كاجين أحمد ـ xeber24.net
بعد فشل السلطة الانتقالية في دمشق باجتياح محافظة السويداء رغم التجييش الهائل وعمليات التنكيل والقتل والابادة الجماعية، بسبب التدخل الإسرائيلي لحماية الأقلية الدينية من أبناء طائفة الموحدين الدروز، جعلت تركيا تتخذ خطوات عاجلة على مسار عملية السلام وحل القضية الكردية.
رغم أن أنقرة أوصلت رسالتها إلى إسرائيل، أنها تستطيع تحشيد المتطرفين من عناصر داعش والمجموعات الإسلامية الجهادية على الحدود الإسرائيلية، إلا أن رد تل أبيب كانت اقوى بأنها لا ترغب ببقاء أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم النصرة في سدة حكم سوريا.
وقالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو صراحة يوم أمس، أن المكونات السورية من غير الفئة المتشددة من السنة لن تكون في مأمن، طالما أن زعيم تنظيم النصرة في سدة حكم دمشق.
واليوم الاثنين، نقل مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير واشنطن لدى أنقرة توم باراك، رسالة إسرائيل بكل وضوح إلى تركيا، وهي أن تل ابيب لا ترغب بسوريا مركزية وموحدة.
رسالة إسرائيل هذه أثارت قلق تركيا، التي طالما عملت طيلة 15 عاماً على ألا يحصل الكرد في شمال شرق البلاد على إدارة خاصة لهم، منها تنفيذ عمليات عسكرية احتلت على إثرها مناطق كردية هناك، وآخرها التواصل مع نظام بشار الأسد وابلاغه استعدادها بالتخلي عن فصائل المعارضة والتطبيع مع دمشق والتعاون لمحاربة الكرد وقواتها العسكرية.
الانتهاكات التي ارتكبتها السلطة الانتقالية بحق الأقليات العرقية والدينية في البلاد، غيرت المواقف الدولية وحتى العربية والإقليمية من الجولاني واتباعه، والتي تبحث أمكانية إعادة العقوبات وأدراج الشرع ومجموعته على قائمة الارهاب من جديد.
لم يكن أردوغان وحليفه في حزب الحركة القومية المتطرف دولت بهتشلي غافلان عن التطورات الإقليمية وإعادة هيكلة الشرق الأوسط الجديد ورسم خارطة جديدة للمنطقة، لذا سارعا إلى إيجاد منفذ للتواصل مع الكرد في تركيا على أساس وقف إطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني مقابل حصول الشعب الكردي على بعض حقوقهم في الدستور.
رغم تلكأ أنقرة في تنفيذ خطوات عملية مقابل خطوات مقاتلي حزب العمال الكردستاني وتصريحات القادة الكرد، إلا أن تطورات الأحداث وتسارعها خاصة في سوريا، أجبرت حكومة أردوغان على التسريع في خطواتها على مسار حل القضية الكردية.
ففي الجمعة الماضية، أرسل رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إلى كافة الكتل النيابية للأحزاب السياسية، بهدف تشكيل لجنة خاصة لمناقشة الأسس القانونية والسياسية لحل القضية الكردية، تلاها اجتماع ثلاثي بين قورتولموش ورئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالن ووزير الدفاع التركي يشار غولر لبحث الأمر ذاته ومناقشة وضع مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
واليوم الاثنين، اجتمع كالن مع ممثلي الأحزاب السياسية في تركيا، وأيضا مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، لبحث تسريع خطوات عملية السلام وحل القضية الكردية.
كما أن أردوغان أكد للصحفيين المرافقين له على رحلة عودته من قبرص، أن حكومته ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق عملية السلام وحل القضية الكردية.
وأضاف الرئيس التركي قائلاً: “نحن في حالة تأهب قصوى ضد جميع الاستفزازات والهياكل التي من شأنها أن تعيق هدفنا هذا”، موضحاً أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تؤكد صوابية هذه الخطوة.
وفي الختام لفت أردوغان إلى موقف القائد عبدالله أوجلان الإيجابي من هذه العملية وقال “هذا أمر بالغ الأهمية”.