آفرين علو ـ xeber24.net
وشهدت محافظة حماة منذ بداية العام الجاري تصاعدا مقلقا في عمليات التصفية والاغتيال، التي ينفذها مسلحون مجهولون في ظروف أمنية غامضة، مستهدفة مدنيين وعسكريين سابقين على حد سواء.
تضم محافظة حماة تركيبة سكانية متنوعة، تتصدرها الأغلبية السنية، إلى جانب طوائف أخرى مثل العلويين، والمرشديين، والإسماعيليين، والمسيحيين، فضلاً عن مكونات عرقية متفرقة. ويتركز تواجد هذه الطوائف في المناطق الغربية من المحافظة، لاسيما على سفوح الجبال المتاخمة لريف طرطوس ومحافظة اللاذقية، إضافة إلى مدن وبلدات بارزة مثل السلمية، ومحردة، والسقيلبية، التي تتميز بتاريخ طويل من التعايش والتنوع الديني والطائفي.
وتوزعت هذه الحوادث بين إطلاق نار مباشر، وعمليات إعدام ميداني، واغتيالات فردية، في مناطق مختلفة من ريف المحافظة، ما فاقم من حالة التوتر والخوف لدى السكان المحليين.
وتُظهر طبيعة هذه الهجمات وتكرارها مؤشرات على أن بعضها يحمل طابعاً انتقامياً أو يستند إلى دوافع طائفية، في حين قد تعود دوافع أخرى إلى صراعات محلية أو خلافات شخصية، في ظل فراغ أمني متزايد وضعف الاستجابة الرسمية.
وبحسب توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل منذ بداية العام 122 شخصاً، هم: (120 رجلاً، وسيدة واحدة، وطفل)، من الضمن الحصيلة 46 حالة على خلفية انتمائهم الطائفي، ما يعكس خطورة الانقسام المجتمعي وتنامي مظاهر العنف العشوائي.
ويؤكد المرصد السوري أن استمرار هذه الحوادث دون إجراءات واضحة أو نتائج ملموسة، من شأنه أن يُخلّف آثاراً خطيرة على النسيج المجتمعي، ويُمهّد الطريق لنزاعات متجددة يصعب احتواؤها في المستقبل.