مجموع

ريـف حمص الشـرقي يتـدهور تحت وطأة أزمـة مياه وصرف صحي مزمـنة

مشاركة

آفرين علو ـ xeber24.net

يعاني آلاف السكان في قرى ريف حمص الشرقي، وعلى رأسها بلدة المضابع، من أزمات إنسانية وبيئية متصاعدة بسبب انهيار بنية المياه والصرف الصحي، وسط غياب الحلول الجذرية من الجهات المعنية وتأخر المشاريع المقررة منذ عقود.

تعد بلدة المضابع، التي يقطنها قرابة خمسة آلاف نسمة، نموذجاً صارخاً للإهمال المتراكم. حيث تعاني من شح حاد في مياه الشرب النظيفة، بسبب تقادم شبكتها التي تعود إلى عام 1986 وعدم قدرتها على تلبية النمو السكاني.

كما فشلت محاولة تحسين الوضع بحفر بئر جديدة عام 2018، بسبب عدم تطوير الشبكة القادرة على استيعابها.أما أزمة الصرف الصحي، فأصبحت معاناة يومية تهدد الصحة العامة والبيئة.

فشبكة الصرف في البلدة غير مكتملة، حيث توقف العمل عند نسبة 70% لغياب حفرة تجميع وربطها بمحطة معالجة.

والمشروع الأكثر استدامة، وهو إنشاء محطة معالجة مركزية تخدم عدة قرى، ما زال حبيس الأدراج منذ الإعلان عنه عام 2007 بسبب ارتفاع الكلفة و”عدم الالتزام الجاد بالتنفيذ” وفقاً للمصادر.

يواجه السكان هذا الواقع بمطالب متكررة ومراسلات عاجلة للجهات المختصة، تطالب بإعادة تأهيل الشبكتين ووضع حد للمعاناة.

غير أن الردود الرسمية، بحسب السكان والمسؤولين المحليين، تتكرر في حلقات مفرغة، حيث تُعزى أسباب التأخير الدائم إلى “غياب التمويل والمخصصات المالية”.

في ظل غياب الحلول الشاملة، يبحث السكان عن بدائل. ومن بين المقترحات المطروحة ربط شبكة المضابع بشبكة قرية الهزة المجاورة، التي استطاعت تخفيف أزمتها عبر حل مؤقت (حفرة تجميع).

إلا أن هذا الحل يبقى ترقيعياً في مواجهة أزمة بنيوية عميقة.مع استمرار تقاعس الجهات المعنية، يزداد شعور سكان ريف حمص الشرقي بالتهميش والإحباط.

يؤكد الأهالي أن توفير المياه النظيفة ونظام صرف صحي آمن “لم يعد ترفاً، بل ضرورة أساسية للحفاظ على الصحة والاستقرار البيئي”، محذرين من أن استمرار هذا الإهمال لن يؤدي سوى إلى مزيد من التدهور الإنساني والبيئي، في منطقة أنهكتها سنوات طويلة من الأزمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى