كاجين أحمد ـ xeber24.net
السياسة التركية الموجهة ضد الكرد داخل البلاد وفي البلدان المجاورة باتت معروفة، حتى على الطرق الغير شرعية للمهاجرين صوب أوروبا، وهي تغذي كل عمل طائفي ضد الكرد إلى جانب استمرار عملياتها العسكرية بالطائرات والمدافع والصواريخ.
تستغل تركيا كل حدث للتأليب ضد الكرد سواء في سوريا أو العراق، حتى في أوروبا، وتعمل جاهدة على إبادة كل شي ينتمي إلى القومية الكردية أينما كان.
سخرت أنقرة كل طاقاتها المتاحة للتحريض سواء العسكرية أو اللوجستية أوالاعلامية، ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تنفذ حملة عسكرية في ريف ديرالزور بهدف تعزيز حالة الأمن هناك والقضاء على بقايا خلايا تنظيم داعش الارهابي والمتنفذين الخارجين عن القانون.
جيشت تركيا مجامعيها المسلحة في جرابلس وهاجمت بها القرى المحيطة بمدينة منبج في الشمال والغرب، وارتكبت مجرة بحق المدنيين يوم أمس في قرية المحسنلي، حيث قتلت أربعة أطفال من عائلة واحدة، قبل أن يتصدى قوات مجلس المدينة العسكري لهم وطردهم من هناك.
عاود المسلحون التابعون للائتلاف السوري وبأوامر من الاستخبارات التركية بمهاجمة قرى منبج مرة أخرى مساء اليوم السبت، بهدف تشتيت جهود قوات سوريا الديمقراطية التي تواجه ميليشيات إيران والنظام السوري في الضفة الشرقية من نهر الفرات، والتي تحاول العبث بأمن المنطقة وإثارة الفوضى والنعرة الطائفية والشعبوية.
تحريض رسمي وإثارة للفتنة
لم تكتف أنقرة بمهاجمة مناطق الادارة الذاتية بهدف تشتيت جهود قواتها العسكرية في تثبيت الأمن والأمان في مناطقها، بل لجأت إلى الدبلوماسية الرسمية للتحريض على قتال قوات سوريا الديمقراطية من باب إثارة الفتنة عن طريق تأليب المشاعر القبلية والشعبوية في ريف دير الزور.
وأصدرت وزارة الخارجية التركية في وقت سابق من اليوم السبت، بيان ادعت فيه أن ما يجري في دير الزور هو قتال بين القوات الكردية والعشائر العربية في خطاب متسق مع الخطاب الرسمي للنظام السوري والإيراني.
وزعمت خارجية أنقرة، أنها تتابع الحدث عن “كثب وبقلق”، مدعية أن ما يجري في ريف دير الزور هو “تطور ومظهر جديد لمحاولات حزب العمال الكردستاني في فرض هيمنته على شعوب سوريا القديمة”.
ووجهت ندائها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالنظر دون مزيد من التأخير في أعمال قوات سوريا الديمقراطية في هذه المنطقة، مدعية أن تبريرات واشنطن بأن قسد قوة فعالة في محاربة تنظيم داعش الارهابي غير صحيح.
تقتل الكرد على طريق أوروبا
تداول نشطاء مقطع مصور لمجموعة على الحدود الصربية، تدعي بانتمائها إلى عشائر دير الزور، وتهدد بقتل كل كردي يمر على الطرق المؤدية إلى أوروبا سواء كان طفل أو إمرأة أو رجل أو كهل.
تعليقاً على هذا الحدث ذكر الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، أن من يمارس الخطف والقتل بحق المدنيين الكرد المهاجرين على طريق أوروبا لا يمثل العشائر العربية.
وأوضح جيا كرد، أن “مجموعات وعصابات إرهابية مسلحة تمارس الخطف والقتل بحق المدنيين الكرد المهاجرين ويتوعدون بالقتل على الهوية على الحدود الأوروبية بشكل ممنهج وفق سلوك ومنهج داعش تماماً و بدعم مباشر من الاحتلال التركي ومجموعاته المرتزقة من السوريين؛ منوهاً أنهم “يفعلون ذلك بإسم العشائر العربية، والعشائر منهم براء”.
وشدد على، أن أولئك المرتزقة “لا يمثلون سوى عصابات إرهابية داعشية ومرتزقة مأجورين، ينفذون أجندات أعداء الشعب السوري بمختلف مكوناته وعلى رأسهم العشائر”، موضحاً أن تركيا دفعت بهؤولاء المرتزقة لاستفزاز الدول الأوربية وتصدير أزماتها وصراعاتها الداخلية.
وقال: “ثبت مرة أخرى وبشكل قاطع دعم الاحتلال التركي ومرتزقته للإرهاب، وأشار “وجود مثل هذه المجموعات المرتزقة على الحدود الأوروبية هو أمر واضح حول دفع الاحتلال التركي لهذه المجموعات بإتجاه أوربا لممارسة الإرهاب واستفزاز الدول الأوروبية مع ممارسة القتل، فضلاً عن سعي تركيا لنقل أزماتها وصراعاتها إلى دول الجوار”.
جيا كرد الذي أكد على أن القبائل والعشائر العربية لن تقف موقف المتفرج تجاه هذه المجموعات، طالب الدول الأوربية باتخاذ الاجراءات القانونية ضد موضحاً أنه “من الضروري اتخاذ الاجراءات اللازمة من قبل الدول الأوروبية تجاه هذه المجموعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار دولهم؛ من خلال ملاحقات قانونية وقضائية وإلا سيكون الإرهاب في عقر دارهم وحدائقهم الخلفية وسيهدد الجميع وخاصة وإن هذه المجموعات تعمل بشكل علني وبوجوه وتوجهات مكشوفة، ولابد إبداء المسؤولية القانونية تجاه ما يعانيه المدنيين الأبرياء في الغابات على أبواب أوروبا”.
يستغل الأحداث للتدخل في كركوك مرة اخرى
لم تنشغل أنقرة بإثارة الفوضى في سوريا عما يجري في كركوك الكردستانية، حيث يحرك خلاياه من تركمان المنطقة للتدخل في المدينة تحت ذريعة حماية التركمان وحقوقهم هناك.
وتشهد محافظة كركوك منذ اسبوع فوضى وفلتان أمني بسبب قطع التركمان مع بعض الجماعات العربية وميليشيات مسلحة بقطع الطريق بين المدينة وعاصمة إقليم كردستان أربيل/هولير.
واستنفرت أنقرة إعلامها الوطني والمحلي، بهدف التحريض والتمهيد للتدخل بذريعة حماية التركمان في كركوك من قوات حزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني.
كما ادعت عبر وكالاتها الاعلامية أن الكرد كانوا أقلية في كركوك، وبعد سيطرة الديمقراطي الكردستاني عليه قبل عام 2017، تضاعف أعدادهم من خلال جلب عناصر جديدة من الشمال، وأن كركوك آمنة ومستقرة منذ ست سنوات، أي بعد انسحاب الديمقراطي الكردستاني وقواته منها، وأن عودتهم سوف تثير الفوضى والقتل في المدينة.
هذا ويستعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لزيارة طهران يوم غد، لبحث الأوضاع في سوريا والعراق، خاصة في كركوك وشمال شرق سوريا والتنسيق بينهما، إلى جانب التباحث حول مسألة تطبيع العلاقات بين النظامين التركي والسوري.