آفرين علو ـ xeber24.net
حذّر سنحريب برصوم، عضو لجنة مفاوضات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من خطر تصاعد خطاب الكراهية والتحريض الطائفي** بين المكونات السورية، واصفاً إياه بأنه “عائق رئيس أمام أي مسار سلمي حقيقي” لإعادة بناء البلاد، في وقت دعت فيه الإدارة الذاتية إلى تعزيز الحوار الوطني وترسيخ نموذج العيش المشترك.
جاء ذلك في تصريحات، هنّأ فيها برصوم الشعب السوري بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط النظام البعثي، معتبراً أن البلاد تدخل مرحلة مفصلية تتطلب تضافر الجهود لبناء سوريا ديمقراطية تضمن الحقوق لجميع مكوناتها.
وأشار برصوم إلى أن اتفاقية العاشر من آذار الموقعة بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ورئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع، شكّلت “محطة مهمة” خلال العام الحالي، رغم ما واجهته من “عراقيل وتحديات كبيرة”. وأكد أن بنود الاتفاق تعود بالنفع على جميع السوريين، دون إغفال الصعوبات التي أعاقت تنفيذها بالكامل.
ولفت الناطق إلى أن الجهات التي تتبنى الخطاب الطائفي تهدف إلى “استمرار الحرب والنزاعات وتحقيق مصالح ضيقة” على حساب معاناة الشعب. ودعا إلى اعتماد خطاب معتدل ومتوازن يقوم على قبول الرأي الآخر وترسيخ العيش المشترك.
كما حمّل برصوم السلطة الانتقالية مسؤولية كبرى” في مواجهة هذه الخطابات، باعتبارها الجهة المخولة بإصدار القوانين وتجريم المحرّضين. وانتقد غياب الإجراءات الجدية حتى الآن، بل وصدور بعض خطابات الكراهية عن “شخصيات تمثل الحكومة نفسها”.
وشدّد عضو اللجنة التفاوضية في ختام حديثه على أهمية الحوار بين السوريين للوصول إلى تفاهمات وطنية شاملة، مشيراً إلى أن التجربة التي تحققت في شمال وشرق سوريا “كرّست نموذجاً ديمقراطياً للعيش المشترك والسلم الأهلي” بين المكونات.وأعرب عن أمله بأن “يُعمّم هذا النموذج على عموم سوريا”، للوصول إلى دولة تعترف بالتعددية القومية والدينية، وتعتمد الديمقراطية التعددية اللامركزية كنموذج للحكم، بما يعزز قوة سوريا ومكانتها إقليمياً ودولياً.
يُذكر أن مراقبين يرون أن سوريا تمر بمرحلة حاسمة تتطلب تكثيف الجهود السياسية والمجتمعية لمواجهة خطاب الكراهية، الذي يشكل خطراً حقيقياً على السلم المجتمعي، وتعزيز مسارات الحوار الوطني لدعم الاستقرار وبناء سوريا جديدة تقوم على التعددية والديمقراطية.




