آفرين علو ـ xeber24.net
اتجهت خطوات التي اتخذتها “السلطة الانتقالية” في سوريا خلال العام الماضي، منذ سقوط ما يُعرف بالنظام البعثي، نحو ترسيخ هيمنة فصيل واحد على حساب إشراك المكونات السورية الأخرى، مما أدى إلى تصاعد غير مسبوق للعنف وانتهاكات الحقوق.
وأن الفرحة الأولية بين السوريين بعد تغيير النظام “لم تدم طويلاً”، نتيجة لمسار سياسي وعسكري “يبحث عن الهيمنة ولا يُعدّ مبشراً”.
بدأت الخطوات مبكراً عبر ما سُمي “مؤتمر النصر” في 29 كانون الثاني 2025، والذي غُيبت عنه القوى السياسية والاجتماعية الرئيسية. ونتج عن المؤتمر قرارات منحت الرئيس المعين، أحمد الشرع، صلاحيات تنفيذية وتشريعية وقضائية واسعة، في انتهاك للأعراف المتعلقة ببناء السلطات في الفترات الانتقالية.
وسرعان ما تبعت ذلك سلسلة تعيينات عسكرية أمنية مثيرة للجدل، شملت مناصب حساسة لقادة فصائل متهمين بارتكاب انتهاكات، بل ومقاتلين أجانب مرتبطين بتنظيم “القاعدة”، مما أثار شكوكاً حول نوايا بناء جيش وطني حقيقي.
على الصعيد السياسي، شكّلت السلطة الانتقالية حكومة جديدة هيمن عليها أعضاء “هيئة تحرير الشام” بنسبة 98%، كما أعلنت عن تشكيل “مجلس شعب” عبر لجنة تحضيرية غير انتخابية، وأقامت جهازاً أمنياً سياسياً موازياً تحت مسمى “الأمانة العامة للشؤون السياسية”، في خطوة وصفها التقرير بأنها “إعادة إنتاج” لأساليب الحزب الواحد.
وأصدرت السلطة لاحقاً “إعلاناً دستورياً” في آذار 2025، دون مشاورات وطنية، وهو ما رأى معارضون أنه كرّس هوية دينية وقومية أحادية وحكماً مركزياً شديداً، متجاهلاً مطالب الديمقراطية والتعددية التي كانت إحدى شعارات الثورة.
وسجلت الفترة من كانون الأول 2024 إلى تشرين الثاني 2025 مقتل 10,923 شخصاً نتيجة أعمال عنف وانتهاكات نسبت أغلبها إلى قوات السلطة الانتقالية وأطراف محلية موالية لها.من بين الضحايا، كان 8,180 مدنياً، بينهم 438 طفلاً و620 امرأة.
وتضمنت الأرقام مجزرة راح ضحيتها حوالي 1700 شخص معظمهم من الطائفة العلوية في آذار 2025، وهجوماً على محافظة السويداء في تموز أسفر عن سقوط 638 قتيلاً، فضلاً عن أعمال عنف طائفية في حمص.
وحذر التقرير من أن نهج السلطة الانتقالية، الذي يهدف إلى “تثبيت سيطرتها الكاملة دون إشراك”، أدى إلى فراغ دستوري وتراجع في الحياة السياسية، وتركيز غير مسبوق للسلطة، صاحبه موجة عنف عمّقت الانقسامات وهششت الاستقرار، مما يجعل مهمة بناء دولة عادلة “أكثر تعقيداً”.




