كاجين أحمد ـ xeber24.net
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات مثيرة عقب الاجتماع بأركان حكومته في المجمع الرئاسي بأنقرة يوم الاثنين الماضي تناول فيها الأحداث الجارية في شرقي الفرات بسوريا إلى جانب الوضع الأمني في كركوك إقليم كردستان.
ذكر الرئيس التركي في مستهل حديثه عن التطورات في منطقة الشرق الأوسط لا سيما العراق وسوريا، قائلاً: إن “أي تصرف لا يأخذ في الاعتبار الحقائق الديمغرافية لجغرافيا المنطقة ليس لديه فرصة للنجاح”.
وأوضح أن “الآثار الدموية للاضطرابات الداخلية والاحتلالات التي أدت إلى مقتل مليوني شخص في العراق ومليون شخص في سوريا خلال الثلاثين عاما الماضية لا تزال حية في الذاكرة”.
وادعىأن بلاده تتبع نهجا “يحتضن جميع دول المنطقة وكافة الشرائح على اختلافاتها العرقية والطائفية، ويقف إلى جانبها في أوقاتها الصعبة”.
ولتبرير عملياتها العسكرية في شمالي العراق وسوريا واحتلال بقع جغرافية كبيرة في تلك الدولتين، زعم الرئيس التركي بالقول: “نحن نتبع مسار عمل يضمن أمن حدودنا ويراعي في الوقت نفسه توازنات المنطقة”.
وتابع قائلاً: أن تركيا تنظر إلى الجدل الدائر في كركوك من هذا المنطلق، مبينا أن الحل الأصح والسليم والمستدام يمر من إنشاء هيكل إداري يراعي الحقائق الديموغرافية للمنطقة، لا سيما كركوك.
وعن الشأن السوري، ادعى أردوغان أن بلاده حذرت الولايات المتحدة مراراً وتكرارا مع كرد سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، وأن استمرارها في التصرف بهذه الطريقة سيضر مستقبلاً بمصالحها الخاصة وبمصالح المنطقة، زاعماً أن التطورات الأخيرة أثبتت صحة المخاوف والتحذيرات التركية.
وأضاف، “إن إصرار النظام السوري على أن يكون جزءاً من المشكلة وليس الحل يعمق المشاكل في المنطقة”، مدعياً عزم تركيا بالعمل من أجل التوصل إلى “حل دائم يستند على أساس وحدة الأراضي السورية وإلى الحقائق الديموغرافية بما في ذلك البنية العرقية والطائفية”.
ودعا أردوغان جميع الأطراف التي لها نفوذ على الجماعات في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وإيران والنظام، إلى بذل الجهود في هذا الاتجاه.
وأنهى حديثه بهذا الخصوص، أنه “سيظل استقرار وأمن منطقتنا الجنوبية على رأس أولويات بلادنا في وقت تظهر فيه بوادر أزمات جديدة في جميع أنحاء العالم”.
كان أردوغان قد اعترف قبل ثلاثة أيام بتورط نظامه في الأحداث الدامية التي جرت بكركوك والتي أفضت إلى مقتل أربعة مواطنين كرد وإصابة نحو 15 شخص، عندما هاجم مجاميع مسلحة من التركمان والعرب وجهات أمنية مظاهرة سلمية للمواطنين الكرد طالبوا بفتح الطريق الرئيسية للمدينة.
وزعم أردوغان أن كركوك موطن التركمان هذه الأقلية التي تشكل ما نسبته 15% من مواطني محافظة كركوك الكردستانية، مدعياً أن المدينة كانت تعيش بسلام واستقرار منذ ست سنوات، أي منذ انسحاب قوات حزب الديمقراطي الكردستاني منها في أعقاب أحداث 2017.
سبق وأن ادعى وزير داخلية حكومة أردوغان السابق، سليمان صويلو، أن مدينتي حلب والموصل هي بالأصل مدن تركية وسكانها من التركمان، استناداً إلى أطماع ومخططات أردوغان بضم هذه المدينتين إلى تركيا بموجب ما يسمونه بالميثاق الملي.
هذا ويبدو أن أردوغان لا يزال مستمراً في مخططاته نفسها بضم أراضي كرد سورية والعراق إلى بلاده وفق مشروعه الجديد بإحياء الميثاق الملي، وتارة بادعاءات تستند إلى حماية أمنهم القومي.