ولات خليل -xeber24.net – وكالات
تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران إلى مستوى خطير، إثر تنفيذ تل أبيب هجوماً جوياً واسع النطاق استهدف منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية بمئتي طائرة، وُصفت العملية بأنها “ضربة استباقية”.
ووفقاً للمعلومات الأولية، أسفرت الغارات عن مقتل قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس الأركان اللواء محمد باقري، بالإضافة إلى اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي. كما تم اغتيال اثنين من أبرز العلماء النوويين، وهم فريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي، إلى جانب أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري، وأُصيب مستشار المرشد الأعلى علي شمخاني بجروح حرجة، وسط أنباء غير مؤكدة عن وفاته لاحقاً.
استهدفت الضربات منشأة نطنز النووية بشكل متكرر، وهي منشأة تحت الأرض تُعد مركزاً رئيساً لتخصيب اليورانيوم. وحتى الآن، لم تُسجل مؤشرات على تسرب نووي؛ وفق جهات مختصة.
أعلنت إسرائيل أنها أنجزت المرحلة الأولى من العملية، مؤكدة استهدافها لعشرات الأهداف النووية والعسكرية في مناطق متفرقة داخل إيران. في المقابل، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الهجوم بأنه “جريمة” وتعهد بالرد القاسي.
الهجوم الإسرائيلي استهدف إضعاف قدرات الدفاع الجوي الإيراني، من خلال ضرب منظومات الرادارات ومنصات الدفاع الجوي في طهران وخوزستان وإيلام، بما يفتح ثغرات في شبكة الحماية الإيرانية. كما طالت الغارات مواقع إنتاج وتخزين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، مما يُعد ضربة قاسية لاستراتيجية الردع الإيرانية.
هذا وتلقت منشأة نطنز النووية عدة ضربات رغم تحصينها الشديد، كما طال الهجوم مراكز عسكرية في طهران وسط سماع دوي انفجارات عنيفة، يُعتقد أنها طالت مراكز قيادة أو اتصالات حساسة. بالإضافة لاستهداف قواعد صاروخية ورادارات في خوزستان وإيلام، يُرجّح أن بعضها يتبع الحرس الثوري.
تهدف إسرائيل من هذه الضربة إلى إثبات قدرتها على الوصول إلى العمق الإيراني دون الاعتماد على دعم مباشر من واشنطن، وتوجيه رسالة ردع حادة بعد الهجوم الإيراني على تل أبيب. بحسب محللين في الشأن الإيراني.
التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران يُعدّ نقطة تحوّل خطيرة في المشهد الإقليمي، وقد بدأت تداعياته تتجلى على عدة مستويات:
اقتصادياً، حيث قفزت أسعار النفط بنسبة 8%، وسط مخاوف من تعطل الإمدادات في حال توسع النزاع، خاصة مع تهديدات محتملة لمضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي. الذهب ارتفع إلى مستويات قياسية، متجاوزاً 3430 دولاراً للأوقية، مع توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
إقليمياً، هناك قلق متزايد من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، خصوصاً إذا ما قررت إيران الرد عبر “محور المقاومة”، مما قد يشعل جبهات في لبنان، سوريا، العراق، واليمن. كما أن دول الخليج مثل السعودية والإمارات دعت إلى ضبط النفس، خشية أن تمتد النيران إلى حدودها، أو أن تتعرض منشآتها النفطية لهجمات انتقامية.
يرى بعض المحللين أن إسرائيل، بدعم غربي، تسعى لتوريط إيران في حرب إقليمية تستنزف قدراتها، خاصة بعد فشل محاولات سابقة لجرّها إلى مواجهة مباشرة. التصعيد قد يدفع بعض الدول الإقليمية إلى إعادة حساباتها، سواء بالاقتراب من “محور المقاومة” أو بالتحالف مع إسرائيل لمواجهة ما يُعتبر “التهديد الإيراني”.