكات الكوردية، ليست مجرد طقوس فنية أو تعبيرات عن الفرح، بل هي شهادة حية على حيوية هذا الشعب وإرادته الصلبة. إنها دليلٌ واضحٌ على حبه العميق للحياة، وسعيه المستمر للعيش بكرامة وسعادة، رغم كل مظاهر وأشكال الظلم والطغيان والاستبداد التي حاولت أن تطفئ شعلة وجوده …
منذ الأزل، كانت هذه الفنون جزءًا من نسيج الحضارة الكوردية، تعكس إصرار هذا الشعب على الاستمرارية والإبداع، حتى في أحلك الظروف. فرغم كل المحاولات التي سعت إلى محوه، سواء بالإبادة الجسدية أو الثقافية، ظل الكورد يحملون تراثهم في أصواتهم، وخطواتهم في الدبكات، ونبض أرواحهم في كلمات أهازيجهم. هذه الألحان ليست مجرد أغنيات، بل هي تاريخ مكتوب بنغمات الأمل والصمود …
إنها رسالةٌ موجهة للعالم بأسره:
نحن شعبٌ عاشقٌ للحياة، متمسكٌ بكرامته، وما زلنا نقاوم، نغني، ونرقص، لنؤكد أن الظلم قد يثقل كاهل الأجساد، لكنه لن يطفئ وهج الأرواح .




