جيلو جان _ xeber24.net
تعمل الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا جاهدة على تخفيف التطرف لدى أسر داعش، والحد من انتشاره في المخيمات التي تقطنها، عبر إعادة التأهيل، في خطوة تعدّ استكمال للجهود العسكرية التي تبذلها قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في مكافحة داعش.
تبذل الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، عبر مؤسساتها، جهوداً كبيرة في المخيمات المخصصة لأسر داعش في إقليم شمال وشرق سوريا (الهول، وروج)، غير تلك المتعلقة بتنظيم المخيم والجمعيات والمنظمات العاملة فيه والتنسيق لإخراج الأسر أو استقبالها.
وتعمل إدارة المخيمات التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، على برامج إعادة تأهيل تلك الأسر والتحضير لدمجها ضمن المجتمعات، لإنهاء التطرف وإبعاد الأطفال ضمنها عن تلك الأجواء، وفق ما أكده إداريو المخيمات.
في مخيم الهول، أخطر مخيم في العالم، ويعدّه العالم أجمع منبعاً للفكر المتطرف، للعدد الكبير الذي يؤويه من أسر مرتزقة داعش، خصصت إدارته الجزء الأكبر من إمكاناته لإعادة تأهيل تلك الأسر، ودفع الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية نحو ذلك.
ويؤكد الرئيس المشترك لإدارة مخيم الهول، خورشيد قرو، أنهم يسعون مع جميع شركائهم على الأرض، من الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية، للحد من انتشار الفكر المتطرف.
وقال عن تلك الجهود وإمكاناتها “هناك جمعيات تابعة للإدارة الذاتية تقدّم برامج توعوية وإعادة تأهيل لقاطني المخيم، وهناك جمعيات محلية ومنظمات دولية ندفعها لذلك، وهذا ما نعدّه جزءاً بسيطاً، لأن هناك حاجة إلى جهد أكبر من الدول والأمم المتحدة، ويجب أن يكون هناك اتفاق دولي ومحلي على إعادة تأهيل جميع قاطني المخيم للحد من فكر داعش المنتشر داخل المخيم”.
وأضاف “عبر هذه الإجراءات التوعوية وبرامج العمل، نحاول قدر المستطاع إعادة تأهيل الأطفال والنساء ومحو الفكر المتطرف، على الرغم من كل التهديدات المستمرة بشكل يومي”.
ومن بين الجهات العاملة على إعادة تأهيل الأسر القاطنة في مخيم الهول، مجلس المرأة السورية، الذي يستهدف جميع الفئات العمرية من الأطفال والنساء ضمن جميع أقسام المخيم، باستثناء قسم المهاجرات الذي يؤوي أسر داعش الأجانب، عبر محاضرات وعلاج نفسي، ودورات مهنية تساعد النساء على الالتفات لمستقبلهن بعيداً عمّا يراد به ترسيخ الفكر المتطرف بين قاطني المخيم.
الإدارية في لجنة المخيمات ضمن مجلس المرأة السورية، والمشرفة على برامج التوعية وإعادة تأهيل الأطفال والنساء في مخيم الهول، جيهان حمزة، أشارت لدواعي بدء المجلس الاهتمام بهذا الجانب وفرد جزء من الجهود لهذا الموضوع.
وقالت عمّا يقدمه المجلس في هذا الصدد “أعمالنا ضمن المخيم تتمثل في نشاطات ترفيهية وتعليمية وتوعوية، ودورات تدريبية ومهنية، هدفها إخراجهم من الحالة النفسية الميؤوس منها، وتغيير الفكر المتطرف الذي استقوه”.
في مقابل الجهود التي تُبذل من قبل الإدارة الذاتية والجهات المعنية في إقليم شمال وشرق سوريا، هناك معوقات كبيرة، على ما أفادت به إدارة المخيم والمشرفين على تلك البرامج في الجمعيات والمنظمات المؤسسات المعنية.
المشرفة من قبل مجلس المرأة السورية على برامج التوعية وإعادة تأهيل الأطفال والنساء في مخيم الهول، جيهان حمزة، ذكرت بعض ما يواجه جهودهم “نتلقى تهديدات عديدة بالقتل بشكل مباشر، بالإضافة إلى حرق الخيمة التي ندير أعمالنا ضمنها، ناهيك عما تتلقاه المتدربات والمستهدفات بالبرامج التوعوية من تهديدات، مصدرها نساء أخريات”.
ونوّه خورشيد قرو إلى جانب آخر يواجه جهودهم “نسوة داعش يحاولن ترسيخ ذلك التطرف بين الأطفال، عبر إعطاء ما يسمونها (دروساً شرعية)، ويقمن بنشر شائعات بين قاطني المخيم حول ماهية البرامج التوعوية التي نفردها للمتلقين، وإقدام بعض النساء والأطفال على استهداف من يحاولون الاستفادة من برامج عمل المنظمات والإدارة”.