ولات خليل – xeber24.net – وكالات
كشفت تقارير إسرائيلية حديثة عن تحول لافت في طبيعة العلاقات بين تركيا وإيران، من خلال معلومات تفيد بتورط أنقرة، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تسهيل عمليات تمويل وتسليح لحزب الله اللبناني، عبر الأراضي السورية، في وقت تتعقد فيه خريطة التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط.
فبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن تركيا أصبحت “مصدرًا جديدًا” لتمويل حزب الله، بالتنسيق مع إيران، بعد انهيار ما يسمى بـ”الممر الإيراني_السوري القديم” الذي كانت طهران تستخدمه لإيصال الدعم المالي والعسكري إلى الحزب في لبنان.
ووفقاً لهذه الروايات، فإن طهران لجأت في السنوات الأخيرة إلى البحث عن مسارات بديلة، أحدها يمر عبر الأراضي التركية ثم السورية، وصولاً إلى لبنان.
واضافت التقارير إلى أن هذا التحول جاء نتيجة تغيّرات جغرافية وسياسية فرضتها الحرب في سوريا، والقيود الأمنية والعسكرية المفروضة على الطرق التقليدية لنقل السلاح عبر العراق وسوريا.
وبحسب محللين إسرائيليين، فإن “التنسيق العملياتي” بين تركيا وإيران، وإن لم يكن علنياً أو منظماً على مستوى حكومي كامل، إلا أنه يسمح عملياً بمرور نشاطات لوجستية ومالية تصب في مصلحة حزب الله.
وفي هذا السياق، يرى خبراء أن العلاقة بين تركيا وإيران لا يمكن وصفها بالتحالف التام، بل هي علاقة تقوم على البراغماتية والمصالح المشتركة في ملفات محددة. فتركيا، رغم خلافاتها الجوهرية مع إيران في ملفات إقليمية مثل العراق واليمن، تسعى للحفاظ على مستوى من التعاون معها في سوريا، حيث يجمعهما، إلى جانب روسيا، تنسيق سياسي وأمني في إطار مسار “أستانا”.
وتضيف التحليلات أن هذا التعاون الثلاثي التركي الإيراني الروسي أدى عملياً إلى تقليص هامش الحركة الإسرائيلي في الأجواء السورية، وهو ما تعتبره تل أبيب عاملاً مقيّداً لعملياتها ضد أهداف مرتبطة بحزب الله أو الحرس الثوري الإيراني.
ويرى بعض الخبراء أن تركيا، رغم تناقض مصالحها مع إيران في بعض الملفات، لا تمانع أحياناً في “تسهيل أو التغاضي” عن بعض الأنشطة الإيرانية في المنطقة، طالما أنها لا تمسّ أمنها القومي مباشرة أو تُخلّ بتوازن القوى داخل الأراضي السورية التي تشهد نفوذاً متداخلاً لقوى متعددة.
في المقابل، تعتبر إسرائيل أن أي شكل من أشكال التنسيق بين أنقرة وطهران يُعد تهديداً إضافياً لأمنها القومي، إذ يُتيح لحزب الله تطوير قدراته التسليحية والمالية عبر قنوات جديدة أقل عرضة للرقابة أو الضربات الجوية.