ولات خليل – xeber24.net- وكالات
اوضحت منظمة ريفيو جي الهولندية في تقرير لها أن سلطة دمشق أخطأت الحسابات في السويداء, إذ حاولت فرض سيطرتها على الفصائل الدرزية استناداً إلى اعتقاد خاطئ بأن اتصالاتها السرية مع إسرائيل ومنها لقاءات جرت في أذربيجان منحتها الضوء الأخضر لدخول المحافظة.
لكن، وبحسب تقرير المنظمة، منعت إسرائيل ذلك عملياً، وأجبرت سلطة دمشق على القبول بواقع جديد وهو أن السويداء بقيت خارج سيطرتها, إذ أن الهجوم على المدينة لم يعزز سلطة أحمد الشرع, بل فجر أزمة أوسع حتى بين بعض الموالين الذين وصفوا ما جرى بأنه “تجاوزات غير مقبولة”.
وعلى الصعيد الدولي، أكدت “ريفيو جي” أن أوروبا كانت قد بدأت تتحرك لإعادة تأهيل السلطة في دمشق، حيث أبدت دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا استعدادها لذلك, غير أن المواقف تغيرت سريعاً مع تصاعد الانتقادات لنهج الحكم الإقصائي, أما واشنطن، فقد شددت شروطها وأكدت أنه لن يكون هناك تخفيف للعقوبات من دون خطوات سياسية ملموسة.
وأكدت المنظمة أن سوريا عاشت حينها أزمة لم تعد سياسية فقط، بل أزمة بنيوية في نظام الحكم, فقد خسر الرئيس الانتقالي حلفاءه في الداخل، وتراجع الدعم الخارجي له، فيما ضاقت خياراته أكثر فأكثر.
وأشارت “ريفيو جي” إلى أن الأقليات السورية وجدت نفسها أمام معضلة صعبة؛ إما الخضوع للسلطات في دمشق، أو مواجهته عسكرياً مع ما يحمله ذلك من فوضى, لكن كان هناك خيار ثالث، تمثل في مشروع ديمقراطي سلمي، دعمته المجالس المحلية، منظمات المجتمع المدني، والشبكات الشبابية والنسائية.
وخَلُصت المنظمة إلى أن المجتمع الدولي كان مدعواً لمنح هذه المبادرات مساحة سياسية، ودعماً مالياً، وحماية, كما رأت أن دولاً مثل هولندا كان يمكن أن تلعب دوراً محورياً عبر دعم الإعلام المستقل، حقوق الإنسان، وآليات المحاسبة, ليصبح مستقبل سوريا بيد السوريين أنفسهم، بعيداً عن هيمنة الفصائل أو الأنظمة السلطوية.