كاجين أحمد ـ xeber24.net
أجرى رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البرزاني المتواجد في تركيا حالياً عدة اجتماعات في أنقرة بينها لقاؤه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرجل الاستخباراتي الأول هاكان فيدان المسؤول عن الملف الكردي في سوريا والعراق والذي يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة أردوغان الحالية.
هذه اللقاءات التي أجراها مسرور البرزاني والذي اصطحب معه ساشوار عبد الواحد رئيس حركة التغيير في العاصمة أنقرة، أثارت مخاوف جدية لدى الأحزاب السياسية الكردية الأخرى في إقليم كردستان والتي تجتمع مع حزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل حكومة جديدة في البلاد بدون أي تاثير أو توجه خارجي.
وبخصوص اللقاءات هذه، قالت الرئاسة التركية في بيان اليوم الثلاثاء، أن أردوغان والبرزاني تناولا العلاقات الثنائية وعددا من الملفات الاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف البيان، أن أردوغان أكد خلال المباحثات أن هناك حاجة إلى تنفيذ مشاريع من شأنها زيادة استقرار وازدهار المنطقة، وخاصة مشروع “طريق التنمية”، مشيراً إلى أنه في ضوء التطورات في سوريا، تولي تركيا أهمية كبيرة للحفاظ على استقرار وأمن العراق.
وأردوغان قال خلال اللقاء مع البرزاني، أن أنقرة تسعى جاهدة للحيلولة دون تؤدّي التطورات في سوريا إلى حالة عدم استقرار جديدة في المنطقة، مضيفاً أنه لا مكان لوحدات حماية الشعب الكردية “YPG” في مستقبل سوريا الجديدة.
بينما قالت حكومة إقليم كردستان في بيانها، إن الطرفين ناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان وتركيا، بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحة العراقية والتطورات في المنطقة، خاصة الوضع في سوريا.
وتابع البيان الكردي، أكد الجانبان على ضرورة حل القضايا الخلافية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية استنادًا إلى الدستور، والعمل على إزالة العقبات التي تعترض تصدير نفط الإقليم، كما اتفق الطرفان أيضًا على أهمية استتباب الأمن والسلام في سوريا، وحماية حقوق جميع مكوناتها.
ولفت بيان حكومة إقليم كردستان إلى، أن البرزاني في اطار زيارته الرسمية الى تركيا، اجتمع مع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان وناقش معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان وتركيا، إلى جانب بحث آخر مستجدات الأوضاع العامة في العراق والمنطقة.
مع استمرار المحادثات بين الأحزاب السياسية في إقليم كردستان بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، برزت تساؤلات واسعة حول دور تركيا في تلك المفاوضات، خاصة بعد اللقاءات الأخيرة بين مسؤولين من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة أنقرة.
في سياق هذه الاجتماعات، وجه سعيد كاكائي، الناشط السياسي الكردي المعروف، انتقادات حادة في منشور عبر حسابه على “فيسبوك”، حيث أعرب عن قلقه بشأن تأثير تدخلات تركيا في تشكيل الحكومة القادمة لإقليم كردستان.
وأشار كاكائي إلى أن الاجتماعات بين مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، وشاسوار عبد الواحد، رئيس حركة التغيير، مع المسؤولين الأتراك في أنقرة قد تفتح المجال أمام تصعيد النفوذ التركي في الإقليم.
وأوضح كاكائي أن تركيا كان لها دور محوري في دفع الأطراف الكردية نحو التوصل إلى اتفاقات معينة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في الإقليم. وقال إن هذه اللقاءات قد تؤدي إلى تشكيل حكومة قد لا تعكس التطلعات السياسية للكرد في مختلف الأحزاب، خاصة الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير.
هذا وأضاف كاكائي في منشوره أن “اللقاءات الجارية بين مسؤولي الأحزاب في إقليم كردستان وتركيا تؤكد أن هناك خطة سياسية كبيرة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، ولكن هذا قد يكون على حساب القوى الكردية الوطنية الأخرى التي ترفض أي تدخل خارجي في شؤون الإقليم”. وأشار إلى أن بعض القوى الكردية تخشى أن يتم تقوية نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبالتالي تهميش الأحزاب الأخرى التي تعتبر أن مصالح الشعب الكردي يجب أن تكون في المقام الأول.